أبقى مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي (المركزي) على أسعار الفائدة من دون تغيير في ختام اجتماعه في وقت متقدم أول من أمس، لكنه قال إنه سيتأنى في مواصلة رفع تكاليف الاقتراض هذا العام، بينما أشار إلى تزايد الشكوك حول آفاق الاقتصاد.

 

 

وأكد رئيس المجلس جيروم باول أن «جزءاً كبيراً من الحاجة إلى زيادات لأسعار الفائدة مستقبلاً قد يكون التضخم»، مشيراً إلى أن «الحجج لزيادة أسعار الفائدة ضعفت إلى حد ما».

 

وأضاف: «لا أرى تأثيراً دائماً لإغلاق الحكومة الاتحادية، شرط ألا يحدث مرة أخرى، فالإغلاق يشكل خطراً على الاقتصاد من خلال الإضرار بالثقة، وسيترك أثراً في الناتج المحلي الاجمالي في الربع الأول».

 

وشدد باول على أن «مجلس الاحتياط سيضع اللمسات الأخيرة على خطط موازنته العامة في اجتماعاته المقبلة، ولن يأخذ أبداً في الحسبان الاعتبارات السياسية، فسياساته تعتمد دائماً على البيانات».

 

وعن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قال باول: «خروج خشن لبريطانيا من الاتحاد اِلأوروبي سيكون له تأثير على الولايات المتحدة، وإذا حدثت إضطرابات مالية فسيكون التأثير أكبر»، مشيراً إلى أن «هبوط أسعار النفط أخيراً من المرجح أن يدفع التضخم نحو الانخفاض».

 

وأكدت لجنة السياسة النقدية في المجلس في بيان بعد اجتماع استمر يومين: «في ضوء التطورات الاقتصادية والمالية وانحسار الضغوط التضخمية، فإن اللجنة ستكون صبورة في تقرير زيادات الفائدة مستقبلاً». وأبقى المجلس على سعر فائدة القياسي للإقراض لليلة واحدة في نطاق مستهدف يتراوح بين 2.25 و2.50 في المئة.

 

ورفع المجلس أسعار الفائدة أربع مرات العام الماضي، وأشار في كانون الأول (ديسمبر) الماضي إلى أنه سيفعل ذلك مرتين خلال العام الحالي. وفي بيان منفصل، أكد المجلس أنه بينما يواصل خفض موازنته العامة الشهرية، فإنه مستعد لتغيير الوتيرة «في ضوء التطورات الاقتصادية والمالية» في المستقبل.

 

إلى ذلك، قبعت أسعار الذهب أمس قرب أعلى مستوياتها في 8 أشهر الذي بلغته في الجلسة السابقة، مع تراجع الدولار بعدما أوقف مجلس الاحتياط دورة تشديد سياسته النقدية، ليتجه المعدن نحو تحقيق رابع مكاسبه الشهرية على التوالي.

 

واستقر سعر الذهب في التعاملات الفورية عند 1319.54 دولار للأونصة، بعدما صعد إلى أعلى مستوى منذ 11 أيار (مايو) الماضي عند 1323.34 دولار أول من أمس. وزاد سعر الذهب في العقود الأميركية الآجلة 0.8 في المئة إلى 1318.60 دولار.

 

واستقر البلاديوم في التعاملات الفورية عند 1360.50 دولار، وانخفض سعر الفضة 0.5 في المئة إلى 16.01 دولار، والبلاتين 0.4 في المئة إلى 811.50 دولار.

 

وتراجع الدولار بعدما تعهد مجلس الاحتياط بالتحلي بالصبر في زيادة أسعار الفائدة مجدداً، في تحرك دفع اليورو والدولار الأسترالي إلى الارتفاع. وانخفض الدولار إلى أدنى مستوى في 3 أسابيع مقابل عملات رئيسة أخرى، وهبطت عائدات سندات الخزانة الأميركية. واستفاد اليورو من انخفاض الدولار الذي طغى على المخاوف من ضعف النمو في منطقة اليورو، وارتفع 0.2 في المئة إلى أعلى مستوى في 3 أسابيع عند 1.1504 دولار. وانخفض مؤشر الدولار نحو 0.2 في المئة إلى أدنى مستوى في 3 أسابيع عند 95.16، بينما وزاد الدولار الأسترالي 0.3 في المئة إلى 0.7277 دولار، وصعد الفرنك السويسري والين الياباني نحو 0.15 في المئة لكل منهما ليبلغا 108.87 دولار و0.9923 دولار على التوالي. وارتفع الجنيه الاسترليني 0.2 في المئة إلى 1.3157 دولار، في وقت يواجه مصاعب بسبب الضبابية التي تكتنف آفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.