أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    22-Jul-2017

شركات الأدوية الكبرى تتأهب لاستحقاقات العصر الرقمي
فايننشال  تايمز - 
بعد سنوات عديدة من بناء شركات التكنولوجيا الناجحة، جيريمي سون لم يتصور أنه في عمر 43 سنة سيجد نفسه موظفا في شركة أدوية كبيرة.
قبل 18 شهرا تم تعيينه رئيسا عالميا لتطوير الأعمال الرقمية والترخيص في شركة نوفارتيس، الشركة السويسرية لصناعة الأدوية.
تعيينه هو دليل على كيف أن بطء أية صناعة في الاستجابة للتعطيل الرقمي، أخذت الآن تدرك أهميته في الوقت الذي تواجه فيه ضغوط التسعير وكميات متزايدة من بيانات المرضى ومستهلكين أكثر تمكينا.
يعمل الطابع الرقمي على تغيير الطريقة التي تتفاعل فيها شركات الأدوية مع المكلفين والأطباء والمرضى، ما يقود شركات صناعة الأدوية إلى البحث عن مهارات مختلفة وسمات شخصية في الموظفين.
عينت شركة ميرك الألمانية العام الماضي جيمس كوجلر البالغ من العمر 30 عاما كأول شخص يعمل في منصب كبير الإداريين الرقميين، وهو حاصل على شهادة في الهندسة الطبية الحيوية وله خلفية في التكنولوجيا.
شركة بيرنجر إنجلهايم لصناعة الأدوية في أوروبا، عينت سيمون مين في منصب كبيرة الإداريين الماليين من شركة الطيران لوفتهانزا. وهي مسؤولة عن "مختبر" رقمي جديد، يهتم بتعيين متخصصي البيانات ومطوري البرمجيات.
ويشير سون، الذي يشتمل دوره في شركة نوفارتيس على الإشراف على استثمارات رأس المال المغامر في شركات التكنولوجيا - وهو اتجاه متنام في شركات الأدوية الكبيرة - إلى أن العمل مع العلماء المؤهلين تأهيلا عاليا يجعله "يشعر عادة بأنه الشخص الأغبى في أي اجتماع".
ومع ذلك، فقد أحضر معه هو وغيره من الموظفين الخارجيين عقليات تساعد المجموعة على التطور من شركة علوم بحتة إلى "شركة بيانات وتكنولوجيا" بحسب قوله.
ووفقا لستيفن بيرت، رئيس الموارد البشرية، بدأت شركة نوفارتيس تجني فوائد كبيرة من الاستثمارات الرقمية، لا سيما في السرعة والكفاءة التي يمكنها بها اختبار الأدوية.
ويقول: "نحن نرى منذ الآن كيف أن الحصول على البيانات في الوقت الحقيقي يمكن أن يساعد في تحليل مجموعات المرضى والديموغرافيات، لتسهيل التعاقد مع المرضى للدخول في التجارب السريرية، وكيف أن أجهزة التقاط البيانات في الوقت الحقيقي، مثل أجهزة الاستشعار المتصلة وتطبيقات مشاركة المرضى، تساعد على إنشاء تجارب سريرية من بعد لا تعتمد على الموقع".
في السنوات الخمس الماضية، كانت هذه التغييرات واضحة في القوة العاملة في شركة نوفارتيس. وفي حين ارتفع عدد الموظفين عموما بنسبة تزيد قليلا على 20 في المائة، زادت قوة المبيعات - الأساس التقليدي لشركات الأدوية، التي بلغت في الإجمالي تريليون دولار في الإيرادات العالمية - بنسبة 13 في المائة فقط.
وفي الوقت نفسه، ارتفع عدد العاملين في مجال "الوصول إلى الأسواق" - أي التفاوض بشأن الأسعار مع المكلفين بالدفع، سواء الحكومات أو شركات التأمين - إلى خمس أضعاف أسرع من معدل النمو المتوسط ويبلغ الآن 1100.
