بالأمس عقدت المملكة المتحدة إتفاقية " دفاع وحماية " مع السويد ، بعد عشرات من السنين من تطبيق السويد لعقيدتها المعروفة " عدم الإنحياز في أوقات السلم والحياد أيام الحرب " ، في نفس الوقت الذي كانت فيه فعليا قريبة جدا من الإتحاد الأوروبي والناتو ، مثلها مثل جارتها فنلندا ، وكلتاهما كانتا تحت مجهر الإتحاد السوفييتي ثم روسيا لاحقا وذلك بفعل الجغرافيا السياسية والتاريخ المعقد . أفرزت إغلاقات الكورونا انكماشات اقتصادية مؤلمة ، ومع عودة التشغيل بدأ العالم يتعافى بطلب مرتفع وعرض قليل خلخل سلاسل التزويد وقواعد التجارة والتمويل الدوليين ، ثمّ جاءت أزمة أوكرانيا وتبعاتها ما عمّق الإختلالات ، ودفع دول لتبني سياسات حمائية لتزيد الإختلالات اختلالا ، عمقتهّا إغلاقات شديدة في الصين الآن ، ما رفع الأسعار في العالم بشكل جارف ، أجبر البنوك المركزية العالمية على رفع سعر الفائدة ليزيد ذلك الطين بلة ، والآن تأتي اتفاقية " الدفاع والحماية " المذكوره لتبدأ صناعة أزمة جديدة . عالم اللايقين العميق يسود المشهد ، فمن أين سيأتي النمو الإقتصادي والإزدهار ، عالميا وإقليميا وأردنيا ؟ ورغم صغر حجم اقتصادنا ، يبقى السؤال ما العمل أردنيا يا ترى؟