شهد قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات خلال العقدين الماضيين تطورا لافتا بدعم من جلالة الملك عبدالله الثاني الذي يؤكد على الدوام أهمية القطاع، ودوره المحوري في دعم الاقتصاد الوطني مع دخولنا عصر الثورة الصناعية الرابعة والاقتصاد الرقمي.

واسهم دعم جلالة الملك للقطاع بتطوره وخلق شركات تقنية قادرة على المنافسة اقليميا وعالميا، وتطور البنية التحتية للاتصالات التي واكبت كل التوجهات الحديثة بما فيها حقبة تقنية الجيل الخامس التي ينتظر ان تدخل المملكة قبل نهاية العام الحالي، الى جانب ما شهدته بيئة ريادة الأعمال وخصوصا الرقمية من تطور كبير على مستوى الاردن والمنطقة.

وقال وزير الاقتصاد الرقمي والريادة السابق مثنى الغرايبة إن دعم جلالة الملك عبدالله الثاني لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات أوصل القطاع اليوم ليصبح قطاعا ناميا موظفا يخدم القطاعات المختلفة في الأردن ودول المنطقة.

وأشار الغرايبة إلى تطور القطاع كبنية تحتية للاتصالات وفي جانب المهارات الرقمية والريادة والتي ظهرت آثارها جميعها بشكل كبير في أزمة كورونا حيث كان القطاع الأكثر نشاطا ونموا ومساهمة في تسهيل حياة الناس وتواصلهم خلال الجائحة، وفي ظل صعوبات اقتصادية عالمية.

وأكد الغرايبة بأن دعم جلالة الملك للقطاع خلق قطاعا تقنيا مميزا استطاع أن يبني منتجات وحلول تحمل ملكية فكرية قادرة على دخول أسواق العالم إلى جانب تميز الأردن بموارده البشرية المؤهلة التي يمكنها خدمة مؤسسات في مختلف دول العالم من الأردن، مع تقدم البنية التحتية للاتصالات التي سيعززها دخول تقنية الجيل الخامس. وأشار إلى أهمية التشريعات التي جرى اقرارها في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات لدعم تطور القطاع الرقمي.

وأكد عضو مجلس إدارة “إنتاج” والرئيس التنفيذي لشركة “اوبتيمايزا” ماجد السفري قطاعي الاتصالات وتقنية المعلومات لقيا دعما كبيرا من جلالة الملك عبدالله الثاني من توليه سلطاته الدستوية وهو الأمر الذي أسهم في خلق قطاع كامل من عشرات الشركات التقنية القادرة على التصدير وخدمة السوق المحلية وأسواق العالم. وأشار السفري إلى أن التطور يمكن ملاحظته من زيادة أعداد الشركات العاملة في تقنية المعلومات وتوسعها وزيادة حجمها ومن توفير هذه الشركات منتجات وحلول متميزة على مستوى المنطقة والعالم، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن أكبر مساهمة في زيادة المحتوى الرقمي العربي على الإنترنت تأتي من الأردن ما يؤشر إلى الحراك التقني والريادي في الأردن وتميز الموارد البشرية الأردنية في القطاع.

وقال إن الأزمات التي مر بها العالم خلال السنوات السابقة كأزمة كورونا، والأزمات السياسية والاقتصادية، أثبتت قوة قطاع تقنية المعلومات المحلي من خلال الحلول المختلفة القادرة على تلبية متطلبات معظم القطاعات وتحسين حالة القطاعات المختلفة واستمراريتها، لافتا إلى أهمية إدخال خدمات الجيل الخامس للمملكة وذلك لخدمة القطاعات الاقتصادية المحلية وزيادة القدرة على خدمة الأسواق المجاور التي ادخلت الجيل الخامس. وأكد على أهمية العناية بقطاع التعليم وتعزيز المهارات الرقمية للشباب لمواكبة التقدم في القطاع.

ويقدرعدد شركات تكنولوجيا المعلومات في الأردن بأكثر من 250 شركة، فيما بلغت صادرات قطاع التكنولوجيا في عام 2018 نحو 262 مليون دولار. ويبلغ عدد الشركات الناشئة العاملة في منظومة ريادة الأعمال الأردنية بحوالي 400 شركة معظمها رقمية، وأكثر من 300 شركة في مجال الريادة اجتماعية.

ومن جانبه، أكد ممثل قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في غرفة تجارة الأردن المهندس هيثم الرواجبة أن جلالة الملك عبدالله الثاني أولى قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات اهتماما كبيرا من توليه سلطاته الدستورية، ما أسهم في بناء قطاع يصدر منتجاته وخدماته التقنية لأكثر من أربعين وجهة حول العالم، ولتسهم الشركات التقنية الأردنية في بناء مشاريع التحول الرقمي في دول المنطقة مثل أسواق الخليج والعراق وغيرها من الدول.

وقال الرواجبة بأن دعم جلالة الملك للقطاع التقني أسهم في تسويق المملكة كمنطقة واعدة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لما يتميز به الأردن من بيئة جاذبة للاستثمار وموقع متميز وآمن وكفاءات بشرية مؤهلة الأمر الذي كان له أكبر الأثر في استقطاب العديد من الشركات العالمية للاستثمار في القطاع من ضمنها سيسكو وزين وبتلكو ومايكروسوفت وامازون واوراكل وسيمنز وانتل واكسبيديا.

وأشار إلى مساهمة القطاع في التوظيف لأكثر من ستة وعشرين ألف عامل بشكل مباشر إلى جانب عشرات آلاف الوظائف غير المباشرة، إلى جانب مواكبة الجامعات الأردنية اليوم لأحدث التخصصات التقنية المطلوبة مثل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وغيرها ما يسهم في تجهيز الموارد البشرية الأردنية لوظائف المستقبل.

الخبير في مجال الاتصالات والتقنية وصفي الصفدي قال بان قطاع الاتصالات شهد خلال فترة العقدين الماضيين تطورات كبيرة ومتلاحقة على مستوى بناء بنية تحتية متينة ومتقدمة من الشبكات وعلى مستوى انتشار الخدمات في جميع أرجاء المملكة.

وقال الصفدي إن القطاع شهد خلال هذه الفترة دخول مشغلين جدد وتحرير السوق لتقدم خدمات الاتصالات المتنقلة اليوم من قبل ثلاثة مشغلين بمنافسة كاملة، كما جرى إطلاق خدمات اتصالات الجيل الثالث للهاتف المتنقل في العام 2008 وإطلاق خدمات الجيل الرابع في العام 2015، فيما يستعد المشغلون لاطلاق خدمات الجيل الخامس قبل نهاية العام الحالي بعد وصولهم قبل شهور الى اتفاقات مع الحكومة تمهيدا لإطلاق الخدمة التي تعد الأحدث بين تقنيات الاتصالات.

ووفقا لأخر الأرقام الرسمية بلغ عدد اشتراكات الخلوي في المملكة (7.4) مليون اشتراك حتى نهاية النصف الأول من العام الماضي بنسبة انتشار بلغت(66.5 %) من السكان. وبلغت أيضا نسبة انتشار الهواتف الذكية بين مستخدمي الهواتف المتنقلة أكثر من 90 %، وفق بيانات حكومية.