أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    20-Aug-2019

ليبيا تُسَيِّر محطات وقود متنقلة إلى غرب البلاد لمواجه صعوبة وصول الإمدادات

 رويترز: ينطلق أكرم الجليدي، الموظف الحكومي في ليبيا بسيارته إلى ضواحي العاصمة الليبية طرابلس في رحلة تستغرق 90 دقيقة كل أسبوع، لملء خزان سيارته من محطة وقود متنقلة.

وعادة ما ينتظر ساعات حتى يتحقق له مراده. وأحيانا يعود خاوي الوفاض مع اشتداد نقص الوقود. وصلت الحرب إلى طرابلس ومناطق في غرب ليبيا منذ بدأت قوات موالية لخليفة حفتر، القائد العسكري للجيش الوطني الليبي في شرق البلاد، حملة للسيطرة على العاصمة الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليا.
لم تتمكن قوات حفتر من اختراق الضواحي الجنوبية للعاصمة، لكن الصراع تسبب في نزوح أكثر من 100 ألف شخص عن بيوتهم في المدينة وحولها، وأثَّر سلبا على إمدادات المياه والكهرباء والوقود.
ولأن سائقي الشاحنات يرفضون تسليم الوقود إلى محطات البنزين في مناطق الصراع، أرسلت «شركة البريقة لتسويق النفط «المملوكة لـ»المؤسسة الوطنية للنفط، شاحنات صهريج لتزويد أصحاب السيارات بالوقود في الشوارع.
وقال صاحب سيارة ينتظر دوره عند واحدة من هذه المحطات المتنقلة «نحن شعب يشتهر بالنفط… لكننا مضطرين إلى الوقوف طوابير معظم اليوم للحصول على البنزين. لا معنى لذلك». ويعتبر الناس سياراتهم ضرورية في بلد لا توجد فيه وسائل مواصلات عامة تُذكر، ويواجهون فيه قضاء وقت طويل في الذهاب إلى العمل وشراء الغذاء واحتياجاتهم المنزلية.
ومُنِيت ليبيا المُصَدِّدرة للنفط بنقص في الوقود منذ انزلاق البلاد إلى حالة فوضى في 2011 عندما أطيح بالزعيم معمر القذافي.
وقال الجليدي، وهو أب لثلاثة أطفال، عند محطة بنزين متنقلة مكونة من شاحنة ومضختن ومظلة صغيرة حمراء «أقود كل أسبوع من رقدالين إلى طرابلس… للحصول على خزان كامل من البنزين ولكن أحيانا أرجع للمنزل خالي الوفاض».
وتمتد طوابير السيارات المنتظرة لما يزيد على كيلومتر. ويترك بعض السائقين سياراتهم لتناول الطعام. وتبعد رقدالين 115 كيلومترا غربي طرابلس.
وتملك ليبيا قدرات محدودة لتكرير النفط ،ويجري تهريب بعض الوقود إلى خارج البلاد نظرا لأن سعر البنزين مدعم بشدة. وسعر لتر البنزين في ليبيا ضئيل للغاية مقارنة مع سعر البيع للمستهلك في تونس أو مالطا. وتقول «المؤسسة الوطنية للنفط « ان تهريب الوقود يكلف الاقتصاد الليبي 750 مليون دولار سنويا.
وينتهي الحال ببعض الوقود إلى السوق السوداء. فإذا لم يجد الجليدي البنزين في طرابلس، فإنه ينطلق إلى مدينة الزاوية، على مسافة 45 كيلومترا غربي طرابلس، لشرائه من السوق السوداء حيث يبلغ سعر العشرين لترا 50 دينارا ليبيا، بينما يبلغ سعرها الرسمي ثلاثة دناير. وقال عماد بن كورة، مدير «شركة البريقة لتسويق النفط» في مقابلة ان المخازن في غرب ليبيا فيها 100 ألف متر مكعب من البنزين و75 ألف متر مكعب من وقود الديزل، لكن لا يجري توزيع الوقود بصفة دائمة.
وأضاف «شركات التوزيع الوطنية لم تكن راغبة في تسليم الوقود، أو عجزت عن تسليمه لأسباب منها المخاوف الأمنية. فالاشتباكات المستمرة تفرض عبئا ماليا ولوجستيا على عملياتنا وعلى عمليات شركات التوزيع».
وأوضح ان الحرب مع قوات حفتر أدت إلى تفاقم أزمة قائمة بسبب التهريب والفساد، مشيلرا إلى ان شركته توقفت عن توريد الوقود لأكثر من 400 محطة «وهمية» تشارك في التهريب.