أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    19-Sep-2017

مجلس محافظة المفرق.. قلبي معكم *احمد حمد الحسبان

 الدستور-لا ادري ان كنت قد أخطأت في فهم مهام وصلاحيات مجالس المحافظات؟ ام ان المعنيين الذين حاولوا التغطية على قصور القانون والأنظمة والتعليمات المتعلقة بتلك المجالس، لم يوصلوا الفكرة كما هي، ام ان الفكرة ما تزال غير ناضجة لديهم، وانهم اوصلوها بطريقة» مشوشة « وغير مفهومة؟ 

فمنذ البداية كان واضحا ان غالبية الأطراف المعنية بـ» اللامركزية»، بمن فيهم الحكومة تشكو من عدم وضوح الرؤية، غير ان بعض الاجتهادات اللاحقة حاولت تحسين الصورة ووجهت بعض الرسائل التوضيحية ضمن ذلك السياق.
ابرز الرسائل التي تم اطلاقها، تشير الى ان من بين مهام المجلس» اعداد موازنة المحافطة.. وتحديد الأولويات» التي يفترض تنفيذها.
وهذا يعني ان يعد المجلس قائمة بالاولويات والضروريات وصولا الى رقم مقترح للموازنة، يتم بحثه مع الحكومة، ومن بعد ذلك البحث في ادراج المشاريع على سلم الأولوية للتمويل من موازنة الدولة، مع مراعاة كافة العناصر التي يجب ان تؤخذ في الاعتبار، ومنها موقع المحافظة ومساحتها، ومستوى الفقر فيها، ومدى الحاجة الى تلك المشاريع. 
نعلم ان الدولة تعاني من شح الإمكانات المادية، وانه لا يمكن تامين التمويل لكل ما هو مطلوب من مشاريع وبخاصة المشاريع الخدمية الضرورية، وتلك التي لها علاقة بالبنية التحتية،وان البعض من المشاريع سيتم تاجيلها الى عام لاحق، والبعض منها يكون تمويله مرهونا بالحصول على مساعدات... وهكذا. لكننا لم نتخيل ان يأتي مدير عام الموازنة ليبلغ المجلس بان موازنتكم» تبلغ كذا» ومطلوب منكم وضع أولويات لانفاق هذا المبلغ مع علمهم بان الحاجة ماسة الى اضعافه، وان المحافظة بحاجة الى نفقات طوارئ تفوق اضعاف ذلك المبلغ. 
ولم نتخيل ان يكون المبلغ المخصص لمحافظة مثل محافظة المفرق التي وصفت في اكثر من موقع بانها» المحافظة المنكوبة»، بحكم تضاعف عدد سكانها اكثر من مرة فجأة، والتي باتت قراها ومدنها تعاني من ضغوطات ومن تحولات تعجز عن تحملها متواضع الى هذا الحد؟.
فالمجلس الذي ضم « نخبة النخبة» من أبناء المحافظة يعلم تمام العلم ظروف كافة المناطق، ولدى كل واحد منهم تصور شامل لمتطلبات المحافظة كاملة، ولديهم من الطموح ما يكفي لنقل كافة هموم وتطلعات أبناء المحافظة الى الحكومة وترجمة واقعها الى معلومات محددة يمكن جدولتها على مستوى التنفيذ. 
ومع انني لم اسمع عن ردة فعلهم حول اللقاء مع مدير الموازنة، الا انني احس بما شعروا به من خيبة امل عندما ابلغوا بان موازنة محافظة المفرق الممتدة ما بين حدود جرش والزرقاء واربد وحتى الحدود العراقية والسعودية تبلغ 19 مليون دينار فقط، وان مهمتهم تقتصر على» الاجتهاد» في كيفية توزيع ذلك المبلغ على مشاريع ذات أولوية. 
اشفق عليهم، كيف سيوزعون هذا المبلغ المتواضع على مساحات شاسعة، ضمن محافظة تزيد مساحتها عن مساحة لبنان، وعن متطلبات السكان في مجال الطرق والتربية والصحة والخدمات الاجتماعية والتنموية ومحاربة البطالة ومكافحة المخدرات؟ 
بالطبع هناك متطلبات كثيرة... وكبيرة.... لا يتسع المجال لذكرها هنا.... واعتقد ان المجلس رئيسا ومكتبا ولجانا وأعضاء قادرون على التفصيل اكثر من غيرهم في هذا البند.
مرة أخرى... كان الله في عونكم... رئيس وأعضاء مجلس محافظة المفرق...