أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    21-Jan-2019

هل حوّل مُنتدى دافوس العالم إلى مكان أفضل حسبما استهدف مؤسسه من إنشائه؟

 أ ف ب: كشف كلاوس شواب، مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي «منتدى دافوس»، أن طفولته التي عاشها في ظل الحرب العالمية الأولى دفعته إلى التفكير بتأسيس منظمة قادرة على تحويل العالم إلى مكان أفضل.

ولا شك في أن مؤسسته، التي تستضيف أشهر شخصيات العالم وأكثرها نفوذا وثراء في اجتماعها السنوي في منتجع دافوس السويسري الشتوي، تركت أثرا.
لكن الشكوك تزايدت حول ما إذا كانت المنظمة تحقق هدفها المعلن وهو «تحسين حال العالم» في ظل تصاعد الاستياء حيال أجندة دافوس الداعمة لقطاع الأعمال وميل الناخبين إلى لتصويت لقادة شعبويين.
وبين الانتقادات الدائمة ان اجتماعات «المنتدى الاقتصادي العالمي»، بما في ذلك الاجتماع السنوي الذي سيجري في دافوس هذا الأسبوع، خلقت بكل بساطة فضاء آمنا لعالم الأعمال لكي يضغط على الحكومات دون رقابة.
ولم يكن شواب متاحا لإجراء مقابلة معه، لكن آدريان مونك، مدير المنتدى، قال في رسالة عبر البريد الإلكتروني ان المنظمة «تدعم أعلى معايير الحَوكَمة».
وكان شواب، المولود في بلدة رافنزبورغ الألمانية عام 1938، استاذا يُدَرِّس إدارة الأعمال في جامعة جنيف عندما أسس عام 1971 «منتدى الإدارة الأوروبي» الذي مهد الطريق لإقامة «المنتدى الاقتصادي العالمي» كمنصة للقاء رجال الأعمال البارزين والخبراء في مجالات الاقتصاد والاجتماع.
وفي كتاب صدر عام 2018، أرّخت استاذتان من جامعة ستوكهولم عملية تطور المنتدى الاقت مع انضمام سياسيين تدريجيا إلى رجال الأعمال في دافوس، ما أضفى طابعا أمميا على المنتدى مع وجود عدد من المشاهير على قائمة الحضور.
وكتبت كل من كريستينا غارستان وآدريين سوربوم في كتابهما «السلطة الخفية: كيف يشكل المنتدى الاقتصادي العالمي أجندات السوق؟» أنه «على وقع ما يعد قصورا في مؤسسات الحَوكَمة العالمية، وتعثر صناعة السياسات الدولية، يقدم المنتدى الاقتصادي العالمي نفسه على أنه يوفر بديلا».
وعلى مدى السنوات، ولّد النجاح مزيدا من النجاح للمنتدى حيث، يسعى أصحاب النفوذ لقضاء الوقت مع بعضهم البعض في جبال الألب السويسرية، وهم يشاركون في حلقات نقاش ويقيمون علاقات اجتماعية بعد التزلج. وانضمت اجتماعات إقليمية جديدة لبرنامج دافوس.
وقالت سوربوم ان سلطة المنتدى «الهشة» تقوم على معادلة مفادها أنه «إن كنت تريد أن تكون جزءا من الطبقة الراقية العالمية، فلا بد لك من التواجد هنا».
وأضافت ان المنظمة تبدو وكأنها تقدم شيئا تفتقر إليه هيئات دولية أخرى، مكان يجتمع فيه قادة الأعمال التجارية والحكومات «ليخرجوا ببعض الأفكار الجيدة»، لكنها نوهت إلى أن لذلك «جوانب مقلقة».
وكتبت غارستن وسوربوم أنه مع قدوم عشرات من رؤساء الدول والحكومات إلى دافوس كل عام، يمكن النظر إلى»المنتدى الاقتصادي العالمي» على أنه هيئة «لا تملك تفويضا قانونيا للتأثير على الحَوكَمة العالمية بعد، لكنها تطمح لذلك».
بدوره، يشير أوليفييه كلاسن من منظمة «بابليك آي» السويسرية غير الحكومية، التي قادت التظاهرات والحملات الأخرى المناهضة لاجتماع دافوس، إلى أن المنتدى لطالما كان «معتمدا بشكل كامل» على الشركات الألف التي تموله.
وتتراوح رسوم عضوية المنتدى من ما يعادل 60 ألفا إلى 600 ألف دولار تسمح لممثلي الشركات بحضور دافوس وغيره من الاجتماعات على مدار العام.
وقال كلاسن «يبدو أن لدى شواب قناعة ثابتة بأن جعل الناس يتحدثون إلى بعضهم البعض هو هدف يبرر كل شيء». وأضاف «ما لا يدركه هو أنه (…) عندما تكون لدى أغلبية هؤلاء الأشخاص مصالح تجارية، يصبح الأمر برمته يتعلق بإبرام الصفقات لا أكثر». غير أنه يؤكد أنه بالنسبة للمنتدى فإن «مشاركة أصحاب المصالح المتعددة (…) تعني احترام آراء ومصالح الآخرين». من جهة ثانية تفيد تقارير أن اجتماع دافوس واجه تهديدا وجوديا مطلع الألفية بعدما نفد صبر السكان المحليين جراء الاحتجاجات المتواصلة.
وردا على ذلك، فتح شواب الاجتماع أمام مجموعات المجتمع المدني، وأتاح لوسائل الإعلام توسيع حضورها في الحدث الذي كان يعقد بمعظمه في السابق خلف الأبواب المغلقة.
وقال كريستيان دورير، رئيس تحرير مجموعة «بليك» الإعلامية السويسرية الذي سُمح له مؤخرا بالوصول إلى شواب لكتابة نبذة عنه في خطوة نادرة، إن التحرك لم يكن «طوعيا». وأوضح دورير في مقابلة أن شواب «أدرك أن عليه القيام بذلك وإلا فسيموت المنتدى»، مشيرا إلى ان مؤسس «المنتدى الاقتصادي العالمي» تغير على مدى السنوات، ومضيفا «كان مرتبطا بعالم الأعمال فقط، لكنه بات الآن أكثر انفتاحا». وذكرت سوربوم أن بحثها أظهر تسامح المنظمة مع المعارضة إلى حد ما. وقالت «بإمكانك توجيه الانتقادات، لكن في حال كثرت انتقاداتك، فسيتم طردك إلا إذا كنت (المغني الشهير) بونو».
وقال مونك «إذا كنت غير قادر على مجاراة مبدأ مشاركة أصحاب المصالح المتعددة، فإن المنتدى ليس المنصة الأمثل لك».