توظف شركة نوفارتيس أكثر من 1200 من علماء الرياضيات والمهندسين ذوي التأهيل المزدوج، من أجل تحليل مجموعات البيانات الكبيرة وحساب قيمة الأدوية الجديدة - على سبيل المثال، قدرتهم على الحد من حالات التنويم في المستشفيات وبالتالي خفض التكاليف. في وقت قريب يعود إلى ست سنوات فقط، لم يكن هناك موظف واحد من هذا القبيل على كشف الرواتب.
وراء هذه التغييرات يكمن اثنان من التحولات الرئيسة. الأول هو تصميم النظم الصحية العالمية التي تفتقر إلى النقدية الكافية على تأمين قيمة أفضل من الأدوية التي تشتريها.
والثاني هو تقدم التكنولوجيا الرقمية، التي تلعب على نحو متزايد دورا في كيفية إدارة المرضى لأمراضهم وتوصيل الشركات لفوائد الأدوية إلى الأطباء. على سبيل المثال، توظف شركة جلاكسو سميث كلاين أكثر من 50 شخصا لتشغيل ندوات عبر الإنترنت مع أطباء - "فريق إعلامي متعدد القنوات" لم يكن موجودا قبل خمس سنوات.
شركة الأدوية البريطانية جلاكسو بدأت بتوظيف علماء الفيزياء الفلكية للعمل في مجال البحث والتطوير، حرصا منها على نشر قدرتها على تصور مجموعات البيانات الضخمة. وتقول الشركة إن هذه الصفات ذات أهمية خاصة لأنها تسعى إلى استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في اكتشاف الأنماط والاتصالات وسط كتلة من المعلومات.
وفي شركة بيرنجر، يقول كبار التنفيذيين إن هذا المستوى من التعطيل يتطلب مرونة وروح المبادرة لدى الموظفين – الذي في بعض الحالات قد يوجد بشكل أفضل خارج قطاع علوم الحياة.
يوضح أندرياس نُويمان، رئيس قسم الموارد البشرية في الشركة أنه على الرغم من أنه لم يكن توجد لدى السيدة مين، كبيرة الإداريين المالية الجديدة، أدنى فكرة عن الأدوية، إلا أنه سبق لها أن عملت في قطاع واجه اضطرابات كبيرة.
"لديها خبرة كبيرة في صناعة تتعرض لضغوط هائلة من حيث التكلفة، وقد مرت بكمية هائلة من التغيير. ويمكنك أن تتعلم من تلك التجربة، كشركة".
اعترفت شركة فايزر الأمريكية في العام الماضي بهذا المشهد الجديد من خلال إنشاء قسم يجمع بين خبراء الاقتصاد الصحي؛ وباحثين يقيسون النتائج التي تنتجها الأدوية المختلفة. ومختصين في الوصول إلى الأسواق. وكانت هذه المجموعات قد انتشرت في جميع أنحاء المنظمة.
أندي شمِلتز، الذي يرأس القسم، يعطي مثالا على ذلك الدواء "إلكويس"، وهو مضاد للتخثر ينتج بالتعاون مع شركة بريستول مايرز سكويب.
قام محللو البيانات بمعالجة أدلة "العالم الحقيقي" - المستمدة من المرضى الذين يمارسون حياتهم الطبيعية، بدلا من المشاركة في تجربة تدار بعناية - والتي تشير إلى أنه كان أكثر فعالية من حيث التكلفة من "وارفارين"، مضاد التخثر الموجود منذ فترة طويلة.
ما يقوم عليه هذا العمل هو مستودع هائل للبيانات، من مصادر مثل السجلات الطبية الإلكترونية، التي تغطي "أكثر من 300 مليون شخص"، بحسب قول شمِلتز.
وهذا، كما يقول: "يمكننا من الاستعلام عن قاعدة البيانات وتوليد رؤى، حتى عندما نحاول فقط معرفة تصميم التجربة وجدوى التوظيف؛ هل هناك ما يكفي من المرضى الذين يلبون معايير دخول معينة؟ وهي تمكننا من اتخاذ قرارات أفضل بشأن تطوير التجارب السريرية. كما أنها تمكننا من نمذجة نتائج مختلفة عبر أمراض مختلفة".
