أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    28-Apr-2018

قطيشات: الدول تتنافس على منح الجنسية للمستثمرين
الرأي - ملك يوسف التل - 
عندما تشتد الحاجة إلى قيادات موثوقة تضمن للتحديث الإداري أن يكون معززاً بالنزاهة والقدرة على اتخاذ القرار، فإن الأعين تتجه بحثاً عن أهدافها بين خريجي المدارس الأمنية.
 
هذا النهج ليس محصوراً في الأردن، بدليل أن إدارة الرئيس الأمريكية دونالد ترمب وهي تبحث مؤخراً، عن وزير للخارجية يستطيع أن يملأ كرسيه ويكون فاعلاً ضمن منظومة مؤسسية، فإنها لم تجد أفضل من مدير المخابرات المركزية.
 
عندنا، وفي معظم دول الشرق الأوسط، هذا النهج والقناعة ليست جديدة. والحديث مع الباشا مروان القطيشات يمكن أن يضيء على مبررات وصحّة مثل هذه القناعات. فالباشا مروان قطيشات مؤهل أكاديمياً بالقانون، والخدمة العسكرية، وبعد التقاعد من دائرة المخابرات العامة تقلّب على مسؤوليات مميزة في الإعلام والداخلية بالأحوال المدنية.
 
وفي كل ذلك كان، يوظّف ما تأصل فيه من تربية انضباطية معززة بالتواضع وبوضوح الرؤية والأهداف، محققاً مستوى إنجاز لا يكاد يختلف عليه اثنان.
 
عندما يصبح المسؤول خارج دائرة المسؤولية الوظيفية، يصبح حديثه في القضايا العامة، سياسية واجتماعية واقتصادية، أكثر ثراء وإجابة على الأسئلة التي ينتظر الناس إجابات حقيقية لها، وهو ما انتظرنا أن نسمعه من أبي عدي بعد أشهر قليلة من مغادرته دائرة الأحوال المدنية.
 
طرأت خلال السنوات الماضية تغييرات منهجية على العمل الاستخباري غيرت من الانطباعات التي شاعت عن هذا العمل أيام أجيال الستينيات والسبعينيات وما بعدها:
 
لقد التحقت بعملي بدائرة المخابرات العامة بمنتصف السبعينيات بعد مغادرتي لمهنة المحاماة، وبقيت إلى منتصف عام 2005، وتقاعدت برتبة لواء. ومنذ التحاقي آنذاك كانت الدائرة تمثل ضميراً واعياً تتجاوب فيه مع المتطلبات الدولية والإنسانية، حيث كانت منظمة الصليب الأحمر ومنظمة العفو الدولية تزوران سجن المخابرات وتطلعان علية بشكل دوري.
 
تلك المنهجية هي تجاوب وليس إملاء. هي نتاج للرؤى الهاشمية التي تقود البلد بحمد الله. و كان أحمد عبيدات يقود مقاليد الجهاز ولا أخفي إعجابي بهذه القامة. لقد شكل جزءاً من توجهي للعمل فيه. وخلال العشرين عاما التي عملت بها بشكل متواصل كنت ضد اليسار الشيوعي وفقا للنص القانوني الذي يعمل على مكافحة الشيوعية وتجرم بعض مواده من ينتمي أو يدعو له أو حتى مجرد حيازته لأي من منشوراته، وهو ما أتاح للدائرة إمكانية تحويل المئات بحكم القانون للمحاكم.
 
وأثناء خدمتي ما بين عامي 1975 إلى 1995 لم يزد عدد من تم تحويلهم عن أصابع اليد حيث تم السماح والتغاضي عن مئات المنح التي يوفرها اليسار في البلاد الاشتراكية، ومن الجانب الرسمي كان هنالك تغاضي بهدف إفساح المجال أمام الطلاب الذين عادوا لوطنهم ليساهموا ببنائه .
 
