مع نهاية فصل الصيف وبدايات فصل الخريف، تبدأ الفاكهة صاحبة الرائحة النفاذة “الجوافة”، بغمر الأسواق، فيما يحسب لهذه الثمرة احتواؤها على معظم الفيتامينات المعروفة، خصوصا في قشرها.

ويتوقع أن يبلغ إنتاج الجوافة لهذا العام نحو 3000 طن، فيما لم يتجاوز استيرادها 1200 طن منذ بداية العام حماية للمزارعين، بحسب مساعد الأمين العام للتسويق والمعلومات صلاح الطراونة.

وتبلغ المساحة المزروعة بأشجار الجوافة في المملكة نحو 2500 دونم، بحسب الطراونة، حيث بلغ عدد أشجارها الكلي 76 ألفا، تثمر منها 45 ألف شجرة، فيما بقيتها في طور الإنتاج.

وتزرع الجوافة في مناطق عديدة من المملكة، معظمها في بلدة سحم ومنطقة بني كنانة في إربد، وكذلك بمادبا والبربيطة في الطفيلة والأغوار وبعض مناطق الجنوب.

ولفت الطراونة إلى أن منطقة سحم وحدها انتجت العام الماضي نحو 800 طن من الجوافة، وبأن الزيادة مطردة، بالنظر إلى وصول الأشجار الصغيرة إلى عمر الإنتاج.

وبين أنه تم استيراد 2320 طنا من الجوافة العام الماضي، في حين بلغ الإنتاج المحلي 2630 طنا، حيث تقوم وزارة الزراعة بحماية هذا المحصول، ابتداء من الخامس عشر من تموز (يوليو)، ولغاية الخامس عشر من تشرين الأول (أكتوبر)، لتشجيع المزارعين على زراعة مثل هذه المحاصيل ذات المردود المالي العالي.

وبين أن أكثر من 50% من إنتاج المزارعين يباع خارج الأسواق، بشكل مباشر لمحلات الخضار والمولات الكبيرة وهذا “أمر إيجابي”.

من جهته، بين رئيس اتحاد المزارعين محمود العوران أن الموطن الأصلي للجوافة هو أميركا الاستوائية الواقعة بين البيرو والمكسيك، ومنها انتقلت إلى أميركا الشمالية (جزيرة هاواي)، ثم انتقلت بعد ذلك إلى الهند.

وأضاف العوران أن الجوافة دخلت مصر في عهد محمد علي العام 1825، وأطلق عليها “تفاح المناطق الاستوائية”، مبينا أن إنتاج الجوافة يبدأ في المملكة من 20 آب (أغسطس) سنويا ويمتد إلى الخامس عشر من تشرين الثاني (نوفمبر)، حيث أصبح العديد من المزارعين في الأعوام الأخيرة بتوجيه زراعتهم إلى هذه الثمرة، نظرا لمردودها الاقتصادي العالي.

وأوضح أن أشجار الجوافة تنمو تحت ظروف مناخية ونطاقات بيئية متباينة، لكن النمو يتأثر كثيراً بانخفاض درجات الحرارة، وبصفة عامة فإنها تتحمل الانخفاض في درجات الحرارة حتى 5 درجة مئوية، أما إذا انخفضت عن ذلك فربما يؤدي هذا الانخفاض إلى الإضرار بها. 

وأشار إلى أن أوراقها متقابلة بسيطة ذات شكل بيضاوي، وطولها يتراوح بين الخمسة وخمسة عشر سنتيمترا، وتنمو شجرتها إلى ارتفاع كبير، وتشغل مساحة كبيرة من الأرض المزروعة، والثمرة بلا قشرة، وتشغل البذور جزءًا كبيرا من حجمها، ويستفاد من ثمرتها في صنع العصائر والمربيات.

بدورها بينت اختصاصية الأغذية وفاء عمايرة أن الجوافة تعتبر علاجا فعالا للإسهال، فهي تحتوي على نسبة قليلة من المواد السكرية، وقليل من المواد الدهنية والبروتينية، وكميات كبيرة من فيتاميني (أ) و(ج)، وهي أغنى الفواكه بالفيتامين الأخير لأنها تحتوي على أكثر من 4 أضعاف ما يحتويه البرتقال، بالإضافة إلى احتوائها على الأملاح المعدنية، وأهمها الكالسيوم والحديد والفوسفور. ونصحت بعدم تقشيرها والاكتفاء بتنظيفها جيدا، كما أنها مصدر غني بفيتامين “سي”

والألياف، وتحتوي على الكاروتينات، وفيها القليل من الدهن والبروتين بنسبة 1 %.

وأكدت عمايرة أن الجوافة تعمل على خفض الكليسترول وضغط الدم، الأمر الذي يجعلها في مقدمة الفاكهة بالنسبة للذين يعانون من ضغط الدم المرتفع، وذلك لاحتوائها على مادة “الليكوبين” التي تعمل على توازن الكوليسترول في الدم، كما أنها مادة مضادة للسرطان أيضا.