في كانون الاول الماضي أمر دولة الرئيس الدكتور هاني الملقي بإخلاء عدة عمارات في جبل الجوفة بسبب تصدعها. وتعاون المهندس وجيه عزايزة وزير التنمية الاجتماعية والدفاع المدني وامانة عمان فتم نقل وإيواء 52 أسرة كانت تسكن تلك البنايات في الفنادق القريبة. كنت شاهدا على دور استغاثة وتنسيق فعال للنائب البلدوزر المحامي يحيى السعود الذي كنا على عشاء في منزله على شرف السفير القطري.

انهار جزء من بناية في تموز الماضي أدى الى وفاة شاب في الـ 17. وفي أواخر أيلول الماضي انهار جزء من بناية في الصويفية بسبب حفرية قام بها المالك. كما تم التنبه لوضع إحدى البنايات قبل انهيارها. مما يستدعي شكر أبنائنا مهندسي امانة عمان الذين حذروا من الأبنية الآيلة للسقوط والانهيار.

نحن على أبواب الشتاء الان، حيث تصبح التربة رخوة ومهيأة للانزلاق واقل تماسكا وقدرة على مقاومة الضغوط التي تشتد عليها.

وليس بعيدا عنا، الزلزال العنيف المدمر، الذي ضرب العراق وايران مساء الأحد 12 تشرين الثاني الحالي بقوة وصلت إلى 7.3 درجة في مدينة حلبجة العراقية و7.6 درجة في مدينة كرمنشاه الإيرانية حيث كان مركز الزلزال.  

ولقد شعرت بالهزة الأرضية عموم مناطق العراق. ووصل تأثيرها إلى إيران والكويت والإمارات العربية المتحدة. وقد تجاوزت حصيلة ضحايا الزلزال 450 قتيلا ونحو 6500 مصاب في إيران. ونحو 8 قتلى و320 مصابا في العراق. والذي أثار ذعر فرق الإنقاذ حسب تصريحات المختصين، هو سلامة وصلاحية البنايات القديمة والسدود.

تتكدس الأبنية القديمة وتنتشر في العديد من المدن الجبلية الأردنية - وكثير منها مخالف ومتجاوز ومتعدٍ - وابرز هذه المدن، التي تتوكأ أبنيتها على أبنيتها، في تشكيلات هندية معمارية خلابة فرضتها طوبوغرافية المنطقة، هي عمان والسلط وعجلون والطفيلة والفحيص وجرش، التي من الواجب الوطني، الإسراع في الكشف على أبنيتها للتأكد من سلامتها وصلاحيتها وللاطمئنان على سلامة أهلنا القاطنين في تلك المدن.   

مطلوب حملة وطنية تقوم بها اليوم قبل الغد، أمانة عمان الكبرى والبلديات ووزارة الأشغال العامة والدفاع المدني ونقابات المهندسين والمقاولين والجيولوجيين فتشكل فرقا هندسية متخصصة تتولى مسح الأحياء الشعبية المكتظة، التي تبنى عاموديا، للتأكد من سلامة الأبنية القديمة، وخطر او عدم خطر، الإضافات والمخالفات التي تمت على تلك الأبنية.