أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    05-Jul-2018

خبير فرنسي يدعو لوضع إدارة مستدامة تأخذ بالاعتبار القضايا البيئية والاقتصادية لوكروم ينتقد عدم تقييم تراجع مساحة الغابات في الأردن

 

حاورته: فرح عطيات
 
عمان -الغد-  كشف خبير الغابات الفرنسي مادن لوكروم أن ما شهدته المملكة من موجات جفاف متكررة على مدار الأعوام الماضية، والتغيرات في أنظمة المياه، نتيجة ظاهرة تغير المناخ، وكذلك الرعي الجائر والتحطيب والزراعة هي أسباب رئيسة في تراجع مساحات الغابات في الأردن.
 
وأكد لوكروم، الذي يعمل في مركز أبحاث “سالفا تيرا” في فرنسا، أن “الإدارة المستدامة والتخطيط للغابات يهدفان إلى الحفاظ على المنافع الناشئة عنها، مع مراعاة القضايا البيئية والاجتماعية والاقتصادية المتعلقة بهذه الغابات”.
 
ولفت، في حوار مع “الغد”، إلى أن “مشروع غابة ديغول، الذي تنفذه فرنسا بالتعاون مع الأردن يهدف إلى حمايتها من التدهور، والرعي الجائر، والتلوث بسبب القمامة، والذي سيكون بمثابة انطلاقة لتدريب أصحاب المصلحة على الادارة المستدامة للغابات”، منتقدا “عدم وجود بيانات لتقييم مشكلة إزالة الغابات، وأسبابها في الاردن، وتحديد العلاقة بينها وبين التوسع العمراني وانعكاس ذلك على تراجع مساحاتها، ضمن الكثير من المحركات والعوامل”.
 
وأوضح لوكروم أن على اصحاب المصلحة الاقتناع بعدم وجود تعارض بين السياحة والإدارة المستدامة للغابات، بل يمكن العثور حتى على أوجه التآزر بينها وبين السياحة وإدارة تمويلها.
 
وتاليا نص الحوار:
 
* كيف سيساهم مشروع غابة ديغول في حمايتها وتحسين آلية استقبال الأفراد فيها بشكل يضمن الحفاظ عليها بيئيا؟
 
- افتتحت غابة ديغول عام 1969 تكريما لرئيس الجمهورية شارل ديغول، وتقع على بعد 10 كيلومترات من محافظة جرش باتجاه الشمال، على الطريق التي يرتادها الكثير من المتنزهين والمربين، الا أنها تعاني من التدهور، والرعي الجائر، والتلوث بسبب القمامة.
 
وتلقى هذه الغابة الاهتمام من أصحاب المصلحة، وبشكل خاص من وزارة الزراعة، والجمعيات المحلية لحماية البيئة، وتتشارك قاعة مدينة جرش، والسفارة الفرنسية، في رؤية مفادها أن هذه الغابة ذات أهمية بيئية وتاريخية كبيرة ويجب تعزيزها وإدارتها على نحو مستدام.
 
فالإدارة المستدامة للغابات هي أداة تهدف إلى الحفاظ على المنافع الناشئة عن الغابات، والتي تتألف من التخطيط لإدارة الغابات، مع مراعاة القضايا البيئية والاجتماعية والاقتصادية المتعلقة بالغابات.
 
ويتمثل الاقتراح الذي وضعه مركز ابحاث سالفا تيرا، في تصميم خطة إدارة مستدامة للغابات في غابة شارل ديغول بالتعاون مع أصحاب المصلحة، بما في ذلك التشخيص الكامل للقضايا التي يجب أخذها بالاعتبار، وتنفيذ استراتيجية توافقية وسلسلة من الإجراءات قصيرة المدى إلى اخرى طويلة المدى.
 
 ولن يكون الأمر ذا صلة بغابات ديغول فحسب، بل كخطوة أولى لتعزيز قدرات جميع أصحاب المصلحة على الإدارة المستدامة للغابات في الأردن.
 
* ما هو تقييمك لحالة الغابات في الأردن، في ضوء الانخفاض في مساحتها، مقارنة بالسنوات الماضية؟
 
- المناطق الحرجية في الأردن قليلة جدا لتوضيح الرأي حولها، فعلى سبيل المثال، أشار التقرير الوطني للأردن الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، الذي تم اعداده لتقييم الموارد الحرجية لعام 2015 أشار الى عدم التغير في مساحة الغابات، سواء الطبيعية أو المزروعة بين 1990 - 2015، كما تم أخذ البيانات لتقييم منطقة الغابات لعام 2015.
 
* من التحديات التي تساهم في تدهور الغابات في الأردن ظاهرة تغير المناخ، فما هي الحلول للتخفيف من آثار هذه الظاهرة؟
 
- تتأثر الغابات بطريقتين؛ الاولى بسبب تغير المناخ حيث تتعرض لضغوط من حالات الجفاف والفيضانات المتكررة، والرياح القوية، والتغيرات في نظام المياه، وتعديل مناطق توزيع أعداء الغابات، أي الآفات والأمراض، كما أنها تعاني من الأنشطة البشرية التي يمكن أن تزداد في سياق تغير المناخ مثل الرعي الجائر، وجمع الخشب، وإزالة الغابات للزراعة على سبيل المثال.
 
