أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    22-Jun-2017

عمرو بن العاص: من يأخذ أموالي بأوزارها ؟!!*محمد داودية

الدستور-كان عمرو بن العاص يدعو الله في أخريات أيامه قائلا: 
 
اللهم إنك آتيت عَمْرا مالا، فإذا كان أحب إليك أن تسلب عَمْرا مالَه، ولا تعذبه بالنار، فاسلبه مالَه. 
 
وإنك آتيت عَمْرا أولادا، فإذا كان أحب إليك أن تثكل عمرا ولدَه، ولا تعذبه بالنار، فأثكله ولده. 
 
وأنك آتيت عَمْرا سلطانًا، فإذا كان أحب إليك أن تنزع منه سلطانه، ولا تعذبه بالنار، فانزع منه سلطانه.
 
ولما أحسّ عمروٌ بدنو أجله، طلب من اهله ان يضعوا كل ثروته في الساحة امام منزله: الإبل والخيل والبقر والشياه والذهب والفضة والسجاد والحرير والسيوف والدروع واوراق ملكية المزارع. ثم جمع اهله واصدقاءه والتجار والعمال والولاة والقضاة وصرخ فيهم صرخة ندامة هائلة: 
 
من يأخذها بأوزارها، من يأخذها بأوزارها !!.
 
 وهاكم عينة صغيرة اغلقت أمانة عمان 244 محلا تجاريا مخالفا في العاصمة اكثرها محال تتعامل بالطعام والشراب. واتلفت الأمانة 27 طنا من الأغذية الفاسدة 82 الف لتر من العصائر والمشروبات خلال رمضان الحالي!
 
هذا توحش في استهداف صحة المواطنين خاصة وان هذه ليست كل الاتلافات التي انجزتها بلديات المملكة ووزارة الصحة ومؤسسة الغذاء والدواء؟! 
 
كم يكفيهم أولئك الذين يكنزون المال والذهب والفضة والأسهم والسندات والقصور واليخوت والطائرات واللوحات؟ كم مليونا؟ كم مئة مليون؟ كم مليارا؟
 
اتحدث عن أموال يكدسها الاثرياء العرب بارقام فلكية، مشوبة بغضب الله ومغمسة بدموع الفقراء والمعوزين والايتام وأنين المحتاجين الذين يبيتون على الطوى والجوع، تحت السمع والبصر.
 
سيصل كل واحد من هؤلاء، الى ما وصل اليه عمرو بن العاص، داهية العرب وحكيم زمانه، ان هذا المال الكثير الوفير المكدس هو مال مدنس، ملطخ بالاوزار وانه سيجر صاحبه من عنقه او من عقبيه، الى الخسران المبين.
 
وتعرفون قصة الحاكم الحكيم الذي طلب من أهله ان يخرجوا يديه من الكفن وهم يحملونه الى القبر لتظهرا فارغتين وليذكر الناس ان الراحلين لا يحملون معهم الى القبور شيئا.  
 
تصارعٌ وتكالب وتآمرٌ وتعارك وغشٌ وتزوير وتدليسٌ وأكلُ مال الحرام وطعنٌ تحت الحزام وفوقه، من اجل تكديس اموالٍ سيفطن مكدسها آخر النهار، الى انها أوزارٌ وأثقالٌ وأعباءٌ وبلاءٌ وانها مصيبة المصائب وكارثة الكوارث.
 
وسيصرخ «الوحش» في الناس، حين ينتبه من غفلته، خذوها بأوزارها. خذوها بما فيها من موبقاتٍ ومعاصٍ وإغضابٍ وإعراضٍ عن جنيها وكسبها حلالاً واعراضٍ عن انفاقها كما أمر اللهُ ان تنفق، في مرضاته وفي الرحمة وإقالة عثرات خلقه. 
 
هي محاولة قد تفيد ولو مع واحد من المتوحشين المنكبّين على جمع الأموال بطرق الغش والخداع والسرقة، لعله يفيق ويستدرك. فالذي نراه ونكتشفه من اندفاع الى جني المال، على حساب الدين والشرف والقانون والخلق والإنسانية، مخيف ومرعب وضارٌ بالصحة الوطنية العامة.
 
لا نعرف ما الذي جرى لعمرو بن العاص، وماذا كان مصيره، لكن عمرا أحكم منا عندما تنبأ بأنّ أمواله تلك، ستكون وبالا عليه وشرا خشي ان لا يتمكن من درئه وتفادي عواقبه.
 
في الأرض معذبون كُثر، ومحتاجون في أشد الحاجة الى الاخوة والتضامن والعون والرأفة والرحمة، لكن ليس على طريقة اسلب وانهب وغش واخدع، وآخر الامر يمكن لك ان تعمل «محسنا»، وان تنجو بأفعالك التي تغضب وجه الله، فان ما تتصدق به من أموال، جنيتها بالغش والخداع، هي أموال الناس رُدّت اليهمّ، وهي ليست من حر مالك.