أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    19-Nov-2017

مجالس الإدارات .. كيف تدفع الأعضاء غير الضروريين إلى الخروج؟
فايننشال تايمز - 
 
"الناس يحتضنون التغيير إلى أن يصبحوا هم الذين بحاجة إلى التغيير"، هكذا تقول إحدى العضوات في مجلس إدارة شركة أمريكية ومسؤولة حكومية سابقة.
هذا صحيح تماما. وينطبق أكثر ما يمكن في الولايات المتحدة، حيث عبارة "الشراب المنعش" لا تشير إلى مشروب يُقدم في نهاية اجتماع لجنة تدقيق شاق للغاية، إنما هي المصطلح الفني لتجديد مجالس الإدارات في الشركات.
الوقت الذي هو طويل فوق الحد لفترة الخدمة التي يقضيها الشخص عضوا في مجلس الإدارة، يطرح سؤالا تنقسم بشأنه ممارسة مجالس الإدارات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
في لندن، تسعة أعوام هي الفترة التي عندها يَعتبِر قانون الحوكمة أن أعضاء مجلس الإدارة فقدوا استقلاليتهم. في نيويورك، فترة الأعوام التسعة هي بالكاد أعلى من متوسط الفترة التي يقضيها أعضاء مجلس الإدارة في الشركات المدرجة على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (8.3 أعوام، بحسب شركة التوظيف "سبنسر ستيورات"، مع متوسط عمر في حدود 63 عاماً). في لندن الإفراط في فترة عضوية أعضاء مجلس الإدارة الذين يخدمون لفترة طويلة يجعلهم يستحقون علامة سوداء في تصنيفات الحوكمة، بينما في نيويورك الخدمة الطويلة من الأرجح أن تجعل عضو مجلس الإدارة يفوز بجائزة التفاني.
لكن ذلك الافتراض الأمريكي القائل إن عضوية مجلس الإدارة هي تقريباً وظيفة حتى نهاية العمر آخذ في التغير الآن. أحدث دراسة سنوية أجرتها برايس ووترهاوس كوبرز تُظهر أن نسبة أعضاء مجالس الإدارات في الولايات المتحدة الذين يعتقدون أن عضوا واحدا على الأقل من زملائهم ينبغي أن يُدفع خارجا قفزت من نحو الثُلث إلى 46 في المائة.
أحد الأسباب البدهية لكون "الشراب المنعش" على القائمة هو الإدراك المتأخر أن العدالة والمنطق السليم في الشركات يعنيان أن مجالس الإدارات يجب أن تجلب أعضاء جُددا ليكونوا علامة أفضل على مزيج الجنس والعرق بين زبائنها.
في مؤتمر "فاينانشيال تايمز" لنادي أعضاء مجالس الإدارات المتميزين الذي ترأسْتُه في الأسبوع الماضي في نيويورك، معظم أعضاء مجالس الإدارات الذين أعربوا عن قلقهم بشأن الأعضاء الذين لم يعودوا منتِجين في مجالس الإدارات – بمن فيهم المسؤولة الحكومية السابقة سالفة الذكر - كنّ من النساء. لا أعتقد أن ذلك كان مصادفة. قال أحدهم "بصراحة، إذا لم نبدأ في وضع بعض القواعد بشأن "مسألة الفترة" هذه، فمتى سيصبح لدينا تنوع؟ إذا قلنا لا بأس من البقاء في مجلس الإدارة لمدة 25 عاماً فمن الصعب أن يكون هناك شراب منعش".
سبب آخر هو زيادة الطلب من المستثمرين النشطاء الذين غالباً ما يقترحون لائحة من أعضاء مجلس الإدارة الجُدد ويستهدفون الأعضاء الحاليين من ذوي الخدمة الطويلة. ليس بالضرورة أن هذا يُساعد على تحسين التوازن بين الجنسين. فقد أظهرت بيانات جمعتها "إكويلار" من أجل "أجندا"، خدمة أخبار مجالس الإدارات في "فاينانشيال تايمز"، أن 7.5 في المائة فقط من أعضاء مجالس الإدارات الذين عيّنهم النشطاء كنّ من النساء.
