أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    13-Jan-2019

مزارعون: لم تعد تربیة المواشي مجدیة جراء أکلاف رعایتها المرتفعة
عبدالله الربیحات
عمان–الغد-  ”لم تعد تربیة الماشیة (أغنام، أبقار؛ دواجن؛ إبل) مجدیة“؛ فقد أصبحت تشكل ”معاناة لمربیھا، بسبب ما یتكبدونھ من أكلاف لرعایتھا، مقارنة بالجدوى الاقتصادیة التي ینتظرونھا من الاتجار بھا“، وفق مربي ماشیة.
وقال مربون؛ إن ”أسعار الأعلاف ارتفعت كثیرا، وھي لا تتوقف عن الزیادة، إذ بلغ طن الشعیر 175 دینارا، ویباع الى باقي المربین، عند مستوى 210 دنانیر للطن، وفق تعلیمات وزارة الصناعة والتجارة والتموین.
ولفت المربون الى أن ”الوزارة حددت سعر بیع الشعیر للشركات المستوردة للمواشي الحیة عند 210 دنانیر
الحر عند مستوى 170 دینارا، لباقي المربین، وغالبا لا تصرف لھم“.
المربون الذین وقعوا بین مطرقة ارتفاع أسعار الاعلاف، وأكلاف أعمال تربیة المواشي الأخرى، شكوا من سیطرة المستوردین على سوق الماشیة بالكامل، حتى بات من الصعوبة بمكان، تصریف أغنامھم في موسم عید الأضحى، وھو الموسم الأمثل لتجارتھم.
رئیس الاتحاد النوعي لمربي الدواجن السابق عبد الشكور جمجوم، قال ان ”تراجع أسعار الماشیة، أضر كثیرا بأصحاب ومربي الثروة الحیوانیة“، عازیا ذلك للظروف البیئیة، وما تمر بھ المملكة من ظروف، وما تعانیھ بسبب أحوال دول مجاورة، تلقي بظلالھا على الأوضاع عموما.
وأضاف جمجوم؛ أن قطاع المواشي یواجھ مشكلة عدم استقرار في أسعار الأعلاف؛ ما ینعكس سلبا على مربیھا، وبالتالي یوجب دعمھا، بخاصة الشعیر، اذ طالب بتخفیض أسعاره، ودعم أسعار الأعلاف، وإحیاء صندوق دعم الثروة الحیوانیة.
احد مربي المواشي في عمان محمود سلیمان عواد؛ اكد ان كبار المستوردین یسیطرون على
سوق المواشي بالكامل، ما أدى لكساد المواشي المحلیة، لأنھم یعتمدون على المستوردة ویتلاعبون بأسعارھا، كما یحلو لھم، فیرفعون أسعار نوعیات ویخفضون أخرى.
ولفت الى أن ذلك؛ تسبب بانخفاض أسعار الأغنام المحلیة، مقارنة بالمستوردة، برغم جودتھا، فھي تتغذى على أعلاف طبیعیة 100 ،% بعكس الحیوانات المستوردة التي تتغذى على أعلاف صناعیة وحقن تسمین.
وأضاف عواد؛ إن ”أسعار الأعلاف أصبحت فوق طاقة مربي الأغنام والمواشي عموما؛ إذ ارتفع طن الشعیر المدعوم إلى 175 دینارا، وغیر المدعوم اضعاف ھذا السعر، لذلك نطالب بدعم الثروة الحیوانیة، وشمول المواشي بدعم الاعلاف، حتى الابل لدعم الثروة الحیوانیة“.
مربي المواشي سلطان الجبور، قال أصبحت ھذه المھنة صعبة للغایة، وغیر مجدیة اقتصادیا، فقد أضحت تشكل عبئا اقتصادیاً على مربي الثروة الحیوانیة، لعدم توافر الدعم المناسب لمربي الثروة، فالأعلاف ترتفع باستمرار، دون تدخل من أي جھة لكبح جماح ارتفاع الأسعار.
وأضاف الجبور أن تجارة المواشي، تعرضت لخسارة تقدر بـ 27 ألف دینار في الأعوام السابقة، نتیجة ارتفاع أسعار الأعلاف والتطعیمات والعلاجات، فلم أتمكن من بیع أغنام إلا بما قیمتھ 9 آلاف دینار في عید الأضحى، وھو الموسم الأنسب لھذه التجارة.