بطبيعة عملكم في الدائرة قبل ان تتحولوا إلى وزارة الداخلية ودائرة الجوازات والأحوال المدنيّة، والمطبوعات والنشر، ما الذي يمكن قوله ممن التغييرات التي حصلت في النهج وفي المعاملات، وماذا أكسبك عملك الاستخباري من صفات شخصية ووظيفية؟
 
قبل كل شيء أنا جزء من التركيبة الاجتماعية والجغرافية والإنسانية لهذا الوطن بكل الأبعاد والتفاصيل، وقد يكون واقع نشأتي بمنطقة مختلطة شعبية مكونة من كل تفاصيل الوطن وجغرافيته شرقها وغربها وشمالها وجنوبها قد شكّل أساساً فطرياً نحو قبول الآخر والتعامل بروح انفتاحية بسيطة واضحة، وقد كان ذلك بحمد الله طيلة فترات عملي سواء في الخدمة العسكرية أو المدنية.
 
وكمدير عام لدائرة المطبوعات والنشر ما بين 2005-2007 ومن خلال استغلالي لأدوات الحوار مع كادر تلك الدائرة ومع الصحفيين والإعلاميين لإنجاح العمل، أذكر خلال تلك الفترة المعرض الدولي للكتاب والذي انعقد في دمشق. وفي سبيل دعم دور النشر التقيت بدور النشر الأردنية هناك دعماً لهم رغم علمي بإمكانية وجود تحفظ أمني سوري بحقي بسبب خلفيتي الأمنية وقد تم إيقافي لبعض الوقت لدى الإخوة السوريين حتى سمحوا لي بالدخول وكانت معاملتهم أخوية.
 
لقد سمعت إطراء وترحيباً من أوساط عديدة معروفة بالوسط الصحفي والإعلامي في حينه، حتى أنه أثناء مغادرتي المطبوعات والنشر وبمقابلة حية على التلفزيون قال نقيب الصحفيين على الهواء أننا سنخسره في دائرة المطبوعات، كما أود الإشارة أنه خلال فترة عملي بالمطبوعات كنت سندا للقانون. وبدون توجيه من أحد اتخذت قرارا بمنع كتاب لوزير داخلية سابق، وكانت في حينه نوعا من المغامرة بموقعي لكنها مرّت بسلام.
 
وفي دائرة الجوازات عملت من عام 2007 ولغاية 2017، حيث بلغت الـ65 عاماً. وأذكر أنه تصادف ذلك يوم 18/3/2017 وهو عيد ميلادي، فأقمت حفلاً لبعض من الأخوة والأصدقاء احتفالاً واحتفاء وعرفاناً لإنتهاء عملي.
 
وبكل فخر خلال خدمتي في الجوازات حصلت الدائرة في عام 2016 ولأول مرة على جائزة الملك عبدالله للتميز في الحفل السنوي الذي أقيم بقصر الثقافة. وكانت المرة الأولى التي شرّف بها الملك عبدالله الثاني الدائرة بزيارته عام 2016 للحصول على البطالة الذكية.
 
كما شاركت الدائرة بتسجيل بيانات الناخبين لمجلس الأمة، والبلديات لأربعة انتخابات في أعوام 2007، 2010، 2013، 2016.
 
وما أذكره أيضا في تلك الفترة في الجوازات العامة أن مواطننا الأردني بسيط وطيب يستحق أن تقدم له أفضل خدمة بشكل سريع. فالأردني عاطفي. كان بعضهم يحضر إلى مكتبي يشتكون موظفاً نتيجة موقف معين وعندما يعلم المواطن أننا سنقوم بإجراء ضد الموظف يتوسط له لعدم اتخاذ أي إجراء بحقه.
 
كما ولمست أثناء خدمتي مع موظفي هذه الدائرة أنهم يمثلون فئة تقوم بجهود كبيرة لخدمة المواطنين رغم تواضع رواتبهم أسوة بدوائر ومؤسسات أخرى وهم يستحقون كل رعاية واهتمام نظراً لأنهم معنيون بحماية وإدارة السجل المدني لكل المواطنين.
 
