أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    23-Feb-2017

إمبراطورية «سامسونج» في دوامة عقب اعتقال قيصرها
فايننشال تايمز - دخلت شركة سامسونج في دوامة نتيجة اعتقال لي جاي يونج، الزعيم الفعلي للمجموعة، للاشتباه في ضلوعه في الرشوة والاختلاس وشهادة الزور، على علاقة بفضيحة الفساد السياسية الآخذة في الاتساع في كوريا الجنوبية. اعتقاله يعطل الخلافة وخطط إعادة هيكلة أكبر تكتل في البلاد.
لي البالغ من العمر 48 عاما، هو نائب رئيس مجلس إدارة شركة سامسونج للإلكترونيات وحفيد مؤسس المجموعة، وهو أرفع رجل أعمال تبتلعه فضيحة استغلال النفوذ التي من المتوقع أن تؤدي إلى الإطاحة بالرئيسة بارك جيون هاي.
كانت شركة سامسونج قد بدأت في الاعتقاد بأنها خرجت من المرحلة الحرجة بعد عام 2016 الصاخب، الذي تميز بالإذلال بسبب اضطرار الشركة إلى إلغاء الهاتف الذكي المعرض للحرائق جالاكسي نوت 7، الأمر الذي كلف الشركة خمسة مليارات دولار.
كانت مجموعة الإلكترونيات التابعة لها قد بدأت العام الجديد بشل رائع. ارتفعت الأرباح، وانتعشت الثقة، ولي، الوريث الوحيد لكامل المجموعة، خرج من محاولة لاعتقاله فيما يتعلق بصلته بفضيحة الفساد التي تدمدم في كوريا الجنوبية.
تبدد هذا الشعور المتزايد بالتفاؤل في لحظة في ساعات الصباح الباكر يوم أمس الأول.
أمر قاض باعتقال لي بعد أن قدم ممثلو الادعاء عددا كبيرا من الأدلة الجديدة. ومن المرجح أن يكون هذا القرار انتكاسة خطيرة للشركة في الوقت الذي بدا فيه لي جاهزا لفرض السيطرة على امبراطورية أعمال سامسونج الأوسع.
المجموعة لديها نحو 60 قسما من أقسام الأعمال، وكان لي من الناحية العملية هو الذي يقود الشركة منذ عانى والده، رئيس مجلس الإدارة لي كون هي، من نوبة قلبية في عام 2014.
وكان على قمة جدول أعمال ابنه إصلاح الحوكمة، وجهود في مجال الاستحواذ، وخطط لتحسين العوائد للمساهمين – وهي برامج يعتقد المحللون أنه سيتم تأجيلها الآن.
قال كيم سانج - جو، وهو أستاذ في جامعة هانسونج وحجة في موضوع شركة سامسونج: "لا بد من تأجيل عملية صنع القرارات الاستراتيجية الرئيسة للمجموعة، التي تنطوي على بنية الحوكمة أو عمليات الاندماج والاستحواذ".
في الأشهر الأخيرة، كانت الشركة قد بدأت تتجه نحو إصلاح هيكلها المؤسسي، وسط شكاوى عالية على نحو متزايد من أنها أفادت العائلة المؤسسة على حساب مصالح الأقلية.
وقال بارك جو جيون، رئيس مجموعة التحليل المؤسسي CEO Score: "الآن سيتم تعليق مثل هذه القرارات الاستراتيجية طويلة الأمد لإعادة التنظيم على مستوى المجموعة، بانتظار عودته".
وأضاف: "كان يريد استكمال الإطار اللازم لهذه الهيكلة على مستوى المجموعة قبل انتهاء ولاية الرئيسة بارك، ولكن هذا مستحيل الآن، نظرا للتدقيق المتزايد على تعاملاته السرية مع الحكومة".
يجب على لي الآن انتظار المحاكمة وراء القضبان، على الرغم من أنه من المحتمل أن يشعر بالعزاء لمعرفته بأن رؤساء أكبر الشركات في كوريا الجنوبية غالبا ما يعتقلون، وكثيرا ما تتم إدانتهم، ثم يعفى عنهم في وقت لاحق.
