أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    04-Dec-2019

الأسواق تكتوي بنيران تشعّب حروب التجارة

 الشرق الأوسط

اصطدمت الأسواق العالمية أمس بجدار قوي من التشاؤم، إثر انفتاح جبهات متعددة للنزاعات التجارية العالمية الكبرى، والتي يجمعها وجود الولايات المتحدة الأميركية، أكبر اقتصاد في العالم، مما أدى إلى تراجعات كبرى بالأسواق. وتسببت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال الساعات الماضية، في إرباك بالغ للأسواق، مع تراجع معنويات المستثمرين لأقصى درجة بعد أن فتحت الولايات المتحدة جبهات جديدة للنزاعات التجارية مع فرنسا من جهة، ودول أميركا اللاتينية من جهة أخرى، إضافة إلى تراجع فرص عقد اتفاق تجاري مع الصين على خلفية التوترات الجيوسياسية المتنامية بين البلدين. كما نالت بيانات القطاع الصناعي الأميركي الضعيفة، والتي صدرت مساء أول من أمس، من المعنويات. وأظهرت بيانات «معهد إدارة التوريدات» أن قطاع الصناعات التحويلية في الولايات المتحدة انكمش لرابع شهر على التوالي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ليضعف التفاؤل في السوق بعد قراءة قوية لمسح للقطاع ذاته في الصين.
ويوم الاثنين، أعلن ترمب فرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألمنيوم الآتية من البرازيل والأرجنتين ليثير مخاوف من احتمال تصعيد جديد في التوترات التجارية مع الصين أيضاً.
وفي تقرير لها، رأت صحيفة «واشنطن بوست» أن ترمب عجل من حربه التجارية العالمية بفتح جبهتين جديدتين، وذلك بالإعلان عن فرض رسوم جمركية على واردات أميركا من المعادن الصناعية من البرازيل والأرجنتين، فضلاً عن تهديده بزيادة الرسوم الجمركية على عشرات المنتجات الفرنسية الشهيرة.
وذكرت الصحيفة أن الإدارة الأميركية تعدّ هذه الخطوات ضرورية؛ نظراً لتصرف شركاء الولايات المتحدة التجاريين على نحو غير عادل من أجل الإضرار بركائز البلاد الاقتصادية التقليدية وكذلك آمالها وطموحاتها في تحقيق الرفاهية مستقبلاً.
وكتب ترمب في تغريدة على موقع «تويتر»، قائلا إنه أصدر أوامره بفرض رسوم جمركية جديدة على الصلب والألمنيوم الواردين من البرازيل والأرجنتين؛ لمواجهة ما سماه «خفضاً هائلاً في قيمة عملتيهما» على حساب المزارعين الأميركيين.
وبعد ساعات من ذلك، أعلن كبير المفاوضين التجاريين الأميركيين روبرت لايتهايزر، عن نتائج تحقيق استمر 5 أشهر خلص إلى أن ضريبة الخدمات الرقمية في فرنسا تعد تمييزاً ضد شركات الإنترنت الأميركية، واقترح فرض رسوم إضافية تصل إلى 100 في المائة على منتجات فرنسية معينة في مقابل ذلك تبلغ قيمتها 2.4 مليار دولار.
ورأت الصحيفة الأميركية، أن هذا الاقتراح الذي ينتظر قراراً رئاسياً، يهدد بتكثيف الاحتكاكات التجارية عبر المحيط الأطلنطي، في ظل اتهامات ترمب بالفعل لشركات صناعة السيارات الأوروبية بالاستمتاع بحماية حكوماتها من المنافسة الأميركية.
وفي هذا الصدد، عدّ لايتهايزر الضريبة الفرنسية «تمييزاً ضد الشركات الأميركية، وتتعارض مع المبادئ السائدة للسياسة الضريبية الدولية، وتشكل عبئاً غير عادي على الشركات الأميركية المتأثرة». وأضافت «واشنطن بوست» أن «هذا السيل من القرارات الحمائية يأتي في وقت لا تزال فيه سياسة الرئيس ترمب (أميركا أولاً) التجارية متعثرة على طاولة المفاوضات، وفي الكونغرس الأميركي، قبل أقل من عام من الانتخابات الرئاسية لعام 2020». واختتمت بالقول إن «تداعيات قرار ترمب بفرض رسوم جمركية جديدة تلقي بظلالها لتشوش على احتمالات إجراء محادثات مستقبلية أو استمرار أخرى جارية مع دول في آسيا وأوروبا».
وشهدت الأسواق هبوطاً كبيراً مع التطورات؛ إذ هبطت الأسهم الأميركية عند الفتح أمس. وبدأ مؤشر «داو جونز الصناعي» جلسة التداول في بورصة «وول ستريت» منخفضاً 281.06 نقطة، أو 1.01 في المائة، إلى 27501.98 نقطة. بينما تراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز500 الأوسع نطاقاً» 26.46 نقطة، أو 0.85 في المائة، إلى 3087.41 نقطة. وهبط مؤشر «ناسداك المجمع» 107.27 نقطة، أو 1.25 في المائة، إلى 8460.72 نقطة.
وتراجعت أسعار الأسهم الأوروبية ظهر أمس، وكان المستثمرون يأملون في أن تتمكن الصين والولايات المتحدة من تفادي تصعيد توتراتهما التجارية. وتحول مؤشر «ستوكس600» الأوروبي لتكبد خسائر بعد أن تحدث ترمب؛ إذ تعرض لضغوط من أسهم التعدين شديدة الاعتماد على التصدير.
ورغم ذلك، فإن بعض الأسهم الأوروبية تعافت من أدنى مستوى في أسبوعين الذي بلغته في الجلسة السابقة؛ إذ تلقت الدعم من أسهم شركات التكنولوجيا والبنوك. وارتفعت الأسهم الألمانية شديدة التأثر بالتجارة 0.7 في المائة، رغم أن الأسهم الفرنسية صعدت على نحو هامشي فحسب بعد أن هددت الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية عقابية تصل إلى 100 في المائة على واردات بقيمة 2.4 مليار دولار من فرنسا بينها الشمبانيا وحقائب اليد والأجبان. وانخفضت أسهم شركات السلع الفاخرة «إل في إم إتش» و«كيرنغ» و«هيرميس» نحو 1.5 في المائة لكل منها.
وفي آسيا، انخفض مؤشر «نيكي القياسي» الياباني أول من أمس الثلاثاء مع تجدد المخاوف بشأن التجارة العالمية. وهبط مؤشر «نيكي» 0.64 في المائة عند الإغلاق ليصل إلى 23379.81 نقطة، وانخفض «المؤشر القياسي» 1.46 في المائة إلى 23186.84 نقطة في وقت سابق، ولكنه تمكن من إنهاء الجلسة فوق متوسطه المتحرك في 25 يوماً عند 23249 نفطة؛ وهو مستوي فني مهم.
وتراجع مؤشر «توبكس الأوسع نطاقاً» 0.45 في المائة، مسجلاً 1706.73. وهبط عدد كبير من الأسهم بلغ 74 بينما ارتفع 26 سهماً. وكان من بين الخاسرين عدد كبير من أسهم القطاعات الدفاعية؛ من بينها «سكك حديد شرق اليابان» التي فقدت أسهمها 1.3 في المائة، و«كيكومان كورب» التي تراجعت أسهمها 3.4 في المائة، و«نيشين غروب» التي هبطت 2.7 في المائة.