أرقام  - 

باتت الظروف الاقتصادية وتقلبات الأسواق المالية في المنطقة تفرض قوتها على القطاعات المختلفة، وأصبحت الدول المنتجة للنفط مطالبة بوضع آليات وخطط وإستراتيجيات للحد من سلبياتها، حيث أظهرت المؤشرات والبيانات تداخل القطاعات الاقتصادية في جميع الدول ببعضها البعض، الأمر الذي يوضح بأن الدول المنتجة لمصادر الطاقة ستواجه الكثير من التحديات والضغوطات خلال الفترة المقبلة، وعليها وضع حلول ملائمة لتجاوز هذه العقبات.

 

 

وفي تقرير لشركة نفط الهلال الإماراتية، قالت، إن أداء القطاعات الاقتصادية العالمية فيها الكثير من التقلبات المالية والاقتصادية بين فترة مالية وأخرى، حيث تشير التوقعات إلى ظهور نتائج معقدة ستؤثر على مشتقات الطاقة باختلاف مصادرها إذا استمرت الأسعار على ما هي عليه الآن، الأمر الذي سيؤدي إلى توليد ضغوطات جديدة على كافة المنتجين لمصادر الطاقة.

 

 

وبينت "الهلال" أن من العوامل المؤثرة على أسواق الطاقة تحركات مخزونات النفط لدى الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى تحرك أسعار النفط الصخري الذي على علاقة طردية مع أسعار النفط، حيث إن انخفاض أسعار النفط يؤدي إلى تراجع جدوى إنتاجها والعكس، فيما تخلو أسواق الطاقة العالمية من أي عوامل ومؤثرات إيجابية تقود إلى وضع الحد للعلاقة السلبية الناشئة بين النفط الخام والصخري، والتي باتت تتحكم بكافة مسارات أسواق الطاقة، وتؤثر على المخزونات وعلى كمية المعروض وعلى إمكانية تحقيق الاستقرار لدى الدول النامية التي تعتمد بشكل رئيسي على النفط والغاز وعوائده.

 

 

وأكدت "الهلال" أن الاتجاه نحو إدارة المعروض النفطي من قبل منظمة "أوبك" أسهم في رفع كفاءة الأسواق وآليات التسعير، إلا أن العلاقة السلبية القائمة على أسعار كل من النفط وكميات الإنتاج من النفط الصخري، عملت على تقويض هذه الجهود وتخفيض جدوى العمل فيها.

 

 

في المقابل فإن الاتجاه نحو خفض إنتاج النفط الخام من قبل المنتجين لن يكون الحل الأنسب لإعادة توازن الأسعار، وذلك بسبب زيادة كميات الإنتاج من النفط الصخري التي قادت أسعار النفط إلى 30 دولارا للبرميل في عام 2015، كما أن الدول المنتجة لمصادر الطاقة والنفط أمامها تخفيض تكاليف إنتاج النفط الخام لتحقيق نتائج إيجابية ذات كفاءة عالية، إضافة إلى تخفيض الاعتماد على عوائد النفط، لزيادة الإنتاج من النفط الصخري.

 

 

كما أن أي تخفيض على تكاليف استخراج النفط الصخري سيعمل على توليد تحديات جديدة لدى منتجي النفط الخام، ومن المتوقع أن يعمل ذلك على تعقيد الأمور، وأن يحول الدول الكبرى المنتجة للنفط الخام إلى منتج محلي مستقبلًا.

 

 

واختتمت "الهلال" تقريرها بأن جميع السياسات والخطط التي جرت تجربتها على إدارة أسواق الطاقة، أثبتت فشلها في ضبط المسار والوصول إلى حلول جذرية لما تواجهه أسواق الطاقة من تحديات منذ سنوات، فيما تبدو مستويات المنافسة في تصاعد عند عدم قدرة المنتجين على السيطرة على المشهد العام للقطاع، حيث بات واضحًا أن الاتجاه إلى مزيد من التخفيض على الأسعار أو الإنتاج سيؤثر سلبًا على الدول المنتجة، ودون أن يقود إلى حلول عملية.