الطفيلة -الراي - أنس العمريين - يواصل العديد من الصيادين في محافظة الطفيلة، بالاستعراض عبر مواقع التواصل الاجتماعي بنشرهم لصور الماعز البري «البدن» والطيور بمختلف انواعها، منتهكين بذلك قوانين الصيد، والافتاك بالثروة الحيوانية دون الحاجة اليها أو الاستفادة منها.

ويستنكر المواطنون في المحافظة هذا السلوك الذي وصفوه بـ«المشين» والذي يعكس همجية مرتكبيه واستهتارهم بالثروة الحيوانية، مؤكدين أن من يقوم بالصيد الجائر يتجاهل تعاليم الدين الحنيف التي تنبذ مثل هذه التصرفات العبثية، معتبرين ذلك مخالفة تستوجب ايقاع أشد العقوبات على مرتكبيها.

ويتناول عدد من المغردين في مواقع التواصل الأجتماعي «الفيس بوك» و «التويتر» صورا لعدد من الصيادين وأمامهم أكواماً من الحمام البري والطيور المهاجرة، في ظاهرة يصفها المواطنون بالإبادة الجماعية»، معتبرين أن ما قام به الصيادون هو جريمة بحق البيئة والثروة الحيوانية، ومخالفة صريحة واعتداء سافر على الكائنات الحية، مطالبين بتدخل عاجل من الجهات ذات العلاقة لوقف مثل هذه الممارسات السلبية.

واشار المواطن بهاء المحيسن، الى أن الصيادين يتفاخرون ويتباهون بطرق ذبحهم الوحشية للماعز البري والبدن بهدف المتعة، باستخدام بنادق حديثة، ولا يكتفي الصيادون بذبح تلك الحيوانات البرية بطرق عدة بل يوثقون عمليات الصيد والذبح بالصور وكميرات الفيديو قبل ان يعرضوها على شبكات التواصل الاجتماعي على سبيل المباهاة، من دون رادع من الجهات المعنية.

وقال أحد هواة الصيد في الطفيلة احمد القطامين « أرفض قول أن هؤلاء الأشخاص هم أيضا صيادون، لأن الصيد نشاط نبيل له قواعده ومنها احترام توازن المحيط الطبيعي ولا شأن له بهذه المذابح التي يمكن أن تقضي على مئات الأنواع المحلية من الكائنات الحية، كما أن الدين والأخلاق يدينان هذه الأفعال غير المتزنة «، مشيرا إلى أن الصيد هواية وليس للشبع أو التكسب والواجب علينا الارتقاء بوعينا وإدراكنا حتى نحصل على القناص المثالي عندها لن نشتكي من قلة الصيد أو من سلوك خاطئ للصيادين.

من جهته، أقر مدير محمية ضانا الطبيعية المهندس عامر الرفوع وجود تجاوزات عديدة داخل المحمية التي تزيد مساحتها على (300) كيلو متر، وخارجها في مناطق متعددة من محافظة الطفيلة، مؤكدا على أن المحمية ضبطت خلال هذا العام أكثر من (37) صيادا مخالفا وتمت مصادرة اسلحتهم وتغريمهم، مشيرا الى ان المحمية أعدت خطة محكمة لضبط التجاوزات داخل المحمية وخارجها من خلال (500) جولة تفتشية تقوم بها كوادر المحمية، مبينا ان بعض هواة الصيد يذهبون للمناطق الوعرة التي تشهد تكاثرا للماعز البري والبدن خارج حدود المحمية ما يصعب متابعتهم وضبطهم.

يذكر أن قانون الزراعة رقم (13) لسنة 2015 يعاقب في المادة (56) فقرة (هـ) بالحبس مدة اربعة اشهر وغرامة مقدارها الفا دينار عن كل طير بري أو حيوان بري وتتم مصادرة الطيور البرية والحيوانات البرية والاسلحة والادوات المستخدمة في صيدها، وفي حال تكرار المخالفة لأحكام هذه المادة خلال سنة من ارتكابها تضاعف عقوبة الغرامة بحق المخالف.