ولفت الى ان ھذا المبلغ؛ لا یغطي إلا ربع ما أنفق ثمناً للأعلاف والمطاعیم والعلاجات لنحو 200 رأس غنم في المزرعة، إذ لا تقل المصاریف الشھریة للعنایة بھا عن 3 آلاف دینار.
ولم یقف الجبور عند ھذا السبب، اذ اشار الى احتكار مستوردین لسوق الماشیة، وتحكمھم بھ، ما
أدى لخفض أسعار الأغنام المحلیة، وارتفاع المستوردة، وبالتالي تسبب في كساد تجارتنا للمواشي المحلیة، وبیعھا أصبح خسارة لنا.
وقال أفضل ذبحھا وإطعامھا لأھل بیتي وضیوفي وأقاربي على أن أبیعھا بأقل من سعر التكلفة، لكنني لن أترك ھذه المھنة، فھي مھنة الآباء والأجداد، وسأظل متشبثاً بھا، للحفاظ على الثروة الحیوانیة في المملكة، وتوفیر الأمن الغذائي وتحقیق الاكتفاء الذاتي.
المربي أحمد الطراونة، ویملك 200 رأس غنم، قال صرت أفضل استثمار ما املكھ من أغنام أقوم بتربیتھا في إطعام أھل بیتي وضیوفي، على أن أبیعھا، إذ لم أستطع ھذا العام، بیع أي رأس غنم، وما أنفقھ علیھا من طعام وعلاج، لا یساوي ربع قیمتھا.
وأضاف أن أسعار الأعلاف في ارتفاع مستمر، وأجد معاناة كبیرة في تلقیح المواشي ضد الأمراض المعدیة، كما یعاني المربون من نقص حاد في الأطباء البیطریین، لافتا الى أن المنطقة الجنوبیة، لا یوجد فیھا سوى طبیب بیطري واحد، وھو لا یمكنھ معالجة مئات الآلاف من الأغنام المنتشرة ھناك.
واشار الطراونة الى وجود عجز في المطاعیم والعلاجات، لقلة توافرھا في صیدلیة المنطقة، مبینا أن المربین یشترون غالبیة علاجات مواشیھم ولقاحاتھا من صیدلیات وعیادات طبیة خارجیة، دائما ما تستغل حاجتنا، فترفع أسعار الأدویة بأكثر من قیمتھا أضعافا مضاعفة.
تاجر المواشي في محافظة مادبا محمد الزن؛ بین أن عدم توافر أعلاف مدعومة، جعلنا تحت رحمة تجار الأعلاف، والذین یرفعون الأسعار كما یحلو لھم، وتتفاقم المشكلة عندما لا نجد اعلافا مدعومة، وكذلك توزیعھا على أشخاص، لیس لدیھم مواش أساسا، ما یجعلنا غیر قادرین على إیجاد كمیة الأعلاف التي تحتاجھا مواشینا، فنضطر لشرائھا من السوق السوداء بأسعار خیالیة.
وطالب الزن من وزارتي الصناعة والتجارة والتموین والزراعة؛ توفیر الأعلاف لمواشي المربین؛ على أن توزع عن طریق بطاقات دعم، لمالكي المواشي الفعلیین، وحسب نوع المواشي، وعددھا لدى كل المربین في المحافظات، لتعزیز الثروة الحیوانیة.
كما طالب الزن بضرورة وقف استیراد المواشي الحیة واللحوم المجمدة، وإیجاد حلول جذریة للمشاكل والتحدیات التي تواجھ ھذا القطاع، وإیقاف ضریبة التصدیر علیھ.
بدورھا؛ اكد مصدر في وزارة الزراعة، ان ھناك دراسة لإلغاء ضریبة التصدیر على المواشي البلدیة، وجرى تخفیض 30 دینارا لطن الشعیر، بناء على قرار سابق لمجلس الوزراء، مؤكدا ان دعم الاعلاف یصل إلى مستحقیھ، اذ ان الوزارة توفر المطعوم والعلاجات طول السنة لمربي الثروة الحیوانیة حسب المتوافر لدیھا