الراي-عندما توضع النقاط على الحروف في الشركات والمؤسسات الخاصة وحتى العامة ،فان الكثير من الحقائق المخفية والمغيبة أو المتلاعب بها ستتكشف .
 
400 الف دينار سنويا تخصصها الفوسفات لمستشارين لا يستشارون ،وجلهم لا يعرف الا الواسطة التي دفعت به لأخذ شيك اخر الشهر بالاف الدنانير - ومنهم من لم يغلب نفسه - بل يذهب شيكه الى حسابه البنكي .
 
مئات الالاف تمنح تحت مسمى خدمات اعلامية واعلانية وقانونية ،وتخصص مثلها لخدمة المجتمع المحلي /والعاملين في الشركات يلامسون الحد الادنى من الرواتب ،ومنهم يرى السخاء للاخرين وهم يتضورون جوعا .
 
قافلة سيارات من احدث الانواع توضع لخدمة الادارات العليا ،والشركة تعجز عن شراء الية لادامة الانتاج .
 
الديكورات والاثاث والسكرتارية تجدد كلما جاء رئيس لمجلس الادارة اومديرا عام للشركة ،بكلف لو استغلت لانعشت الشركة .
 
مكاتب ارتباط تفتح للشركات والجامعات في عمان ،وكبار المسؤولين غائبون عن المواقع والميدان ،وقد لا يعرفونها ،ومخصصات مكاتب عمان ورواتب موظفيها تنال نصيب الاسد من الموازنة والمصاريف، أما رجال الميدان فلا يعرفون المدراء وكبار المسؤولين ،الا حين ترسل لهم الاوامر بزيادة الانتاجية والاخلاص والتفاني في العمل .
 
التلاعب بالارقام سواء ربحا أو خسارة بمسميات لا تخطر على بال ،وتنقل النفقات من بند الى بند حماية للمسؤول ،وتلبية لعزائمه ورفاهيته وكلها بفواتير قانونية .
 
مكآفات وبدل سفر للادارات العليا تفوق رواتبهم ،وبدل اجازات سنوية كاملة ،حتى لو امضوا جل ايامهم خارج المؤسسة .
 
لا داعي للقول ان الشركة متعثرة ونجهد انفسنا بالبحث عن حجج واهية ، صحيح ان الاوضاع التسويقية صعبة لكن التعثر جله من صنع الادارات العليا ،والمتدخلين في أعمالهم ،ومن وضعهم في مثل هكذا مناصب .
 
الادارات الكفؤة تخفض الخسائر على حساب رفاهيتها وسفراتها /وليس على حساب عمالها .
 
حكايا الشركات اكبر مما نظن ،ولكن الحلول ليست صعبة ،واصلاح الشركات ممكن ،اذا خلصت النية ،ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب ،دون وصاية بل بمحاسبة ورقابة صارمة .