أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    17-Oct-2019

عُشر سكان الأرض يعانون من الجوع*خالد الزبيدي

 الدستور-يحتفل العالم بيوم الغذاء العالمي الموافق 16/10 من كل عام، وسنة بعد اخرى يتزايد تعداد الناس الذين يعانون من الجوع اي لا يجدون الحد الادني من الطعام والشراب، وحسب ارقام الامم المتحدة فقد ارتفع عدد الجوعى في العالم الى 828 مليون نسمة اي نحو 11 % من سكان الارض حيث لايجدون طعاما وشرابا، وفي نفس الوقت فإن العالم يهدر سنويا مليار طن من الطعام، هذه البيانات حول الجوع وهدر الطعام على المستوى العالمي صادمة وتظهر مدى تراجع عدالة التوزيع في الاقتصاد على مستوى العالم، وتطرح مجددا اهمية الاهتمام بالإنتاج الزراعي وصناعات الغذاء في العالم، والاردن ضمن الدول التي تعتمد بنسبة كبيرة على مستورداتها من الاغذية .

الحروب التجارية المفتوحة والمكشوفة على المستوى الدولي، ومتوالية ارتفاعات اسعار الاغذية تستدعي التركيز على الانتاج المحلي من الحبوب في مقدمتها القمح وزيت الزيتون والتمور والثروة الحيوانية والدواجن وصناعة الالبان، وزراعة الخضار والفواكه، وإعادة الاعتبار الى مونة البيت التي كانت تخزن من موسم الى اخر بما يحمي قدرة الاقتصاد في تحقيق نسبة عالية من إشباع الاحتياجات الغذائية، وهذه تنعكس إيجابيا على الاسرة الاردنية والاقتصاد الكلي.
التحرك الوقائي المبكر لمعضلات قادمة مهم حتى لا نواجه ما لا نقوى عليه في حال ارتفاع هياكل اسعار الاغذية، فالعام 2008 لا يزال ماثلا امامنا عندما ارتفعت بشدة اسعار الاغذية وتحمل الاقتصاد الاردني مبالغ كبيرة لتوفير الاغذية للمواطنين، واليوم بعد مرور 11عاما لم نقم بما يجب لزيادة الاعتماد على المنتجات الغذائية المحلية إذ نعاني في السلع الغذائية الرئيسية من الحبوب واللحوم الحمراء وسلع اخرى، والاصعب من ذلك تغول الاغذية المستوردة على المنتجات المحلية.
ضعف كفاءة القطاع الزراعي في تلبية الاحتياجات الغذائية يعكس تشوهات في النمط الزراعي المحلي، والابتعاد عن إنتاج السلع الارتكازية في سلة الغذاء والتي تضم الحبوب واللحوم والالبان، فالقطاع الزراعي  كان يوما العمود الفقري للاقتصاد والمجتمع الاردني، وكان الاردن من الدول المصدرة للحبوب، لذلك ان زيادة الاعتماد الذاتي على محاصيل محلية رئيسية ذات قيمة تغذوية امر غاية في الاهمية.
العراق الذي خاض حروبا طاحنة الواحدة تلو الاخرى خلال العقود الماضية استطاع لموسم العام 2018/2019 تحقيق نسبة عالية من الاكتفاء الذاتي من الحبوب ومن المتوقع ان ينتقل الى الفائض في الموسم القادم، لذلك هناك إمكانية لجسر فجوة الغذاء، فالحاجة تستدعي تنفيذ حملات وطنية للتأثير على الانماط الاستهلاكية وترشيد استهلاك الاغذية ومكافحة الهدر الغذائي، وفي ذلك مصلحة وتمتين للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.