تحضرني في هذا المقام والسياق قصة احتفاظكم بنفس أثات المكتب القديم عندما انتقلتم إلى مكتب جديد يومها قيل ان مخصصات الأثات وجهتموها لشراء مقاعد للمراجعين:
 
دائرة الجوازات كفرع من أفرع وزارة الداخلية محكومة في بند الموازنة، وكنا نمتثل لذلك، وأعتقد أن الأثاث ليس كل شيء في منظومة العمل، وعلى العكس كان أثاثنا جيداً ومتواضعاً، لكن همنا الأساسي يكمن بتسيير منظومة العمل بما يخدم المواطن.
 
أين انتهت الآن قضية سحب الأرقام الوطنية ؟ وما تقديركم لجدوى منح جوازات السفر والمواطنة للمستثمرين؟
 
سأتكلم عن الفترة التي مكثت فيها في الدائرة. وأعارض كلمة سحب أرقام وطنية، لأنه كان تطبيقا لقرار فك الارتباط مع إخواننا أبناء الضفة الغربية، وهذا جاء نتيجة القرار الذي صدر في 31/7/1988 الذي اعتبر كل من يقيم في الضفة الغربية فلسطيني الجنسية، وذلك تجاوباً مع طلبات أخوننا في منظمة التحرير والسلطة الوطنية الفلسطينية. وهذا التجاوب جاء لرفع سوية القضية الفلسطينية إلى المحافل الدولية.
 
حدثت أعراض جانبية للموضوع، فالشعب الأردني والشعب الفلسطيني تربوا على روحية واحدة، فعندما يطبق هذا القرار قد يحدث بعض الإرباكات، ولكنه كان تنفيذا لمتطلب فلسطيني وعربي. وقد امتثل الملك الحسين في حينه وكان أصعب قرار اتخذه في حياته، ولكن بناءً على هذه الضغوطات صدر قرار فك الارتباط. نحن في الجوازات نطبق هذا البند بشكل حرفي وواضح. وأعتقد أن هذه المشكلة حلت من عدة سنوات ولم تعد موجودة.
 
أما بالنسبة لمنح جوازات سفر فأعتقد أن كل دول العالم تفعل ذلك. فنحن نعيش حالياً في وضع اقتصادي ضاغط على كل دول الإقليم والمنظمة. كل الدول أصبحت تتنافس لاستقطاب المستثمرين لكي تقوي قواعد الاستثمار في البلد. هذا الأمر موجود في عدة دول مثل قبرص وتركيا وكندا، وأعتقد أننا تأخرنا قليلاً، ولكن عملية إصدارها مفيدة حيث يدخل رأس المال للبلد لدعم اقتصادنا وتحفيزه.
 
باعتبار الباشا من أبناء السلط، هل تجدون مناسبا الحديث الآن، وبعد هدوء الشارع، بان تطرحوا وجهة نظر شحصية في نوعية الحراك الذي شهدته المدينة قبل شهر ونيف؟
 
قد لا أكون مطلاً على كافة تفاصيل وجوانب هذا الحراك وقد يكون ذلك تقصير مني، أو بسبب وجودي بالولايات المتحدة لمدة أربعين يوماً أثناء بدء الحراك.
 
ومما أقوله بهذا المجال أن شباب المدينة خصوصاً والمحافظة عموماً يتمتعون بدرجة كبيرة جداً من الوعي والوطنية وتقدير مصلحة بلدهم وهم يؤمنون بالقيادة الهاشمية راعياً وحامياً للوطن، لكن لديهم وجهة نظر بالأداء الحكومي والغلاء، وأعتقد أنه على الجهات الحكومية السماع لوجهات نظرهم.
 
