أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    02-Apr-2019

شعارات اقتصادية كاسحة*عصام قضماني

 الراي-يحلو للبعض أن يقول بأن الأردن يعوم على بحر من الثروات فهي إما غير مكتشفة لمؤامرة تختبىء خلف الستار أو أنها نهبت.

 
مثل هذه الشعارات الكاسحة يطل علينا بها خبراء تنقل الصحف تصريحاتهم بإعتبارها حقائق يتلقفها الرأي العام لتدور بعدها دوامة الأسئلة, هل هي شعارات الغرض منها الإثارة أم أن لها مقاصد أخرى؟ لماذا كلما خاض الأردن معركة ما على الساحة الدولية تنطلق مثل هذه الأقاويل من عقالها ؟
 
الجبهة الداخلية لا تقوى بالشعارات السياسية فقط فالإقتصاد والثقة فيه الدور الأهم ومن ذلك أن ثروات الأردن نهبت أو بيعت بثمن بخس, وآخر ما حرر أن الأردن يعوم على ثروة نفطية تكفيه 100 عام, ولم أتبين ما إن كان المقصود هو الصخر الزيتي أم النفط التقليدي الذي نعرفه وعلى الأرجح أن المقصود هو النفط إنطلاقا من أن الأردن لا يمكن أن يكون جزيرة جافة وسط بحر لا ينضب من هذا الذهب الأسود.
 
في الثروات أيضا يتردد أن الفوسفات والبوتاس بترولا الأردن ولولا أنهما بيعتا لكان مردودها يكفي ويغنينا عن المساعدات والقروض ويخرجنا من أزمتنا وهكذا !! والحقيقة أن الحكومة والضمان لا زالتا المالك الأكبر في هاتين الشركتين مع أن الواقع الرقمي يقول أن الفوسفات والبوتاس والمحاجر لا تسهم بأكثر من 9ر2% من الناتج المحلي الإجمالي، أي أنها أقل من الماء والكهرباء.
 
لا غرابة والحالة هذه إذا أشاع خبراء تتنافس الصحف على نقل تعليقاتهم وصدقهم مواطنون بأن البترول موجود في الأردن وأن عدم إستخراجه مؤامرة، وأن هناك قرارا سياسيا دوليا يحول دون إستخراجه لخنق الأردن وإبقائه ضعيفاً يعتمد على المنح والقروض المشروطة بقبول حلول سياسية بل أن الضغط في هذا الجانب يتزايد للقبول بماسمي بصفقة القرن فما أن نقبل بها حتى تنفتح السماء لتقذف علينا وابلاً من الدولارات !!.
 
اليابان من أفقر البلدان في الموارد الطبيعية فليس لديه فوسفات ولا بوتاس ولا نفط طبعا ومع ذلك استطاع أن يبني ثاني او ثالث أكبر اقتصاد في العالم، لم تنخر جسده الشائعات ولا الخلافات أو الإختلافات حتى بعد أن أعلن إستسلامه للفائزين بالحرب العالمية الثانية التي يفترض أن يبقى بعدها تحت الركام الى نهاية الدنيا.
 
الشعارات الإقتصادية الكاسحة هي ما يثبط العزائم وهي «السوس» الذي ينخر جسد البلد وإن كان التشكيك السياسي في المواقف بالغ التأثير فإن الشعارات الاقتصادية غير المسؤولة تضعفها وتنهك قوتها.