الحياة-صالح الحجاج:أوصى المؤتمر العربي للمقاولات والاستثمار العقاري والمصارف بإنشاء بنك عربي للتنمية العقارية، يتخصص بتمويل المشاريع العقارية والتنموية والمقاولات التي تنفذ في الوطن العربي، مؤكداً ضرورة تفعيل دور التحكيم التجاري في الوطن العربي، حتى لا يضطر المقاولون للاستحكام في سويسرا بدلاً من لجوئهم للتحكيم العربي، مشيراً إلى أن التشريعات تحاك من الحكومات العربية مع إقصاء القطاع الخاص من المشاركة في صياغة هذه القوانين، مما يتسبب في إعاقة حركة التنمية أمام هذا القطاع، فيما علمت «الحياة» أن العراق طلبت استضافة الدورة المقبلة.
 
كما أوصى المؤتمر أيضاً في ختام فعالياته المقامة في العاصمة الأردنية عمان، وبمشاركة خمس دول عربية هي: السعودية ومصر والعراق والسودان وليبيا، برعاية رئيس مجلس الوزراء الأردني الدكتور هاني الملقي، بتوصيات عدة من شأنها النهوض بقطاع المقاولات والاستثمار العقاري في الوطن العربي، اشتملت على توحيد المرجعيات والقوانين الاقتصادية المنظمة للاستثمار العقاري، واعتماد التخطيط الاستراتيجي الشمولي في تنظيم المدن، والفصل الإداري والتشريعي في التخطيط العمراني في كل دولة، وضرورة توطيد أواصر التعاون والمشاركة في ما بين القطاعين العام والخاص للنهوض بالقطاع العقاري والإسكاني والمقاولات على مستوي دول الوطن العربي، إذ يعاني حالياً مستثمرو المقاولات بنوع من التهميش والتجنب من القطاع العام عند اتخاذ القرارات الخاصة بتلك القطاعات، الأمر الذي قد يسبب آثاراً جانبية على نوعية وحجم الاستثمارات، ما يلقي بظلاله علي الاقتصاديات القومية.
 
وأوصى كذلك «المؤتمر» بضرورة الاهتمام بالتعليم، إذ إن مؤسسات التعليم يقع على عاتقها بالدرجة الأولى إخراج كوادر مهنية مدربة وفنية لتأمين حاجة السوق الإنشائي، وضرورة الأخذ في الاعتبار المتغيرات والظروف الحالية على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي عند تطوير وتحديث النظم التخطيطية الاستراتيجية، ووضع خريطة استثمارية لكل دولة عربية تشمل على الراغبين في الاستثمار الاطلاع على المشاريع المطروحة ذات الجدوى الاقتصادية، وإعادة النظر في التشريعات المنظمة للعمل الاستثماري العقاري في الوطن العربي والعمل على تذليل العقبات التي تواجه مستثمري القطاع، واشتملت التوصيات أيضاً، إضافة إلى ضرورة إعادة السياسة النقدية من البنوك المركزية العربية في ما يصب بمصلحة الاستثمار الإنشائي، وفتح برامج تمويلية بشكل يحرك العجلة الاقتصادية من المطور العقاري والمستهلك. من جهتها، أوضحت سفيرة جمهورية العراق في الأردن صفيه سهيل أنها تتطلع للتعاون مع اتحاد المقاولين العرب ومن خلال الاتحادات العربية في العراق، مؤكدة أهمية عقد اجتماعات في بغداد لبحث آفاق التعاون، لاسيما أن الاتحاد سبق وأن نظم مؤتمراً في عمان العام الماضي لدعم إعادة إعمار العراق، وكان من توصياته أن يكون اجتماعه المقبل في بغداد. وقالت خلال حضورها للمؤتمر لـ«الحياة»: «نحن بصدد التعاون والتنسيق مع الجهات المختصة الحكومية لتنظيم الفعالية المقررة، التي تم البحث المبدئي حولها مع رئيس الاتحاد فهد الحمادي».
 
يذكر أن اتحاد المقاولون العرب تأسس قبل 20 عاماً ومقره جمهورية مصر، ويتبع لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية التابع لجامعة الدول العربية، وعقد الاتحاد خلال رئاسة رئيس الاتحاد السعودي فهد الحماد سبع جلسات كانت في المغرب والسودان والأردن.