على الجانب الآخر، تساعد الغابات في مكافحة تغير المناخ وآثاره، فهي تخفف من حدتها، من خلال تخزين الكربون عبر ظاهرة التمثيل الضوئي، كما تسمح بالتكيف مع آثار الظاهرة، عن طريق المساعدة في تنظيم المياه من حيث الجودة والكمية، وفرش الظل، والأعلاف، والخشب، والغذاء، والحفاظ على التربة وخصوبتها وغير ذلك.
 
يمكن حشد العديد من الممارسات من أجل الحفاظ على الغابات الموجودة وتوسيع غطائها، من بينها مكافحة حرائق الغابات والآفات ومكافحة الأمراض، وحشد تقنيات التكاثر والتجديد مثل الري، واختيار الأصناف المقاومة، وتركيز المياه والخصوبة، والحراجة الزراعية، والتجديد الطبيعي المساعد، والتغطية، وما إلى ذلك.
 
وسيكون تحديد الممارسات ذات الصلة محددًا بالموقع، اعتمادا على كمية الأمطار ولكن بالتوازي مع توزيعها الزمني، نوع التربة، الغطاء النباتي الموجود، توافر المواد العضوية، أي على سبيل المثال من الأنشطة الزراعية، ولن يعتمد فقط على الظروف المناخية والبيئية ولكن أيضًا على القيود الاقتصادية والعادات الاجتماعية.
 
وتعزز الظروف المناخية الجديدة الحاجة إلى تخطيط طويل الأجل لإدارة الغابات، بحيث يجب أن تسمح خطط إدارة الغابات المستدامة بذلك الامر.
 
* يواجه الأردن نقصًا حادًا في الأمطار ونقصًا في الموارد المائية، كيف يمكن الحفاظ على بقية الغابات وإعادة توسيع مساحتها في إطار هذه المشكلة؟
 
- مفتاح الزراعة في البيئات الجافة هو تحسين جمع المياه والاحتفاظ بها في التربة من أجل جعلها متاحة للأشجار خلال موسم النمو، وهذا يعني زيادة إمكانات تسرب التربة ميكانيكياً أو بيولوجياً وبناء هياكل الاحتفاظ بالمياه، وفي بعض الحالات، يمكن تعبئة الري والحد من المنافسة مع النباتات الأخرى.
 
عندما تتأثر الغابات القائمة بنقص الأمطار، ينبغي إيلاء الاهتمام لخطر الإصابة او تعرضها للحرائق، والموت بسبب أمراض الغابات والآفات، يمكن تصور الإثراء التدريجي للغابة مع الأنواع الأكثر تكيفا مع الظروف المناخية الجديدة، من خلال التجديد الطبيعي المساعد أو الزراعة.
 
* كيف يؤثر من وجهة نظرك التوسع العمراني واستصلاح الأراضي الزراعية في تراجع الغابات في الأردن؟
 
- تعد إزالة الغابات عملية معقدة وتنطوي على العديد من المحركات، مثل الزراعة، والتوسع الحضري، والحرائق، وجمع الأخشاب، وغيرها، والدوافع الكامنة ومنها على سبيل المثال الاتجاهات الديموغرافية، وإشارات السوق، وعدم تطبيق القانون، والقيم والمعتقدات الثقافية.
 
وكما أوضحنا من قبل، فإن البيانات مفقودة حتى نتمكن من تقييم مدى إزالة الغابات، وأكثر من ذلك، أسبابها، ومن اجل تقييم أهمية الزراعة والتوسع العمراني نحتاج إلى بيانات عن إزالة الغابات ودراسات الحالة في هذا المجال.
 
* كيف يمكن الوصول إلى "السياحة الجيدة" في البيئة، مع العلم أن المورد الرئيسي للأردن هو السياحة؟
 
- فيما يتعلق بالغابات، تتمثل الخطوة الأولى في إقناع أصحاب المصلحة بعدم وجود تعارض بين السياحة والإدارة المستدامة للغابات، بل ويمكن العثور على أوجه التآزر ما بين جذب الغابات للسياح وإدارة تمويلها.
 
القضية هي دمج مسألة السياحة في تخطيط أوسع لإدارة الغابات، بحيث ترتكز خطة الادارة المستدامة على خطوات عمل قائمة على تشخيص يأخذ بعين الاعتبار جميع جوانب الغابات، بما في ذلك تغير المناخ، والسياحة، ومكافحة حرائق الغابات، واحتياجات الرعي، وجمع الأخشاب ومنتجات الغابات غير الخشبية.
 
ولهذا السبب نعتقد أن هذا سيكون بداية جيدة لبناء قدرة أصحاب المصلحة على إدارة الغابات بدءا من حالة غابة ديغول.
 
* هذا العام مهم لأن الدول يجب أن تستعرض تقارير مراجعات المساهمات الوطنية في قمة باريس للتغير المناخي، والتي ستقيم نجاح أو فشل اتفاق باريس، كيف ترى تعامل الأردن والدول العربية مع هذا؟
 
- لقد شارك مركز ابحاث سالفا تيرا بشكل كبير في دعم الدول الافريقية في المفاوضات حول المناخ، وفهم قضايا مؤتمر الأطراف، بما في ذلك المساهمات غير الحكومية، لكن فيما يتعلق بالأردن والدول العربية، لسنا الوضع المناسب الذي يؤهلنا لإعطاء رأي في ذلك.