وفي ظل ما يشهده الشهر الفضيل من ساعات طويلة للصيام ، تلجأ السيدات العاملات وربات البيوت الى شراء وجبات الافطار الجاهزة من المطاعم لأسرهن ، خاصة ان إعداد وتجهيز الطعام في البيت بعد انتهاء عملهن الرسمي يتطلب وقتا وجهداً إضافيا منهن.

وتقول روان عثمان، ان اسرتها وخاصة زوجها يتفهم ظروف عملها لساعات طويلة ، مشيرة الى انها تحرص على شراء الوجبات الجاهزة للافطار مع زوجها بعد انتهاء دوامها الرسمي. وتضيف روان « هذا الامر يريحني ويساعدني كثيراً في تلبيه متطلبات اسرتي»، مبينة ان الجيل الجديد من الأزواج يبدو أكثر تفهماً لظروف زوجاتهم العاملات، فمعظمهم غير متكلف في الطلبات وبعضهم يعتمد على الطعام الجاهز من السوق.

وتفضل ناريمان خلف شراء المأكولات والأطعمة الجاهزة من احد المطاعم القريبة من مكان سكنها ، مرجعة السبب في ذلك الى ساعات العمل الطويلة التي تقضيها في وظيفتها الحكومية.

وتقول ناريمان انه ما ان ينتهي دوامها وتصل الى بيتها تكون مرهقة ومتعبة ، لتجد نفسها في سباق مع الوقت لاعداد أطباق الشوربة والسلطات كونها لا تجد الوقت الكافي لإعداد وجبة الافطار الرئيسية لافراد اسرتها.

ولا تنكر ناريمان قدرة المطاعم في اعداد أنواع مختلفة من الوجبات الشهية وبجودة عالية على عكس ما يشاع احيانا عن قدرة تلك المطاعم في توفير وجبات بجودة «طبيخ البيت» ، على حد وصفها.

من جهتها تحرص منال العمري على شراء المستلزمات الخاصة باعداد الوليمة الرمضانية التي تقيمها اسرتها كل رمضان ، من خلال شراء اللحوم البلدية والدواجن اللازمة وإرسالها لأحد المطاعم القريبة بغيه اعداد وليمتها ، وهو امر كما تقول يسهل عليها عناء الطهو وقضاء ساعات طويلة في المطبخ لإعداد الاكل لعدد قد يصل في بعض الأحيان الى اكثر من خمسين شخصا.

وعزت العمري ان ارتفاع حجم اقبال الاردنيين على المطاعم الى ارتفاع اعداد المطاعم وانتشارها في كافة مناطق المملكة ، بالاضافة الى انشغال اغلب السيدات وربات البيوت في اعمالهن وعدم توفر الوقت الكافي لهن للقيام باعداد طعام الافطار لاسرهن ، الامر الذي يجعل الاعتماد على المطاعم شيء رئيسياً لدى العديد من الاسر.

ويرجع خليل العلي صاحب مطعم ، زيادة الاقبال على المطاعم من قبل الأردنيين في شهر رمضان المبارك ، الى ارتفاع اعداد المطاعم وانتشارها في كافة مناطق المملكة ، بالاضافة لانشغال العديد من سيدات وربات البيوت في اعمالهن وهو امر يجعل اعتمادهن على المطاعم شيئاً رئيسياً.

وحول اكثر الطلبات التي تصل الى مطعمه، يقول العلي ان المنسف يتصدر القائمة بدون منافس كأكثر المأكولات الشعبية طلبا خلال شهر رمضان، مرجحا السبب في ذلك كون اعداد المنسف يتطلب جهدا ووقتا ، بالاضافة الى ان الكثير من السيدات وربات البيوت لا يتقن طبخه بشكل جيد خاصة اذا كانت الطلبية لوليمة كبيرة. وبين العلي أن معظم المطاعم في المملكة شهدت تطورا كبيرا من حيث الارتقاء بمستوى الخدمة وجودة ونوعية المأكولات المقدمة ، بالاضافة الى الالتزام بقوائم الأسعار المحددة والمعلنة.