أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    28-Dec-2019

الكونغو تتخبط في أزمة اقتصادية خانقة رغم إنتاجها النفطي الكبير

 أ ف ب: تتخبط الكونغو، حيث بدأ الحزب الحاكم مؤتمره السنوي أمس الجمعة والذي يستمر لغاية الإثنين المقبل، في أزمتها الاقتصادية رغم الرقم القياسي في الإنتاج النفطي، أبرز ثروات البلاد.

وفي مدينة بوانت نوار محرك البلاد الاقتصادي، يتساءل ديشاغران إيبيه كم من الوقت ستتحمل شركته المتخصصة في التكنولوجيا آثار تراجع سعر صرف العملة الوطنية الذي بدأ العام 2014.
وأعلن المدير العام لشركة «دو نيتوورك» المتعاملة من الباطن مع كبرى شركات الصناعة النفطية في البلاد «منذ أربع سنوات لا نحقق أرباحا».
وسمحت العائدات النفطية لمدينة بوانت نوار بجمع ثروة تقدر بالمليارات خلال نصف قرن، بعد أن بدأت «توتال» الفرنسية العمل هناك.
ومثل بقية الكونغو، التي تعد خمسة ملايين نسمة، تعرض ديشاغران إيبيه لآثار تراجع أسعر النفط مما ساهم في تراجع الاقتصاد اعتبارا من العام 2014.
وعلى البطاقة المهنية لهذا المهندس والمقاول الشاب، البالغ من العم 37 عاما، 12 نشاطا من المعلوماتية إلى المراقبة بالفيديو والتدريب والتدقيق في الحسابات والاستشارات ومركز اتصال وتصميم المواقع الالكترونية.
ولعدم الاعتماد على النفط فقط، قام المهندس بتنويع أنشطته. وقال «هذا لا يعوض خسارة رقم الأعمال لأن الأفراد لا يملكون امكانات الشركات».
كما بات لإيبيه شريك يعمل في نفس المكتب ليتقاسم معه الإيجار البالغ ألف يورو شهريا.
وخفض عدد العاملين لديه إلى 10 أشخاص، وقال «أنا المدير العام والمدير التقني. وأمام هذه الأزمة أتولى المنصبين لان راتب المدير مرتفع». وأضاف «خسرنا 50% من زبائننا و60% من رقم أعمالنا»، بعد الحقبة الكبرى في 2014-2015، عندما كنا نحقق رقم أعمال يُقدَّر بـ750 ألف يورو»..
وقال سيلفستر ديدييه مافوينزيلا، رئيس مجلس التجارة والصناعة في بوانت نوار «مع الأزمة أعادت توتال المؤسسة الرئيسية في بوانت نوار التفاوض لخفض كل عقودها مع الشركات العاملة من الباطن».
وأضاف «تمت خسارة 50 الف وظيفة بين عامي 2014 و2017. وعاد الكثير من المغتربين إلى ديارهم»، مقارنا كل مغترب بـ»شركة صغيرة توظف حارسا وسائقا وبستانيا».
وبعد سنوات عجاف عادت الامور إلى سابق عهدها مجددا في المنطقة. وأخذت شركات النفط «توتال» الفرنسية، و»إيني» الإيطالية، و»برينكو ووينغ ووا» الصينية، تسجل أرقاما قياسية في الإنتاج مع 350 ألف برميل نفط يوميا بفضل استثمار حقول جديدة في مقاطعة موهو الشمالية تُشَغِّلها «توتال» منذ عام 2017.
وازدهرت الحركة في ميناء بوانت نوار لتصل إلى مناولة 900 ألف حاوية خلال عام 2019 مقابل 800 ألف في عام 2018.
ولكن كل هذه المؤشرات الإيجابية لا تساعد الاقتصاد المحلي. فإيرادات النفط التي يتم تقاسمها مع الدولة الكونغولية تُستخدَم أولا لخفض الدَين العام للبلاد في إطار اتفاق مع «صندوق النقد الدولي».
ومعظم حاويات البضائع تمر فقط عبر الميناء الكونغولي لنقلها إلى موانئ أخرى في المنطقة (متادي في جمهورية الكونغو الديموقراطية وليبرفيل).
وقال كريستوف بوغالتي، المدير الاقليمي لمجموعة «بولوري ترانسبورت أند لوجيستيكس» احدى الشركات الرئيسية المُشَغِّلة للمرفأ «اننا في الخطة الاجتماعية الثالثة منذ عامين. في 2015 كان لدينا 1100 شخص. وفي نهاية العام سنصل إلى أقل من 700».
وقال خبير في شؤون القطاع الخاص المحلي «منذ خمس سنوات تواجه الشركات صعوبات. وأخشى من ألا نكون قد وصلنا إلى القاع. سيكون العام 2020 معقدا».
ولم تبدأ الدولة الكونغولية في تسديد ديونها للمؤسسات. وجمد «صندوق النقد الدولي» للتو صرف الجزء الثاني من قرضه.
ويدين مهندسو الاقتصاد «قرارات حكومية مناهضة للاقتصاد»، كفرض رسوم باهظة للمرور على الطريق السريع بين بوانت نوار وبرازافيل (أكثر من 300 يورو لكل شاحنة لأكثر من 500 كلم). وقال مُشَغِل خاص «لدينا حسبما اعتقد الطريق السريع الأغلى في العالم». كما يدين الفساد و»تعرض المؤسسات للمضايقات الضريبية والجمركية».
وقال رئيس غرفة الصناعة والتجارة في بوانت نوار «كنا من أنصار ماركس ولنين في فترة محددة. وكان لدينا مقاربة اشتراكية للمؤسسة». وعن اقتراب الانتخابات الرئاسية في 2021، قال «إن ذلك لا يطمئن أحدا».
يذكر أنه في عام 2016 أدت إعادة انتخاب الرئيس دنيس ساسو نغيسو إلى اضطرابات في العاصمة برازافيل، ونزاع مسلح في منطقة بول شل، حركة قطارات البضائع على محور برازافيل-بوانت نوار، وعطلت صادرلت النفط.