أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    22-May-2017

ترمب..عقود بالمليارات وخطاب تصالحي عاطفي !!*محمد كعوش

الراي-من حق الرئيس ترمب أن يعتبر زيارته للرياض زيارة تاريخية غير مسبوقة في تاريخ البيت الأبيض ، لأن أي رئيس أميركي سابق لم يشهد قدومه الى المنطقة مثل هذا الحشد وهذه الحفاوة على الصعيد العربي والأسلامي الرسمي ، الذي وضع الرئيس الضيف في اجواء من الدهشة لم يكن يتوقعها او يتصورها في أي بلد يزوره.
 
ومن حق الرئيس ترمب ان يعتبر هذا الحدث في زمانه ومكانه أهم حراك سياسي له لأنه يمثل أول فرصة له ليثبت عودة أميركا الى الشرق الأوسط كاقوى دولة في العالم ، كما هي فرصة له لشن هجوم مضاد على خصومه في واشنطن ، والرد على مثيري العاصفة الكبرى في دياره ، خصوصا أنه سيعود الى بلاده محملا بالعقود والأتفاقيات بالمليارات كعقود للشركات الأميركية الكبرى ( 280 ملياردولار) ، وفي مقدمتها مبلغ 110 مليارات دولار لشراء اسلحة.
 
زيارة ترمب للرياض ، التي بدأت بهز فنجان القهوة العربي ، ورقصة العرضة ، انتهت بتوقيع اتفاق الرؤية الأستراتيجية المشتركة ، وعقد قمتين خليجية واسلامية – أميركية ، جاءت على وقع اعلان فوز الرئيس روحاني بالرئاسة مرة اخرى ، خصوصا أن ملف ايران كان القضية المركزية على طاولة المباحثات السعودية - ألأميركية وفي القمة الخليجية - الأميركية.
 
بهذه المناسبة أعتقد ان طهران تلقت رسائل طافحة بالتهديد والوعيد ، خصوصا من الطرف السعودي الذي حاول توظيف هذه الزيارة لصالحه على الصعيدين السياسي وألأمني وبالتالي تبديد قلق وهواجس الدول الخليجية ، اضافة الى ان السعودية تريد ان تثبت لواشنطن ان الدول الأسلامية تقف الى جانب السعودية وان الرياض هي المرجعية وليست طهران.
 
الحقيقة ان الحديث عن جولة الرئيس ترمب الخارجية الأولى بكل محطاتها ، وبتوقيتها واهدافها ونتائجها ، يحتاج الى شيء من الوقت ، أي بعد اختتام جولته. لذلك اكتفي بالقول ان لهذه الزيارة عمقها الأقتصادي والسياسي والأمني ، أما خطابه امام القادة العرب حول الأسلام هو خطاب تصالحي عاطفي مهادن يذكرنا بخطاب الرئيس اوباما في جامعة القاهرة.
 
ولكن يجب أن نعترف ان هناك اختلافا كبيرا بين الخطابين من حيث التوقيت والظروف التاريخية والموضوعية. عندما القى اوباما خطابه التصالحي مع الأسلام أراد التصدي لتنامي خطاب التعصب والتحريض والكراهية ، من قبل كل الفرقاء ، ولكن سياسته في الشرق الأوسط لم تتغير بل تراجعت بعد اختتام جولته وخطابه.
 
أما خطاب ترمب القائم على الوعظ أيضا ، لم يكن بالخطورة التي توقعها البعض ، رغم أنه جاء في زمن انتشار الأرهاب وظهور التنظيمات المسلحة المتطرفة والحروب الأهلية التي تحولت الى صدام اقليمي ودولي بسبب كثرة المتورطين في التسليح والتمويل والتدريب ، خصوصا في سوريا ، حتى أن واشنطن انزلقت تدريجيا وتورطت قواتها البرية في القتال بالشمال السوري رغم قوله ان واشنطن لا تسعى الى حل مشكلات المنطقة بالقوة العسكرية.
 
وبالنسبة لأهمية كلمة الرئيس ترمب أنها اتت بعد قراره بمنع رعايا دول عربية واسلامية من دخول الولايات المتحدة ، وبعد تصريحاته السابقة التي استخدم فيها عبارات معادية مثل « الأرهاب الأسلامي « ، لذلك ركز بكلمته أمس على أن الصدام ليس بين الديانات أو الحضارات ، بل بين الخير والشر ، ودعا الجميع لتحمل المسؤولية عبر تشكيل تحالف دولي للحرب على الأرهاب والفكر المتطرف ، وعلى دول المنطقة ان لا تنتظر أميركا لحل مشكلاتها ، بل عليها هي أن تقرر المستقبل الذي تريد ، مع التذكير بتوقيع مذكرة تفاهم خليجية اميركية لمراقبة تمويل الأرهاب وتجفيف منابعه.
 
الحقيقة ان بعض المراقبين يرى أن جولة الرئيس الأميركي ، من حيث اهدافها ونتائجها ، منحته الكثير ( فاز بالأبل ) كما تقول العرب ، اما بالنسبة لنتائج رحلته عربيا واقليميا أرى أنها دون المتوقع ، وربما علينا الأنتظار قليلا واعني بعد زيارته تل أبيب لنرى الوجه الآخر من الزيارة ، ونتابع ماذا يقول ويفعل بالنسبة لقضية الشعب الفلسطيني وحل الدولتين. أعتقد ان لا جديد على هذا الصعيد ، وستبقى اسرائيل «العقدة» التي تجعل الخروج من المأزق والخلاص الأسهل هو البحث عن حل في اتجاه آخر يتمثل بايجاد عدو بديل ؟!