أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    24-Mar-2021

مواجهة الوباء والأزمة الاقتصادية أولاً*د. محمد ناجي عمايرة

 الراي 

يواجه الأردن هذه الأيام جملة من التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهي في مجملها ذات جذور واحدة تتصل بممارسات خاطئة أو اجراءات غير سليمة في فترات متباعدة أدت إلى تشتيت الجهود وتبديد الموارد وإضعاف الثقة بالحكومات المتعاقبة والمؤسسات العامة، بما فيها الهيئات المنتخبة.
 
ومن المؤسف أن الجميع يدرك هذه الاخطاء والعثرات والسلبيات، ولا نجد من يعمل على تداركها أو حل المشكلات التي نتجت عنها،
 
إلا أن المرحلة الراهنة ليست هي الوقت المناسب للبحث في مجمل هذه المشكلات وإيجاد الحلول المناسبة لها.
 
كما أن هذا الوقت ليس وقت الاحتجاجات والخروج إلى الشوارع للتعبير عن آراء ومواقف أكانت مطلبية او سياسية او اقتصادية أو اجتماعية. ذلك لأن التحدي الأول في نظري الآن هو مواجهة جائحة «كورونا» المستجد والمتحور وسلالاته المتعددة.
 
ولعل المهمة الأولى للحكومة ولكل أجهزة الدولة تتمثل في إيجاد سبل افضل للانتصار على الوباء وكبح جماحه علاجيا ووقائيا وتهيئة الظروف المناسبة للحد من تطوراته ومخاطره.
 
ولا يتقدم أي مطلب أو هدف على الصحة العامة للمواطن وسلامة الوطن.
 
لقد ظلت التوجيهات الملكية تركز على أن مواجهة الجائحة وتحصين المواطنين ضد «كورونا» وضمان سلامة المجتمع هي أولى الأولويات ويرتبط بذلك تحقيق التوازن مع تصحيح الأوضاع الاقتصادية الناجمة عنه في إطار فهم واضح لأهمية الموازنة بين السلامة الصحية والحفاظ على دخول المواطنين وتحسين ظروفهم المعيشية. خصوصا مع تدني الرواتب وانعدام فرص العمل وغلاء الأسعار وانكشاف مواقع جديدة للفساد المالي والإداري.
 
ومع أن هذه المعادلة صعبة في هذا الوقت فلا بد من إيجاد السبل الكفيلة بتحقيقها قدر المستطاع. دون أن نغفل عن أن الأرقام الموجعة التي وصلت إليها أعداد الوفيات اليومية والإصابات المختلفة الدرجات بالمرض وانتشاره المتسارع وازدياد مخاطره تفرض على الجميع أن يرتقوا إلى مستوى المسؤولية الشخصية والوطنية، وأن يكونوا ملتزمين بالتعاون من أجل هذا الهدف الوطني النبيل، وهو سلامة الوطن والمواطن.
 
ولا مناص هنا من الالتفات إلى ضرورة العمل على تغيير نهج المواجهة والتصدي للأزمتين الصحية والاقتصادية، لأن التجربة دلت على أننا لم ننجح تماما في جهودنا الوطنية لمواجهة الوباء،وأننا جميعا نتحمل مسؤولية ذلك.
 
ولابد من التأكيد على أننا يجب أن نكون عونا للحكومة والمؤسسات العامة في هذه المعركة.وعلينا أن نؤجل أية تحركات احتجاجية إلى وقت مناسب أكثر مما نحن فيه. حتى نكثف الجهود الوطنية من أجل قهر الوباء والحد من مخاطره؛ وبعدها سيكون لكل حدث حديث.