الغد
ألقى تأخر الانقلاب الشتوي في المملكة واستمرار الأجواء المعتدلة بظلاله على قطاع الألبسة المحلي، الذي يشهد ركودا واضحا في الطلب على الألبسة الشتوية، بحسب عاملين في القطاع.
وأكد هؤلاء أن استمرار ارتفاع درجات الحرارة حال دون اتخاذ المواطنين قراراتهم الشرائية، رغم طرح التجار تشكيلات الموسم الشتوي، ما تسبب بخسائر ملحوظة.
توقعات بتحسن الطلب على شراء الألبسة مع انخفاض درجات الحرارة
ورجح عاملون أن تبقى أسعار الألبسة خلال الموسم الشتوي عند مستوياتها السابقة، مع احتمال انخفاض طفيف على بعض الأصناف، فيما رجح هؤلاء ان يتحسن الطلب على شراء الالبسة خلال الفترة المقبلة مع توقعات دائرة الارصاد الجوية بانخفاض درجات الحرار وهطول الامطار خلال الايام المقبلة.
وفي الوقت نفسه، اشتكى تجار من استمرار مشكلة الطرود البريدية، التي استحوذت على جزء كبير من سوق الألبسة المحلي وأصبحت تهدد استمرارية القطاع.
يشار إلى أن عدد محال بيع الألبسة والأحذية في جميع أنحاء المملكة، تبلغ حوالي 15 ألف محل، ويعمل فيها ما يقارب 69 ألف عامل أغلبهم من الأردنيين.
ضعف الإقبال على الألبسة الشتوية
وقال نقيب تجار الألبسة والأقمشة والأحذية، سلطان علان، إن الإقبال على شراء الألبسة الشتوية في الأسواق ضعيف جدا نتيجة تأخر الشتاء.
وأضاف أن استقرار درجات الحرارة وارتفاعها النسبي في بعض الأيام قللا من رغبة المواطنين في الشراء، مشيرا إلى أن أسعار الملابس الشتوية ما تزال مستقرة عند مستويات الموسم الماضي.
وأوضح علان أن الاعتماد المتزايد على الشراء عبر الطرود البريدية أدى إلى تراجع الطلب بنحو 10 %، داعيا إلى مراجعة هذه الظاهرة لما تسببه من أضرار المنافسة العادلة للتجار المحليين.
وتوقع علان ان تنشط العروض التجارية على شراء الالبسة والاحذية خلال الايام المقبلة خصوصا مع التوقعات بانخفاض درجات الحرارة وهطول الامطار.
استقرار الأسعار رغم ضعف الطلب
من جانبه، أكد عضو غرفة تجارة عمان والمستثمر في القطاع، أسعد القواسمي، أن أسعار الألبسة الشتوية مستقرة عموما، لكنها قد تختلف بين محافظة وأخرى.
ولفت الى ان تأخر الموسم وحالة الترقب من المواطنين انعكسا سلبا على القطاع كون الاستعدادات التي قام بها التجار لم تسهم في تنشيط الاسواق وزيادة المبيعات.
وقدر حجم استيراد القطاع للموسم الشتوي من الالبسة والاحذية والاقمشة بنحو 95 مليون دينار وهي نفس مستويات الاعوام السابقة فيما توقع ان تتغير حركة السوق بالطلب نحو التحسن مع انخفاض درجات الحرار وهطول الامطار خلال الايام المقبلة.
الطرود البريدية تهدد القطاع
واتفق ممثل الصناعات الجلدية والمحيكات في غرفة صناعة الأردن، إيهاب قادري، مع ما سبق، مؤكدا ضعف الطلب محليا وتراجع الأسعار نسبيا بسبب المنافسة بين التجار.
وأشار إلى أن الصناعات الوطنية تستحوذ على نحو 43 % من سوق الألبسة، مع وجود توجه لرفع هذه النسبة، مبينا أن تحسن النشاط التجاري الداخلي ينعكس مباشرة على صناعة الألبسة.
وفي المقابل، أوضح قادري أن صادرات الألبسة الأردنية ارتفعت بنحو 3 % منذ بداية العام، مع خطط لمضاعفتها لاحقا، محذرا في الوقت نفسه من استمرار مشكلة الطرود البريدية دون تنظيم واضح.