أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    28-Jul-2020

دعم الخبز.. نصر مؤزر بنظر حكومي!*محمود الخطاطبة

 الغد

بنشوة النصر، زفت حكومة النهضة، مساء يوم الأحد الماضي، إلى الشعب الأردني خبر عزمها مباشرة صرف دعم الخبز، وذلك بعد انتهاء إجازة عيد الأضحى المبارك، والتي تنتهي مساء يوم الاثنين المقبل، تاركة إعلان تفاصيل ذلك لوزيرة التنمية الاجتماعية بسمة إسحاقات.
الحكومة، وعلى لسان وزير الدولة لشؤون الإعلام أمجد العضايلة، أعربت عن اعتقادها بأن عدد المستفيدين من الدعم سيصل لنحو مليون أسرة… لكنها لم تُفصح عن المبلغ المُتبقي من ذلك الدعم، والذي كان قبل ثلاثة أعوام مدعومًا بالكامل، ثم تم استبداله بدعم نقدي في موازنة العام الماضي، والذي بلغ وقتها حوالي 175 مليون دينار، ومن ثم تم تقليصه لـ120 مليون دينار، أي بنسبة انخفاض تجاوزت الـ33 بالمائة.
للقارئ أن يتخيل أي درجة وصلت إليها حكومة النهضة، عندما تعتبر صرف دعم مالي للخبز، عبارة عن نصر مؤزر، مع العلم بأن هذا الدعم مرصود في موازنة الدولة للسنة المالية 2020، ومر بمراحله الدستورية كاملة.. وإمعانًا في ذلك “النصر”، تدعي الحكومة أن شروط استحقاق “الدعم”، بقيت كما هي بلا تغيير، والتي من أهمها: أن قيمة الدعم المستحق للفرد الواحد تبلغ 27 دينارًا، فضلًا عن ألا يزيد دخل الأسرة على ألف دينار شهريًا، و500 دينار شهريًا للفرد الواحد.
وبعيدًا عن التشكيك بتلك الشروط، التي تغيرت كثيرًا وأدخلت عليها تعديلات جمة، إلا أن الغريب في الأمر هو تأكيد الحكومة “المنتصرة” بأن حوالي مليون أسرة، ستستفيد من دعم الخبز، ما يعني أن هناك 5 ملايين أردني، سيخضعون لذلك “الفوز العظيم”، على حساب أن معدل الأسرة الأردنية الواحدة خمسة أفراد.
ذلك يعني، بأن معظم الشعب الأردني سيتقاضون هذا الدعم، إذا ما افترضنا بأن نحو 6.7 مليون أردني يحملون أرقامًا وطنية، من أصل حوالي 10 ملايين نسمة هم عدد سكان المملكة، وبالتالي يستحقون “الدعم”.. وهذا ما لا يُصدقه عقل، ولا يتقبله كل ذي لب، مع العلم بأنه كان هناك 6.2 مليون أردني يتقاضون دعمًا في العام 2019، طبعًا حسب تصريحات حكومية.
من ناحية ثانية، كيف تُجزم الحكومة بأن هناك مليون أسرة ستستفيد من “الدعم”؟، فمن ناحية هناك الكثير من الأسر، يكون فيها الزوج والزوجة يعملان، ما يعني أن دخلهما يتجاوز الألف دينار، وبالتالي لا تنطبق عليهما الشروط الحكومية، ومن ناحية ثانية هناك الكثير أيضًا من أبناء هذا الشعب لن يتقدموا للحصول على ذلك “الدعم”، إما لصعوبة إجراءات أو استحالة الشروط، أو حتى من باب “التعفف”.. وهذا كله يؤكد بأن الرقم المستفيد من الدعم سيكون أقل من ذلك وبكثير.
ومن ناحية ثالثة، ألا تُخبرنا الحكومة، كيف تم تأمين مبلغ “دعم الخبز”، وخصوصًا أن وزيرة التنمية الاجتماعية، خرجت قبل نحو ثلاثة أشهر بتصريح مفاده “استبعاد أن يتم صرف دعم خبز للعام الحالي”، عازية ذلك إلى “الوضعين الاقتصادي والمالي الراهنين، وأنه لم تتحقق إيرادات هذا البند”.. فهل لدى الحكومة الجرأة الكافية لتقول لنا ماذا تغير خلال ثلاثة أشهر فقط؟.
عندما يكون خبر صرف الرواتب “عاجلًا” على صفحات المواقع الإلكترونية وشاشات الفضائيات المحلية، فذلك يدل إلى أي درجة من وضع “مأساوي” وصلنا إليها.. ومع كل ذلك قد يتقبل البعض ذلك، لكن ما لا يتقبله الجميع هو بطولات و”بروبوغندا” إعلامية حكومية، حول صرف دعم الخبز، وعقد مؤتمر صحفي لذلك، مع العلم بأنه مُقر بموازنة الدولة.