ومجرد وضع حدود لفترة ثابتة يعد حلا فجا. حتى في المملكة المتحدة يُسمح للشركات بتفسير لماذا تعتقد أن عضو مجلس الإدارة ذا الخدمة الطويلة مستقل. ومن الناحية العملية معظم الشركات يفضل الامتثال، بدلاً من التفسير، بالتالي يغلب على أعضاء مجلس الإدارة الخروج من المجلس بعد تسعة أعوام. لكن أحياناً هناك سبب وجيه للحفاظ على الخبرة أو الاستمرارية.
المطلوب بدلاً من ذلك هو مزيج من التدابير لدفع أعضاء مجلس الإدارة غير الضروريين نحو باب الخروج.
مثل هذه التدابير يُمكن أن تشمل سن التقاعد الإلزامي. لكن الأدلة تُشير إلى أن بعض الشركات تسمح بتفويت حتى هذه التدابير المساندة. ووفقا لدراسة حديثة للاتجاهات في أكبر الشركات الأمريكية "75 يُصبح سن 72 عاماً الجديد".
تقييم مجلس الإدارة، بما في ذلك استعراض الأداء الفردي للأعضاء، يعد أداة أخرى للتجديد.
عضوة أخرى في مجلس إدارة إحدى الشركات تُشير إلى أن مشاركة مصفوفة المهارات المطلوبة في الأعوام المقبلة مع المجلس يُمكن أن تساعد على تركيز العقول بين الذين قضوا فترة تزيد على الفترة المقررة. وتضيف أن "واحدا من رؤساء مجلس الإدارة الذي هي عضو فيه يضمن أن كل عضو يُسأل: "ماذا تعتقد أنه يُمكنك المساهمة في مجلس الإدارة في المستقبل"؟ وهذا يدفع الأعضاء إلى سؤال أنفسهم "هل أنا الشخص المناسب؟ هل أملك المهارات الصحيحة"؟
عضوة مجلس الإدارة المذكورة، وآخرون مثلها، يحاربون الفكرة التبسيطية التي تقول "إن أعضاء المجلس الأكبر سناً والأطول خدمة ينبغي ببساطة إخراجهم من المجلس". مجالس الإدارات، كما تقول، يجب أن تحصل على نتاج مجموعة من التجارب والأعمار.
أنا أتفق مع ذلك. لكن إلى حد ما فقط. العائق الحقيقي أمام تجديد مجالس الإدارات الأمريكية ليس عدم وجود تدريب أو غياب المصفوفات. إنهم البشر الذين لديهم ميل طبيعي إلى التمسك بالشيء الجيد.
بحسب تعبير عضوة مجلس الإدارة والمسؤولة الحكومية السابقة، مجالس الإدارات هي هيئات جماعية. تجديدها "ليس أمراً رائعاً دائماً". هذه قد تكون عبارة مخففة: عضو مجلس إدارة سابق لا يزال يرفض الكلام معها، بعد أن أُجبر على الخروج عندما فرضت الشركة فترة لمدة عشرة أعوام. لكن قبل أن تمر فترة طويلة، يجب أن يكون الشخص على استعداد لإجراء هذه المناقشات الصعبة مع الأشخاص الكبار المميزين في مجالس الإدارات الأمريكية. طول العمر لا يُعتبر دائماً مرادفاً للتهاون، ناهيك عن تلاشي الكفاءة. لكن من اللافت للنظر أن دراسة برايس ووترهاوس كوبرز اكتشفت أن أعضاء مجلس الإدارة الذين كانوا أعضاء في المجلس نفسه لأكثر من عشر سنوات كانوا إلى حد لا يستهان به أقل رغبة في طلب إخراج أحد زملائهم في المجلس مقارنة بالأعضاء الجدد التواقين إلى إخراج أحد الزملاء. أحيانا يصبح مجلس الإدارة مكانا مريحا فوق الحد.