أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    12-Feb-2017

حملة المقاطعة والدوار السابع*د. مهند مبيضين

الدستور-لا أدري إن كانت حملة أو مبادرة « صف سيارتك «قد نجحت أم لا وكما كان يريد لها القائمون عليها، لست في عمان كي أحكم، لكن من سألتهم تراوحت اجاباتهم بين النجاح والنجاح، لم يقل أحد أنها فشلت، لم يفسر أحد الحملة على أنها فعل ضد الوطن أو طعن في خاصرته، كما قال البعض في وصف حالة الاحتجاج الشعبي على سياسات الحكومة، ولم يقل أحد أنها خارج حدود القانون، إنها فعل لمجتمع حي وديمقراطي من المفروض أن ديمقراطيته تحتمل هذا النوع من التعبير المحترم.
هذا الوطن بني على الحرية، وفي تاريخه سجل من الاحتجاجات الشعبية الكبيرة ليست على قرارات اقتصادية وحسب، وإنما منذ التـأسيس كان انتظام الأردنيين في حملات شعبية لأجل الوطن وقد حدث ذلك منذ أيام الإمارة وتبلورت على أساسه الحركة الوطنية، كان هناك أصوات دائمة وسط الشباب وطلاب المدارس من اجل التحرير والاستقلال ووقف الارتباط بالغرب.
لكن أخطر شيء فيما يحدث اليوم في أن تقرأ الحكومة الاحتجاجات على أنها خيانة لوطن أو تهديد لأنه، بالعكس عليها أن تستثمر في الاحتجاجات أمام مجتمع المانحين الذي ترك وطنا استقبل مليون وسبعمائة لاجئ بذات الظروف الاقتصادية، وعليها ان تقرأ وجه الشباب جيدا، فهم يعلنون أنهم ينتمون لوطنهم ولا يسمحون لأي شيء يسيء للوطن وأن ما يقومون به من أجل الأردن ومن أجل المستقبل.
من حق الناس الاحتجاج، وغالبية الذين سألتهم عن مبادرة «صف سيارتك» قالوا: إن شوارع عمان كانت فاضية يوم الخميس، واخذوا مقياساً للنجاح بأن الدوار السابع لم يشهد أزمة، وإذا تذكرنا أن الخميس دوماً يشهد أزمة مرور في عمان وفي ظل جو دافئ مثل يوم الخميس الماضي، فإن الحملة نجحت بامتياز.
الحملات الشعبية والاعتراضات المنضبطة بالقانون وجه حضاري لأي مجتمع، ليس خيانة وليست طعنا بالأوطان، والمشكلة في الأردن أن كل حكومة تأتي وترفع الأسعار لكن بدون حلول، فالديون تزداد والبطالة والفقر في ازدياد. والسؤال ما هو الحل وكيف سنتغير للأفضل ما دامت كل الإجراءات المالية تستهدف العودة في الدين العام بحلول العام 2020 إلى ما كنا عليه قبل عام 2013!!