أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    19-Mar-2017

النفط: إعتمادية وتبعية 2* زيان زوانة
عمان اكسشينج - 
منذ اكتشاف النفط في المنطقة العربية في عشرينات القرن الماضي وحتى بداية سبعينياته ، كان الغرب الصناعي المستهلك للنفط ، وعلى رأسه الولايات المتحدة الامريكية ، يعتقد أن كل ما يتعلق بأمور النفط في العالم يسير لصالحه ، نتيجة وفرته وأسعاره الرخيصة وسيطرته على مواقع إنتاجه، وكانت تلك القناعة مستندة أيضا إلى حقائق عدة أخرى ، منها وجود فائض الاحتياطي الامريكي الذي جعل الإدارات الأمريكية المتعاقبة ، منذ عهد الرئيس أيزنهاور في العام 1959  وحتى أوائل  عام 1972 أن تضع سقوفا لإنتاجها النفطي الداخلي وتسعّره بأعلى من السعر                                      
 
 السائد في السوق العالمي ، وتضع سقوفا لمستورداتها النفطية من الخارج.                                      
 
ومن تلك الحقائق أيضا حالة الإنقسام العالمي بين قطبين ، غربي بقيادة أمريكا ، وشرقي بقيادة الاتحاد السوفياتي ، حيث كانت جميع الدول المنتجة للنفط حتى ذلك الوقت ، راضية بحاجتها للقطب الصناعي الغربي المستهلك للنفط لأسباب تتعلق بحمايتها من أية أخطار خارجية أو حتى داخلية ، إضافة إلى الأسباب الدفاعية والتجارية والسياسية والأمنية والتكنولوجية ، كما تتفهم حاجته لنفط رخيص يساعد في استمرار نمو اقتصاداته ورفاهية مجتمعاته ، ما جعل سياسات الدول المنتجة  طيعة لدول المعسكر الغربي المستهلكة .
 
وكانت الدول المنتجة للنفط تتنافس فيما بينها في التودد لأمريكا ، وتعرض عليها التنازلات النفطية أملا بحصة أكبر في السوق الامريكي ، بينما ترسم أمريكا استراتيجيتها وفقا لمصالحها محاولة ، مثلا أن توازن بين مطالب شاه إيران بزيادة حصته النفطية في السوق الامريكي وبين رغبتها في المحافظة على العلاقات مع الدول المنتجة الاخرى والمملكة العربية السعودية على رأسها ، بإمكاناتها الإنتاجية ومخزونها النفطي الهائل .
 
فعلى سبيل المثال ، ونتيجة لحاجة شاه إيران لبيع المزيد من البترول لتمويل خططه التحديثية  لإيران ، فقد عرض أثناء رحلته لأمريكا لحضور جنازة الرئيس الأمريكي أيزنهاور في آذار 1969 على الدكتور هنري كيسنجر ( مستشار الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون للأمن القومي ) أن يبيعهم مليون برميل نفط يوميا لمدة عشر سنوات بسعر دولار واحد للبرميل ليقوموا ببناء احتياطي لمواجهة خطر انقطاع النفط بسبب أي حرب يمكن أن تعيق تدفق النفط لهم ، وقد رفضت الإدارة الأمريكية العرض . وأعاد الشاه عرضه مرة ثانية على الرئيس نيكسون أثناء زيارته الرسمية لواشنطن في تشرين الأول من نفس العام ، الذي أبلغه رفضه للعرض فيما بعد ، بتوصية من كارتل شركات النفط الأمريكية السبعة.
 
الحلقة الأولى 
www.ammanxchange.com/art.php