أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    13-Aug-2018

لا لعودة المقاتلين*عصام قضماني

 الراي-الحرب على الإرهاب ليست مهمة عسكرية بحتة، فهذا الفكر موجود ويتغذى ويلعب دور الحاضنة ومثله الطابور الخامس، وهناك خلايا نائمة تحت الطلب يبدو أنها بدأت تستيقظ والمقاتلين في صفوفه في سوريا يهمون بالعودة.

 
ما حدث خلال ال 48 ساعة الماضية يثبت ما كنا حذرنا منه سابقا وهو كيفية التعامل مع هؤلاء العائدين فمعظم هؤلاء لا يقبلون بفكرة الدمج في المجتمع وحتى لو تظاهروا فما هو الا بيات شتوي وهناك من الحوادث الكثير وأصعب ما يواجه برامج التأهيل هو الأطفال.
 
الإرهابيون في سوريا والعراق جاءوا من 90 دولة بحسب المركز القومي لمكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة وبلغ عددهم حوالي 20 ألف مقاتل، 3400 مقاتل فقط جاؤوا من الولايات المتحدة وأوروبا الغربية. بينما جاءت الغالبية العظمى من المقاتلين من بلدان عربية وإسلامية وهو ما يجعلها مشكلة عالمية وإقليمية تحتاج الى تنسيق متكامل مع الدول المعنية.
 
صحيح أن الأردن ليس من البلدان الأكثر تصديرا في هذا المجال حيث يحتل المركز الخامس بحوالي ألفي جهادي لكن حتى مع ما تبقى من هذا العدد فهو خطر قائم ومستمر لأن معظم العائدين لا يتخلون عن ممارسة قناعاتهم وخبراتهم.
 
كل الدراسات أجمعت على أن عودة هؤلاء المقاتلين ستؤدي الى عمليات إرهابية في البلدان التي يعودون إليها فقد تشربوا العداء للمجتمعات خصوصا أجيال الشباب الذين ولدوا وتربوا في ظل التنظيمات الإرهابية وتجارب العائدين من أفغانستان والعراق حاضرة.
 
في مواجهة تشدد الأردن في عودة هؤلاء المقاتلين أو أسرهم هناك من يرى بضرورة استيعابهم بإعتبارهم مواطنين يمكن إدماجهم في المجتمع، لكن الحقيقة أنهم مقاتلون خرجوا على المجتمع عندما إختاروا الإرهاب، ما يخالف الموقف الأردني الحاسم في هذا الخصوص فالإرهابي الذي إختار هذا الطريق لم يعد مواطنا له حقوق المواطنة ومن أبسطها الجنسية فهو لا يعترف بالدستور ولا بالقوانين بمعنى أنه لا يقر بالأردن ككيان ودولة باعتبار أن ولاءه كان ولا زال لما سمي بدولة الخلافة أوالتنظيم الذي إتبعه وأعلن له الولاء.
 
جربت دول كثيرة تأهيل العائدين بالحوار والنصيحة لتغيير قناعاتهم، فطبقت السعودية أسلوب المناصحة وأطلقت ألمانيا مشروعا أسمته «حياة»، لإعادة الدمج وطبقت الدنمارك برنامجا مماثلا .
 
من هؤلاء من زعم التوبة فما أن حصل على العفو حتى عاد الى الجريمة.. النتائج كانت فاشلة .