أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    22-Apr-2017

عوامل انعكست على أداء الذهب* زياد الدباس

الحياة-تستند فكرة الاستثمار في الذهب إلى عاملين أساسيين، الأول أن القيمة الشرائية للعملات الورقية في تآكل مستمر، بعكس الذهب الذي ترتفع قيمته مع مرور الزمن نتيجة محدودية كمية المعروض منه، إذ إن مجموع ما جرى استخراجه من الذهب على مدى عمر البشرية يقدر بنحو ستة بلايين أونصة أو نحو 170 ألف طن، وينتج منه سنوياً على مستوى العالم نحو 2500 طن، وأكثر من نصف الإنتاج جرى خلال المئة سنة الماضية بعكس السلع الأخرى التي تتميز بالتراكمية.
 
والعامل الثاني هو الأسباب التي أدت إلى ارتفاع وانخفاض سعر الذهب خلال هذا العام، فهو ارتفع إلى أعلى مستوى في خمسة أشهر قبل ثلاثة أسابيع، مع إقبال المستثمرين على شراء الذهب بحثاً عن ملاذ آمن وأداة تحوط في مواجهة الضبابية السياسية والمالية والأخطار الأمنية بعدما أطلقت الولايات المتحدة الأميركية عشرات الصواريخ على قاعدة جوية سورية ما صعد التوترات مع روسيا وإيران مع التخوف من امتداد هذا التصعيد.
 
وخلال آذار (مارس) ارتفعت واردات تركيا من الذهب 17 ضعفاً والهدف كان تحوط الأتراك من أخطار سعر صرف العملة الوطنية التي تعرضت إلى انخفاض حاد فقدت خلاله جزءاً مهماً من قيمتها الشرائية وأدى إلى ارتفاع كبير في نسبة التضخم، وهو ما ينطبق على العديد من دول العالم التي تراجعت قيمة عملاتها بنسبة كبيرة ومنها دول «الربيع العربي».
 
بورصة الذهب في دبي أشارت إلى التداول القوي للمعدن خلال الشهر الماضي باعتباره ملاذاً آمناً ولمساهمته في التحوط من التغييرات السريعة في الأسعار، خصوصاً أسعار العملات الدولية، إضافة إلى تأثيرات الانتخابات الأوروبية وفي مقدمها انتخابات الرئاسة الفرنسية، والقرارات السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة، وبدء المفاوضات الرسمية حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التي يكتنفها الغموض وأدت إلى نشوء حالة من عدم اليقين عند المستثمرين، إضافة إلى حالة الغموض السياسي عقب تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن حلف شمال الأطلسي والسياسات الأميركية في شأن الصين، كما أن القيود الصارمة على السفر التي فرضها ترامب نهاية شباط (فبراير) أثارت قلق الأسواق ودفعت المستثمرين إلى شراء الذهب.
 
وسجل سعر الذهب مكاسب بلغت نسبتها 8.4 في المئة‏ خلال الربع الأول من هذا العام وهو أفضل أداء فصلي في سنة، وسط ضبابية تكتنف خطط الرئيس الأميركي في شأن الضرائب والاستثمار، بينما بلغت مكاسب مؤشر «داو جونز» الأميركي للأسهم خلال الربع الأول من هذا العام 4.56 في المئة‏ وسعر النفط سبعة في المئة‏ بينما بلغت مكاسب الذهب خلال العام الماضي بأكمله تسعة في المئة.
 
إذا كان الذهب هو ملجأ لتخزين القيمة عندما ترتفع مستويات الأخطار السياسية أو الاقتصادية أو المالية فإن أهم العوامل التي تؤثر في تحركات سعره هو معدل صرف الدولار باعتبار أن تسعير الذهب مثل تسعير أي سلعة تجارية يتم بالدولار، والعلاقة العكسية بين الدولار والذهب تنبع من حقيقة أن الذهب هو أحد أهم الأدوات التي يلجأ إليها المستثمرون ضد أخطار سعر صرف العملات.
 
أما على صعيد توقعات إجراء ثلاثة زيادات في أسعار الفائدة الأميركية هذا العام، جرى تنفيذ واحدة منها بينما يتوقع ارتفاع سعر الفائدة هذا الشهر، فلهذا الارتفاع في سعر الفائدة تأثيرات إيجابية على سعر صرف الدولار وارتفاع سعره، ما يؤثر سلباً في سعر الذهب، إضافة إلى أن ارتفاع سعر الفائدة يساهم في ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأميركية، ما يجعل شراءها أكثر ربحاً للمستثمرين، فضلاً عن كونها ملاذاً آمناً من الأخطار مثل الذهب، ومن مزاياها أنها تدر عائدات منتظمة بعكس الذهب الذي لا يدر أي عوائد ويتكبد المستثمرون نفقات في تأمينه وتخزينه.
 
وفي نهاية آذار أصدر صندوق النقد الدولي بياناً أشار فيه إلى الدول التي رفعت حيازاتها واحتياطاتها من الذهب نذكر منها الأردن الذي رفع حيازاته 2.5 طن إلى 43.9 طن نهاية كانون الثاني (يناير)، فيما رفعت تركيا حيازاتها طنين لتصل إلى 413 طناً في شباط. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن قيمة الذهب المتوافرة لدى المصرف المركزي الأردني ارتفعت بنسبة قياسية خلال 2015 بمقدار 470 مليون دينار (663 مليون دولار) أو ما نسبته 89 في المئة فاقتربت قيمتها من حاجز بليون دينار. وأهمية الذهب للمصارف المركزية تأتي من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي يعانيه معظم دول العالم لذلك تلجأ المصارف المركزية إلى تعزيز احتياطاتها النقدية بالذهب والتقليل من العملات الأجنبية لخفض حجم الأخطار الناتجة من تقلب أسعار العملات.
 
ويُنصَح بشراء الذهب خلال هذا العام كاستثمار طويل الأجل وليس للمضاربة نتيجة تذبذب سعره بنسبة كبيرة هذا العام لأسباب عدة رفعت أخطاره قليلاً، واللافت التفاوت الكبير في تقديرات ارتفاع أو انخفاض سعر الذهب خلال بقية هذا العام إذ يتوقع «ساكسو بنك» أن يكون 2017 عام الذهب بينما أجمعت جهات استثمارية ومالية واقتصادية على أن تحرك سعر الذهب خلال هذا العام سيتراوح بين ألف و150 وألف و400 دولار للأونصة. وشراء الذهب عند هذه المستويات يمثل فرصة ثمينة لإعادة تكوين المراكز المالية سواء للمصارف المركزية أو المحافظ الاستثمارية الصغيرة أو الكبيرة، وهذا يفسر شراء روسيا 48 طناً من الذهب في أكبر شراء شهري منذ عام 1988. وينصح كبار مديري الاستثمار الأفراد أصحاب رؤوس الأموال باستثمار ما نسبته خمسة إلى 10 في المئة‏ من قيمة محافظهم في الذهب وتوزيع البقية على أدوات استثمارية أخرى، وهذا توزيع يأخذ في الاعتبار عوامل العائد والأخطار.