أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    30-Nov-2018

عطوة*عصام قضماني

 الراي-العطوة كما نعرفها هي من العادات العربية الأصيلة العشائرية والتي صارت بمكانة العادة والعُرف لكنه سياسيا هو جديد كليا لجأت إليه حكومات مؤخرا ومنها هذه الحكومة تطلب فيه مهلة يتوقف فيها النقد الى أن تنجز ما هو متوقع منها .

 
إذا طلبت الحكومة عطوة فهي تلقائيا تفترض أن هناك خصمين جاني ومجني عليه لكن الحلقة الثالثة في العطوة هي الأهم وهو الكفيل الذي وضعته القوانين مؤخرا جنبا الى جنب مع الجاني في الإلتزامات وفي الوفاء بها وهو من غير طرفي النزاع، دوره هو تطييب الخواطر وكف أيدي أهل المجني عليه من الإعتداء على الجاني ويفترض أن يكون حكيما وبليغا يصوغ صكا مكينا ويعرف بكفيل الدفا وكفيل الوفا فلا مهرب له ولا عذر فمن هو كفيل الحكومة يا ترى ؟.
 
طالب العطوة يعتمد كليا على كرم الخصم فهو إما أن يعفو ويتسامح وإما أن يكون فضا غليظ القلب فيرفع سقف المطالب وهي بالمناسبة هدنة مؤقتة تستمر لمدة محدودة تمنح في القضايا الجزائية كالقتل، والدهس والعرض والنزاعات والصدم.
 
في القضايا الحقوقية مثل السرقات والاعتداء على الأموال والممتلكات، فان الجاني وأهله يتوسطون ويبذلون كل جهد ممكن يصل الى الرجاء والتوسل وبوس اللحى للحصول على هدنة محدودة المدة الهدف منها حماية المعتدي وأقاربه من أية أعمال إنتقامية مثل القتل أو حرق المنازل والمتاجر والتي هي في حالة الحكومة المؤسسات وغيرها ، يدخل خلالها الخصمان في مفاوضات صعبة لإصلاح ذات البين تتطلب تنازلات كبيرة .
 
أهم شرط في آداب العطوات أن يكون طالبها أو مصلح ذات البين قوي الشخصية، طليق اللسان، ومعروفا بين الناس. 
 
لكن الأزمة تقع عندما يقول طالب العطوة « لا نشرب قهوتكم إلّا بعد تحقيق ما جئنا لأجله وهو قبول العطوة» فيجيبه وجه أهل المجني عليه بالرفض .
 
العطوة أنواع .. الأمنيـــــة فورة الدم «والإعتـــــراف والإقبـــــــــال والحــــــــــق والتامة والناقصة وعلى طالب العطوة أن يمر في كل تلك المراحل , بإعتباره متهماً أولا الإعتراف بما قام به من فعل مثل الجريمه او الاعتداء أما عطوة الحق وفيها يكون المتهم غير المعترف بالفعل الذي إتهم به، ليخضع الى تحكيم الأعراف القضائية 
 
من كل ذلك لفت إنتباهي عطوة قص وبص وهي عطوة تفتيش أو أمهال أو إقبال، والغرض منها البحث عن أسباب المشكلة والوقوف على حقيقة الجاني وهويته فعلى الحكومة طالبة العطوة أن تفتح أبوابها وملفاتها وتشرع نوافذها لتفتيش محتمل يقوم به الخصم وهم الناس أو الرأي العام.
 
من القضايا المهمة التي يتعين على طالب العطوة المعترف بذنبه أن يلتزم بها هي فراش العطوة وهو مبلغ من المال يقدم مسبقا إلى الطرف المعتدي حتى تحل القضية وتدفع مرة واحدة، وفي حدود ما أعلم أن الحكومة في هذه الحالة غير قادرة على تقديم فراش عطوة , فالخزينة تئن والعجز متفاقم بل على العكس هي من يحتاج الى إسعاف عاجل خصوصا وأن الكفيل غير مستعد .
 
يصاحب العطوة أن يلتزم الجاني بالجلوه وكذلك تقطيع الوجه , ولأن الحكومة في حالتنا هذه هي طالب العطوة فسنعفيها من تقطيع الوجه، لكن بالنسبة للجلوة فهذا ما لم تحسب هي ولا نحن حسابه .