في شركة ميرك، الرئيس التنفيذي ستيفان أوشمان متحمس حول سلالة جديدة فيها من الموظفين ذوي الدراية الرقمية الواسعة، بقيادة كوجلر "الذي يفكر إلى الأمام".
وكما يقول: "نحن نعمل على أشياء مثل المختبر المتصل، وهو مختبر حيث كل شيء، وكل وعاء، وكل آلة، وكل قطارة، تكون ذكية ومتصلة وتلتقط البيانات تلقائيا. . . لذلك نحن (نستخدم) نوعا مختلفا جدا من الأشخاص في هذه الأيام".
وفي حين أن المشروع لا يزال في مراحل التخطيط، عند اكتماله سيسمح للموظفين بإدارة المخزون والبحث عبر مختبرات متعددة وتبادل النتائج بسهولة أكبر، فضلا عن تسهيل الوصول إلى بيانات السلامة والامتثال التنظيمي.
لا يزال لدى صناعة الدواء طريق كبير لتسلكه قبل أن تستغل التكنولوجيا الرقمية بنجاح وتلقائية كحال كثير من القطاعات الأخرى. تقرير حديث أعدته شركة ماكينزي، الشركة الاستشارية العالمية، يقيِّم "النضج الرقمي" ضمن مجموعة من الفئات بما في ذلك التركيز على الاستراتيجية والتركيز على العملاء.
ويبقى أن القطاع العام، المشهور بأنه قطاع متقاعس رقميا، هو الذي خرج بأسوأ التقييمات.
يقول ستيفان بيزدورف، الذي يقود أعمال التكنولوجيا الطبية والأدوية الرقمية في ماكينزي في أوروبا: "في حين أن كل شركة أدوية قد عملت إما استراتيجيتها الرقمية أو وضعت خططا حول كيفية معالجة الموضوع، مقارنة بغيرها من الصناعات الدوائية. . . لا يزال لديها الكثير للقيام به".
يصف أحد المحللين بعض شركات الأدوية الكبرى بأنها "انفصامية" حول كيفية الاستجابة للتقدم الرقمي، حيث أنها تدرك أنها تحتاج إلى العمل ولكن غير متأكدة من مقدار الاستثمار الذي يجب اقتطاعه من مهمتها الأساسية المتعلقة باكتشاف العقاقير.
تقول أليس فورسلينا، رائدة ممارسات الرعاية الصحية في الأمريكتين في شركة استشارات التوظيف التنفيذي إيجون زهندر، إن "شركات الأدوية الكبيرة" بحاجة إلى أشخاص خارجيين لأنه "لا أحد في الصيدلة ممتاز في المجال الرقمي".
إلا أنها تحذر من خطر "رفض الأعضاء" من الموظفين الجدد الذين قد لا يفهمون، على سبيل المثال، أن "أشياء كثيرة غير قانونية أو غير ممكنة" في صناعة الأدوية، مثل مخاطبة المرضى بشكل مباشر.
ويقر بايرت من شركة نوفارتيس بأن هناك أيضا خطرا يتمثل في أن الشركات ستوظف الأشخاص المناسبين، ولكنها تفشل في تعزيز الثقافة الداخلية المطلوبة للاستفادة من خبراتهم.
ومع ذلك، فإنه كتحذير يشير إلى "كوداك" كمثال، التي كانت في طليعة اكتشاف التكنولوجيا الرقمية، لكنها فشلت في تسريع التحول إلى نموذج أعمال جديد.
في شركة بيرينجر، يعترف نيومان بأن العملية لا تسير دائما على نحو سلس. لكن لا يوجد لديه شك حول المكاسب المحتملة إذا استطاعت الشركات إنشاء بيئة يُنظَر فيها إلى تنوع الخلفية على أنه ميزة وليس تهديدا.
ويقول: "إذا وظفتَ شخصا مختصا في التعطيل لأنك تريد إحداث التعطيل، فستحصل على ما أردت، أليس كذلك؟"