أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    12-May-2022

شركات النفط والغاز الأوروبية العملاقة تتجه نحو الهيدروجين

 روتردام – أ ف ب: بعدما عملت طيلة 20 عاماً في قطاع النفط والغاز، قررت تاتيانا بلوك أن تغيّر مسارها المهني لتصبح مستشارة في مجال الهيدروجين الأخضر في هولندا، لإنها تسعى إلى «تزويد المجتمع بالطاقة» وتريد أيضاً محاربة الاحتباس الحراري.

إلّا أن استخراج الغاز الطبيعي والإنتاج الصناعي للهيدروجين الأخضر عمليتان مختلفتان تماماً، لكن نقلهما وتوزيعهما لهما الكثير من القواسم المشتركة. «ففي الحالتين، هناك غازات وخطوط أنابيب، ويمكنني توظيف خبرتي هنا»، حسبما قالت بلوك في مقابلة خلال القمة العالمية للهيدروجين في روتردام هذا الأسبوع.
وكانت قد عادت إلى الدراسة الجامعية لنيل شهادة ماجستير في الطاقة المستدامة في عام 2020.
وتندفع كبرى الشركات الأوروبية نحو إنتاج الهيدروجين الأخضر، إلى جانب الشركات العملاقة للغازات الصناعية مثل الشركة الألمانية «ليندي» والفرنسية «إير ليكيد» «والأمريكية «إير بروداكتس»، بالإضافة إلى الشركات المتخصصة بالطاقات المتجدّدة ومجموعة من الشركات الناشئة.
كانت شركتا «شِل» و»بي.بي» الراعيان الرئيسيان للقمة التي عُقدت في روتردام، إلى جانب «آرامكو السعودية». وترعى الشركتان الفرنسيتان «إنجي» و»توتال إنرجي» القمة الباريسية «هيفولوسيون»المكرّسة أيضاً للهيدروجين هذا الأسبوع.
ويقول أحد مصنّعي المعدّات في القطاع «يشير وجود كل هذه الشركات في هذه المعارض إلى أنهم يشاركون في التحول رغم أن الهيدروجين ليس مجزياً بالنسبة لهم حتى اللحظة».
وهو ما عبر عنه منظمو جناح شركة «شِل» في معرض روتردام، حيث تحاول الشركة للمرة الثالثة في 25 عاماً تطوير نشاطاتها في مجال الهيدروجين.
وتوضح ليزا مونتاناري، المديرة التجارية في «شل» في هولندا، أن الهيدروجين هو «السكين السويسري للانتقال» إلى استخدام الطاقات النظيفة، نظراً لتعدّد استخداماته.
وتنشط «شِل» أيضاً في بناء الآلات المستخدمة لإنتاج الهيدروجين والمُحللات الكهربائية التي تفصل الهيدروجين عن الأوكسجين في الماء. ويتطلب تشغيل هذه الآلات الكثير من الكهرباء، وعندما تأتي الكهرباء من مصادر متجددة يقال أن الهيدروجين «أخضر».
وتُطوّر شركة «شِل» نفسها أيضاً للمساهمة في إزالة الكربون من الصناعات الثقيلة، وتشجيع التنقل بالشاحنات والقوارب والطائرات العاملة بالهيدروجين، وحتى في استيراد وتصدير الهيدروجين.
وتضيف ليزا مونتاناري «نتوقّع أن يكون هناك نقص في الهيدروجين في شمال غرب أوروبا»، ما يعني أن من الضروري ايجاد موانئ لاستيراد الهيدروجين عبرها.
ولغاية الآن لا تزال الالتزامات المناخية لشركات النفط – أي الوصول إلى صفر انبعاثات لغازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2050 – تفتقر إلى المصداقية، وتستند إلى تقنيات لم يتم إثبات فعاليتها على نطاق واسع، حسبما جاء في تقرير حديث من معهد «كاربون تراكر» للأبحاث.
ويقول توم هيوتن، مدير مكتب الاستشارات البريطاني «إي4 تِك» أن شركات النفط هي «أكثر من يتوجّب عليه العمل (…) وأكثر من يحتاج إلى الانتقال» إلى الطاقات النظيفة.
ويلفت معظم المحللين الذين تواجدوا في معرض روتردام إلى أن أزمة الغاز في أوروبا والغزو الروسي في أوكرانيا هما «محرّكان أساسيان» للتخلي عن بعض الاعتمادات في مجال الغاز.
ويشير هيوتن إلى أن شركات النفط مستهلكة كبيرة للخام في عمليات التكرير الخاصة بها، ما قد يدفع شركة «شِل» إلى الاستثمار في بناء محلل كهربائي بقوة 200 ميغاوات في ميناء روتردام قد يؤمّن تغذية بالهيدروجين لـ2300 حافلة يومياً إذا وُجدت حافلات عاملة بالهيدروجين يوماً ما. وفي هذه الحالة، سيعمل المحلل الكهربائي من خلال كهرباء تولّدها مزرعة رياح بحرية في بحر الشمال افتُتحت في العام 2020.
غير أن قطاع النفط والغاز يُصنّف في المرتبة الرابعة بين القطاعات التي تهتمّ باستخدام الهيدروجين الأخضر، حسب طارق حلمي وهو مستشار لدى «ديلويت» الاستشارية.
وتأتي قبله الشركات المصنّعة للأمونيا والتي تتعرّض لانتقادات كثيرة بسبب انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون التي تؤثر على توازن الكربون في الزراعة، لأن الأمونيا تستخدم لصناعة أسمدة النيتروجين، وكذلك قطاع الميثانول وقطاع صناعة الصلب الذي يمكنه إزالة الكربون من إنتاج الصلب الذي ينبعث منه الكثير من ثاني أوكسيد الكربون، باستخدام الهيدروجين بدلاً من الفحم لإزالة أكسدة خام الحديد.