في القضية الحالية، يدرس ممثلو النائب العام ما إذا كانت التبرعات التي قدمتها سامسونج لحلفاء سياسيين قد ساعدتها في الحصول على دعم من "الدائرة الوطنية للمعاشات التقاعدية" التي تديرها الحكومة، وهي مساهم رئيس في الشركة، لعملية اندماج مثيرة للجدل في عام 2015.
الصفقة بين Cheil للصناعات وشركة سامسونج C&T ساعدت لي على تعزيز قبضته على شركة سامسونج للإلكترونيات - جوهرة التاج في التكتل - ولكن تعرضت لانتقادات على نطاق واسع لأنها تؤدي إلى انتفاع الأسرة المؤسِّسة، على حساب مساهمي الأقلية.
علاوة على ذلك، يتوقع المحللون أن غياب لي سيعرقل جهود المجموعة لتطوير محركات النمو الجديدة من خلال عمليات الاستحواذ على نطاق واسع.
في كانون الثاني (يناير) الماضي، قالت شركة سامسونج لصحيفة فاينانشيال تايمز إنها تبحث عن استثمارات جديدة، لا سيما في مجال الذكاء الاصطناعي.
بالنسبة لتشونج سون-سيوب، رئيس مجموعة تحليل شركات Chaebul.com، فإن اعتقال لي الرفيع المستوى سيكون ضربة لصورة الشركة في الأذهان. وقال تشونج: "التأثير السلبي لذلك في صورة المجموعة أمر لا مفر منه. . . يمكن أن ينظر لسامسونج الآن على أنها منظمة إجرامية بسبب كل هذه الادعاءات السلبية".
وأضاف تشونج أنه يمكن لهذا أن يقوض طموح لي في خلافة والده كرئيس للتكتل.
المشكلة التي تتعرض لها العلامة التجارية أُبرِزت في بيان صادر عن رابطة التجارة الدولية الكورية.
وقالت المجموعة: "من المؤسف جدا أن نرى نائب رئيس سامسونج، أكبر شركة في كوريا يتم القبض عليه، وخصوصا في الوقت الذي تخيم فيه عوامل اللبس على الآفاق الاقتصادية لكوريا الجنوبية، وركود الصادرات، والحمائية على نطاق واسع".
ومع ذلك، فإن معظم المراقبين متفائلون بأن هذا التطور لن يقوض أعمال الشركة اليومية، حيث إنه سيكون قد تم تفويض الأعمال للتنفيذيين.
في حالة شركة سامسونج للإلكترونيات، يقوم ثلاثة رؤساء تنفيذيين مشاركين بالاعتناء بأنشطتها الرئيسة - أشباه الموصلات والهواتف الذكية والأجهزة المنزلية.
وقال كيم من جامعة هانسونج: "على العكس من مجموعات [التكتل الكورية] الأخرى، فإن دور أسرة لي كان محدودا في الإدارة اليومية، حيث كان يقوم بذلك المساعدون الموثوق بهم".
على الرغم من الاعتقال، من المتوقع لسامسونج للإلكترونيات إطلاق هاتفها الذكي الجديد، S8، كما كان مقررا في آذار (مارس) المقبل أو نيسان (أبريل) المقبل.
من المرجح للشركة أيضا أن تحقق أرباحا أكبر في الفصول القادمة استنادا إلى مبيعات قوية في أعمالها الأساسية في مجال الرقاقات وفي قسم الشاشات وأجهزة العرض، والانتعاش التدريجي في قسم الهاتف الذكي المعتل.
على نطاق أوسع، اعتقال لي – الذي يمكن القول إنه أقوى رجل في كوريا الجنوبية - قرع أجراس الإنذار في شركات كوريا الجنوبية، في الوقت الذي يكتسب فيه ممثلو النائب العام الزخم لتوسيع تحقيقاتهم بخصوص تكتلات أخرى.