أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    02-Oct-2019

زراعة الجوافة في غزة تصارع الآفات وملوحة المياه

 الأناضول: بدأ مزارعو الجوافة في قطاع غزة حصاد ثمار أشجارهم قبل أيام، لكن موسم هذا العام فقد ما يزيد عن نصف الإنتاج مقارنة بالسنة الماضية، بسبب انتشار آفات زراعية بشكل كبير، وازدياد ملوحة مياه الري.

فقد قضت آفة «النيماتودا» ونوع من الفطريات يسمى «الفيوزاريوم» على العشرات من أشجار الجوافة وثمارها، كما تسبب ازدياد ملوحة مياه الري في تدني جودة الإنتاج.
و»النيماتودا» ديدان دقيقة الحجم تعرف أيضا باسم «الديدان الثعبانية» وتعمل على تعقيد الجذور وتصيبها بالتقرحات الشديدة، وتؤثر على عناصرها الغذائية وتؤدي إلى ضعف عام وربما تقضي على الأشجار المصابة بها. ويقول مزارعون فلسطينيون أنهم خسروا 60 في المئة من إنتاجهم هذا العام من الجوافة، مقارنة بالموسم الماضي، الأمر الذي يهدد استمرار زراعة هذه الفاكهة الخريفية بشكل خطير خلال الأعوام المقبلة.
وفي إحدى أكبر مزارع الجوافة في منطقة المواصي، غربي مدينة خانيونس في جنوب القطاع، يحاول المزارع محمود زعرب (65 عاما) أن ينقذ ما يمكن إنقاذه من أشجار الجوافة في مزرعته، بعد أن غزتها آفة «النيماتودا»، عبر استخدام أدوية خاصة بمكافحتها.
ويقول زعرب في مقابلة «أعداد كبيرة من الأشجار أصابتها آفة النيماتودا، وقضت عليها أو أتلفت ثمارها، الأمر الذي تسبب بتناقص الإنتاج هذا العام بنسبة تصل إلى 60 في المئة.. إذا لم نستطع القضاء على الآفة العام المقبل، لن يكون هناك إنتاج».
ويضيف «وإلى جانب آفة النيماتودا، فإن فطر الفيوزاريوم أصاب مزارع مجاورة لمزرعتي، وتسبب بتلف أعداد كبيرة من أشجار الجوافة فيها». ويوضح المزارع زعرب أن ملوحة مياه الري تزداد بشكل متسارع سنويا، بسبب معدلات الاستهلاك العالية من المياه الجوفية، وتسرب مياه البحر والمياه العادمة إلى الآبار الجوفية.
ويطالب المزارع الفلسطيني وزارة الزراعة بأن تسارع إلى إنقاذ مزارع الجوافة من الهلاك التام بسبب الآفات الزراعية وملوحة المياه.
ويلفت إلى أن زراعة الجوافة تشغل المئات من الأيدي العاملة وتحقق إيرادات جيدة للاقتصاد الفلسطيني.
وينتج قطاع غزة نحو 3 آلاف طن من فاكهة الجوافة سنويا، ويتراوح سعر الكيلو غرام منها حسب جودتها ما بين 2-4 شيكل (الدولار يعادل 3.5 شيكل).
وحسب بيانات وزارة الزراعة في غزة، فإن متوسط إنتاج الدونم الواحد (1000 متر مربع) نحو 1.7 طن من الجوافة سنويا، فيما يقدر معدل استهلاك الفرد السنوي في قطاع غزة من الفاكهة الخريفية بـ 5 و6 كيلو غرامات.
ويبدأ موسم جني الجوافة في بداية سبتمبر/أيلول من كل عام ويستمر حتى منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، ويشارك المئات من العمال في قطف ثمار الجوافة التي يعتبر موسمها مصدر رزق جيد لهم.
وفي السياق، يقول أدهم البسيوني، المتحدث باسم وزارة الزراعة في قطاع غزة، ان مساحات الأراضي المزروعة بأشجار الجوافة في أنحاء القطاع بلغت نحو 2500 دونم خلال الموسم الحالي.
وكانت مساحة الأراضي المزروعة بالجوافة في غزة تبلغ 6 آلاف دونم في العام 2005، حسب بيانات رسمية سابقة.
ويضيف «الجوافة إحدى المحاصيل الإستراتيجية في قطاع غزة، وعليها إقبال من المواطنين، حيث يتم تسويقها بشكل جيد وبأسعار مناسبة في الأسواق «.
ويشير إلى أن أكثر ما يهدد قطاع زراعة الجوافة في غزة، هو ارتفاع نسبة ملوحة المياه بسبب الاستهلاك الجائر لها.
ويوضح البسيوني أنه يمكن للمزارعين التعامل بشكل فعال مع آفة «النيماتودا» وفطر «الفيوزاريوم»، عبر عمليات المكافحة المختلفة مثل تعقيم التربة قبل الزراعة ومعالجة الأشجار بعد جني الثمار.
ويشدد المتحدث باسم وزارة الزراعة على ضرورة زراعة أشجار الجوافة في المناطق التي تتوفر فيها مياه عذبة، وزراعة أشجار الزيتون والنخيل في المناطق التي تعاني من ارتفاع في نسبة ملوحة المياه. ويشير إلى أن علاج مشكلة ملوحة المياه، يكون عبر تقارب فترات ري أشجار الجوافة حتى لا تتركز الأملاح في جذور الأشجار وتتسبب بإضعافها.
وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية في قطاع غزة نحو 173 ألف دونم، منها 82 ألف دونم مزروعة بالخضروات، و71 ألف و400 دونم مزروعة بالفاكهة، وفق بيانات سابقة لوزارة الزراعة الفلسطينية.
ويساهم القطاع الزراعي في غزة بنسبة 4.3 في المئة فقط من الناتج المحلي الإجمالي للقطاع الذي بلغ العام الماضي 2.731 مليار دولار.