أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    20-May-2020

لماذا يرتفع معدل البطالة في أمريكا بوتيرة أعلى؟
النشرة الدولية -
على مدار عقود، عكف خبراء اقتصاد أوروبيون على دراسة سوق العمل الأمريكي بإعجاب، ويشيدون من حين لآخر بمرونته وتفوقه، فضلا عن انخفاض معدل البطالة في الولايات المتحدة على مدار دورات اقتصادية متعاقبة.
وعند المقارنة بعدد من الاقتصادات في القارة العجوز، نجد أن سوق العمل في عدد من الدول الأوروبية يقل مرونة وديناميكية عن نظيره الأمريكي.
لكن مع ظهور أزمة فيروس "كورونا"، ارتفع معدل البطالة في الولايات المتحدة، وقفز بنحو 11.2% منذ فبراير، بينما زادت البطالة في ألمانيا على سبيل المثال بنحو 0.8% فقط.
أفاد محللو "جيه بي مورجان تشيس" في توقعات حديثة بأن معدل البطالة في أمريكا سيرتفع بنحو ثلاثة أضعاف الزيادة المتوقعة في أوروبا بحلول الربع السنوي الثالث هذا العام.
فسر محللون هذا الأمر بأن إجراءات الإغلاق بسبب "كورونا" في الولايات المتحدة تعد أكثر حدة عن نظيرتها في أوروبا.
على ما يبدو، ردت الشركات في أمريكا على أزمة "كورونا" خلال الأشهر القليلة الماضية من خلال زيادة  وتيرة تسريح العمالة بأسرع منها في أوروبا، وهو ما نتج عنه ارتفاع معدل البطالة بشكل تجاوز الارتفاع في القارة العجوز.
اتخذت الحكومات في كل من الولايات المتحدة ودول أوروبا إجراءات لدعم التوظيف بشكل طارئ رداً على تداعيات أزمة "كورونا"، لكن في أوروبا ، كان الدعم المالي ينصب بشكل مباشر على الشركات، وهو ما دفعها للاحتفاظ بالموظفين بشكل أكبر.
أما في الولايات المتحدة، فقد كانت طبيعة الدعم الحكومي مختلفة رغم أنها كانت أكبر بكثير من نظيرتها في أوروبا، لكن الإدارة الأمريكية ركزت على دعم دخل العمالة التي أصبحت عاطلة.
ضمن برنامج الحماية الأمريكية، استهدفت واشنطن دعم الشركات الصغيرة للحفاظ على العمالة لديها، لكن تغطية هذا البرنامج محدودة مقارنة بالبرامج المشابهة في أوروبا.
لم ينته الأمر بعد، لذلك، جدد رئيس الفيدرالي "جيروم باول" تحذيراته من الارتفاع الكبير في معدل البطالة وتباطؤ تعافي الاقتصاد الأمريكي، مطالباً بضرورة إطلاق برامج تحفيز مالي جديدة.
 
لا شك أن فيروس "كورونا" غير من طبيعة العالم بشكل عام، وتسبب في تغيرات جوهرية في الحياة الاقتصادية في كل من الولايات المتحدة وأوروبا، فقد انهار الاستهلاك وتواجه العديد من الشركات في مختلف الصناعات شبح الإفلاس.
على أثر ذلك، انهار الطلب بشكل مفاجئ وغير مسبوق على العمالة بدول جانبي الأطلنطي، وقفز عدد طلبات إعانة البطالة في الولايات المتحدة بشكل كبير بالتزامن مع تداعيات "كورونا".
يرى مراقبون أن تصاعد أزمة "كورونا" سيلقي بظلاله على الاقتصادات في أوروبا وأمريكا حتى بعد انتهاء الجائحة.
بدت العديد من الشركات مرنة فيما يخص العمالة لديها والعمل عن بعد، وهو ما عزز ثقافة العمل من المنزل.
أتاحت شركات مثل "فيسبوك" و"ألفابت" لموظفيها العمل من المنزل حتى نهاية العام الجاري، بينما وفرت "تويتر" لكافة موظفيها خيار العمل عن بعد متى شاءوا - أي حتى لو انتهت أزمة "كورونا".
ربما تخرج أمريكا في حال جيد من الناحية الاقتصادية مقارنة بدول أوروبا لعدة عوامل من بينها القدرات الاقتصادية وحجم برامج التحفيز المالي.
لكن تجدر الإشارة إلى أن وتيرة الإبداع في الولايات المتحدة تباطأت خلال السنوات الأخيرة، وفي ظل التنافسية الشديدة مع اقتصادات أخرى كما في أوروبا، ربما تؤدي أزمة "كورونا" إلى تغييرات غير متوقعة، فمن الممكن خروج القارة العجوز في حال أفضل.