أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    03-Mar-2018

البحث عن فندق مهمّة مستحيلة في أرض الأنبار العشائرية

 الحياة-في غرب العراق، تبدو مهمة البحث عن فندق طريقاً بنهاية مسدودة، فعشائر محافظة الأنبار تصر على منع أي عملية لبناء ما تعتبره أمراً «معيباً» ودخيلاً على مجتمع يعتبر «الضيافة خطاً أحمر».

 
عاشت تلك المنطقة الواقعة على الحدود مع سورية تحت حكم تنظيم «داعش» لفترة طويلة، وكان المغامرون في دخول الرمادي كبرى مدن المحافظة، قليلين، حتى تحريرها العام 2016.
 
أما اليوم، فيتسابق التجار والمستثمرون والمقاولون والعمال إلى المنطقة الصحراوية التي تحاول استعادة الحياة بعد سنوات من الركود. ويقول تاجر قطع غيار السيارات كريم البصراوي: «كنت في أحد الأيام في زيارة عمل إلى الفلوجة، وظننت أن بإمكاني إيجاد فندق للبقاء وإنهاء عملي مع الشخص الذي كنت سأزوره». ويضيف: «لدى وصولي تفاجأت بعدم وجود أي فندق، وأضعت طريقي وطرقت باب ناس عن طريق الخطأ وسألتهم إذا ما كانوا يعرفون الشخص المعني». ويتابع الشاب الثلاثيني الآتي من محافظة البصرة الجنوبية: «قالوا لي نعم، وطلبوا مني الدخول. وبعد العشاء والشاي، وبعدما سألت مراراً عن الشخص، قالوا لي إنهم لا يعرفونه وسيسألون أحداً للبحث عنه، لكن يجب أن أنام الليلة عندهم».
 
يتجاوز هذا التقليد العشائري الانتماءات الطائفية، إذ إن الزائر شيعي في محافظة ذات غالبية سنية.
 
ويقول الزعيم العشائري الشيخ محمد خلف الشعباني إن «الفنادق أمر معيب ومخجل، تربينا على أن الضيافة خط أحمر لدينا. نجلّ الضيف كما نجلّ الله».
 
ويضيف الشيخ ذو الأعوام الخمسة والأربعين بكوفيته الحمراء والبيضاء، أن «مسألة الفنادق غير قابلة للنقاش، فالفنادق غير موجودة هنا ولن نسمح بوجودها، نبيع كل ما نملك لإكرام الضيف». ويتابع: «عندما نبدأ ببناء بيوتنا، نبني أولاً قاعة الاستقبال والديوانية الكبيرة للضيافة. وهي يجب أن تكون كبيرة حتى لو اضطر الأمر لأن نعيش كلنا في غرفة واحدة». ويبسّط الحلاق عمر النمر هذه القاعدة، قائلاً: «نحن نستقبل الضيف في بيوتنا ولو لم يكن يقصدنا. إذا أخطأ بالعنوان مثلاً، يبقى لدينا ليلة على الأقل قبل أن نأخذه إلى الشخص المقصود. يجب أن يأكل ويشرب ويرتاح عندنا، وإلا نصبح حديث الناس». وخلال الحرب بين إرهابيي تنظيم «القاعدة» والقوات الأميركية والعراقية في عام 2008، أصر طفل يبلغ من العمر 12 سنة على إحضار اللبن والتمر لصحافي من وكالة «فرانس برس» كان يختبئ في أحد بساتين الفلوجة، وأقنعه بقضاء الليلة في منزل والديه. ولشرح هذه الحالة، يشير عالم الأنتروبولوجيا الفرنسي من أصول عراقية داود هشام إلى «عشائرية» المدن كالرمادي. ويوضح مؤلف كتاب «العشائر والسلطة في أرض الإسلام» لـ «فرانس برس» أنه «في ظل هذه الظروف، لا يمكن تصور أن يبحث زائر عن فندق، حيث التقاليد المحلية تفرض واجب الضيافة». ويقول: «هذا هو حال المدن الأخرى في المحافظة أيضاً».