ما مدى ارتباطك بمخيم الحسين؟
 
أبناء السلط، وأنا أحدهم، هم جزء من النسيج الوطني الاجتماعي..عندما ولدت في العاصمة عمان عام 1952، كان بيتنا ملاصقاً لمخيم الحسين في الوقت الذي تم فيه بناء المخيم، وعشت طفولتي وحتى الجامعة في ذلك المكان، وكنا لا نشعر بأي فرق أو اختلاف عن محيطنا، وهنالك إخوان من أصقاع مختلفة سكنوا السلط، حيث أذكر أنني كنت في بداية الستينيات في عمر العشر سنوات برفقة الإخوة من المنطقة الذين يسكنون قربنا، أذهب معهم لاستلام المؤن، ومنهم أشخاص معروفين ولهم باع في العمل السياسي والعمل الحكومي منهم حمادة الفراعنة، وعميد كلية التربية الرياضية فائق أبو حليمة، وغيرهما. كنت برفقتهما لاستلام المؤن وبعدها أذهب إلى والدتي، حيث أنني كنت أجهل الحقائق، وأسألها: لماذا نحن لا نحصل على المؤن؟ فكانت تجيبني: بأن هؤلاء الإخوة ممن لجأوا من فلسطين ونحن لسنا لاجئين.. كنا في تلك الفترة، وما زلنا، نعيش الهم الوطني والفلسطيني كأبناء بلد واحد، وهكذا أبناء السلط، ولا أتكلم من باب الجهوية أو التحيز ولكنهم في الجانب الفلسطيني ذهب منهم شهداء وفي كل مكان، وهذا أمر محسوم.
 
استراحة
 
طفولتك
 
ولدت في عمان عام 1952، ودرست الابتدائي في مدارس جبل الحسين ومن رغدان الثانوية تخرجت، ثم تابعت دراستي الجامعية في سوريا حيث التحقت بكلية الحقوق في جامعة دمشق، وأذكر أن رسوم الجامعة كانت خمسة دنانير، ولم أكن حزبياً، وهذا ما يسجل لسوريا وانني أدين بمحبة تاريخية لهذه الدولة التي درست فيها، والتي أحبها وأعزها.
 
ذكرياتي في جبل الحسين
 
مدير المدرسة هاني أبو عبود كان من المميزين في الشخصية القوية.. إنساني ومثقف، ومساعده إبراهيم الجراح، وفي التربية الرياضة خالد الصلاج.. ومن الزملاء النائب رائد حجازين كان من الطلبة المميزين والمتفوقين، وايضاً وجدي صقر وغيرهم غيبتهم الذاكرة.
 
في المدرسة قبل سنة الثانوية العامة حدثت معركة الكرامة في عام 1968، كنا طلاب ثانوي وتنادينا مع مجموعة طلبة وذهبنا إلى الكرامة للتطوع. وأذكر أن أهلي بدأوا في البحث عني.
 
العمل الوطني كان يجذب الإنسان الأردني وما زال، وأنا جذبني العمل الوطني وأنا من السلط، أبناء السلط سباقون بالتجاوب مع القضية الوطنية.
 
عشت طفولة لطيفة وبسيطة في منطقة مختلطة بجانب إخواننا ممن هاجروا عام 1948، فكنا في تجاور سكني، وأذكر في فترة الصيف كنت أذهب معهم لنبيع المثلجات في العطلة الصيفية. وهناك قصة طريفة حصلت معي، حيث كان والدي موظفا في وزارة المالية في الستينيات. رآني على باب الوزارة وسألني: ماذا تفعل هنا؟ وطردني.
 
كانت طفولتنا بسيطة في مجتمع متضامن، حتى وأثناء خدمتي في المخابرات في رتبة عقيد كنت أسكن في تلك المنطقة الشعبية في جبل الحسين، وشعوري بأن كل أبناء المنطقة هم حمايتي ويحمونني.. مجتمعنا يتميز بالطيبة والخلق ونحن أبناء مجتمع واحد في وطن واحد.
 
حسب طبيعة عمل والدي، انتقلنا في نهاية الخمسينيات إلى إربد، وسكنا بجانب مدرسة العروبة وأذكر من جيراننا صلاح أبو زيد، وصبحي أبو غنيمة.
 
في الثانوية كانت لي بعض الاهتمامات الرياضية الخفيفة، وكنت أتردد على النوادي الرياضية، وانخرطت أيضاً في العمل الكشفي مع زملاء المدرسة.