أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    13-Jun-2017

أزمة الخليج تهدد مكانة الخطوط الجوية القطرية وعائداتها

أ ف ب: حولت «الخطوط الجوية القطرية» الدوحة إلى محطة نقل عالمية في بضع سنوات فقط، لكن منعها من دخول المجالات الجوية لجيرانها، على خلفية الأزمة الدبلوماسية الراهنة، بات يهدد موقعها كناقل رئيسي على مستوى العالم، وفقا لخبراء. وإلى جانب منافستيها الإماراتيين «طيران الإمارات» والاتحاد للطيران»، نجحت «الخطوط القطرية» في اجتذاب قسم كبير من مسافري مرافق العبور (الترانزيت)، معتمدة على الموقع الجغرافي لمنطقة الخليج بين الغرب والشرق.
لكن الحصار المفروض على قطر، واتخاذ اجراءات عقابية بحقها طالت قطاع الطيران، يهدد بفقدان «الخطوط القطرية» جزءاً من حصتها في التزانزيت، ولو مؤقتا.
وشملت الاجراءات وقف الرحلات من وإلى الدوحة، الأمر الذي ترتب عليه الغاء عشرات الرحلات اليومية لـ»الخطوط الجوية القطرية»، واغلاق المجال الجوي للدول الثلاث امام الناقلة القطرية الذي بات عليها ان تجتاز طرقا أطول متجنبة أجواء السعودية والبحرين ودولة الإمارات.
وقال إديسون شونلاند، الخبير في شؤون الطيران في شركة «ايرإنسايت» الاستشارية الأمريكية ان الاجراءات المتخذة ضد الخطوط القطرية «ستطيل اوقات الرحلات وبالتالي ستزيد الكلفة. وكلما يضيق المجال الجوي، كلما تكبر المشكلة». واضاف «عمليا، يضع هذا الامر قيودا على عمل شركة الطيران التي بدات بالتأكيد تلمس انخفاضا حادا في إيراداتها وأرباحها».
ويكاد المجال الجوي البحريني الذي يغطي مساحة كبيرة من مياه الخليج يحاصر قطر بالكامل. كما ان الطائرات القطرية عادة ما تقوم باجتياز المجال الجوي السعودي في طريقها إلى الشرق الأوسط وأفريقيا واأمريكا الجنوبية.
وتقوم الطائرات القطرية حاليا باجتياز المجال الجوي الايراني للوصول إلى أوروبا، وتضطر إلى الالتفاف حول اطراف شبه الجزيرة العربية من الجهة الجنوبية الشرقية لتجنب المجال الجوي السعودي.
 
رحلات أطول
 
أضيفت مثلا ساعتان إلى رحلة «الخطوط الجوية القطرية» من الدوحة إلى مدينة ساو باولو في البرازيل. وبالنسبة للرحلات إلى شمال افريقيا، فان «الخطوط القطرية» اصبحت مجبرة على استخدام المجال الجوي الإيراني ثم التركي بدل المرور مباشرة فوق السعودية ومصر.
إلا ان الرحلات إلى اوروبا تبدو إلى حد بعيد في منأى عن دائرة التاثر بالإجراءات الخليجية ،اذ ان الخطوط القطرية تواصل استخدام المجال الجوي الايراني، مع تعديل بسيط في مسار الرحلة لتجنب أجواء البحرين.
وفتحت إيران مؤخرا مجالها الجوي امام مئة رحلة يومية إضافية لـ»الخطوط الجوية القطرية»، لتزداد بذلك الحركة الجوية فوق الجمهورية الإسلامية بنحو 17 في المئة.
ويقول الخبير في شؤون الطيران كايل بايلي ان «مسارات رحلات الخطوط القطرية وكمية استهلاك الوقود ستتغير وتزداد نتيجة للإجراءات في المستقبل». وحذر شونلاند من ان ازدياد اوقات الرحلات قد يؤدي إلى انخفاض في اعداد الركاب. واوضح «رغم وسائل الراحة والخدمات الممتازة، ستتراجع حجوزات المسافات الطويلة، فلا أحد سيرغب في ان يبقى لوقت اطول على متن طائرة». وحسب «كابا» الذي يقدم تحليلات خاصة بقطاع الطيران، فإن 90 في المئة من ركاب «الخطوط القطرية» هم من مسافري الترانزيت.
كما ان السعودية ودولة الإمارات هما أكبر سوقين للناقلة القطرية قطر وفقا لبايلي. أيضا فإن «الخطوط القطرية» هي أكبر شركة طيران أجنبي في دولة الإمارات، حسب «كابا». وقال بايلي ان «خسارة هذين السوقين سيكون عاملا مدمرا لماليات الشركة التي ستفقد نحو 30 في المئة من عائداتها».
يذكر ان «الخطوط الجوية القطرية» أعلنت أمس الأول ان صافي ارباحها في السنة المالية 2016-2017 ارتفع نحو 22% ليبلغ 540 مليون دولار، قبل بدء الأزمة الخليجية.
 
الكل سيخسر
 
يرى الخبراء ان القسم الذي ستفقده الخطوط القطرية من حصتها من مسافري الترانزيت سيعود بالفائدة على شركتي «طيران الإمارات» و»الاتحاد للطيران» اللتين ستكونان جاهزتين لاستقطاب هؤلاء الركاب. واوضح شونلاند ان «طيران الإمارات» بالاخص ستكون قادرة على ذلك اذ كونها تملك اسطولا من طائرات «إيه380» العملاقة.
وتتمتع شركتا الطيران الإماراتيتان بشبكة رحلات دولية ضخمة. وتواجهان، إلى جانب «الخطوط القطرية»، اتهامات من شركات أمريكية وأوروبية بالاستفادة من مساعدات حكومية وبالتالي منافسة غير قانونية.
وقال بايلي «لا شك في ان طيران الامارات والاتحاد للطيران سيحصدان الفوائد. وعلى المدى البعيد، فان ازدياد اعداد الركاب قد يؤدي إلى رفع اسعار التذاكر».
ورغم ذلك، يتوقع ان تفقد الشركتان إضافة إلى شركات اخرى اعلنت التزامها بالاجراءات وبينها «فلاي دبي» و»العربية» عائدات كبيرة مع الغاء رحلاتها إلى الدوحة.
وذكر تحليل لمركز «كابا» أنه «سيكون هناك عدد قليل من الرابحين» جراء الاجراءات التي تطال الخطوط القطرية، معتبرا ان منع هذه الخطوط من دخول السعودية والبحرين ودولة الامارات يسيء إلى سمعة الطيران في الخليج بشكل عام.
وأضاف «في ظل المخاوف الأمنية المتعاظمة، والحظر على أجهزة اللابتوب، فان الركاب لن يفتشوا عن أسباب عن المنع (على الخطوط القطرية). الطيران في الخليج سيصبح اقل استقطابا بالنسبة إلى الجميع».