خطاب راق ومتقدم اتسم بالإنسانية والإحساس بالمسؤولية قدمه وزير المالية الدكتور محمد العسعس في لقائه مع إحدى وسائل الإعلام أواخر الأسبوع الماضي. 

 

إن حديث الوزير الذي لم ألتقيه البتة ، ولا أعرفه إلا عبر الإعلام وشاشات التلفزة عكس حالة من الثقة والاطمئنان لأنه كان نابعا من الإحساس بالمسؤولية الإنسانية قبل اي حسابات مالية التي أسقطها الوزير من حساباته كليا . 

 

تجنب الوزير الحديث عن لغة الأرقام او الشكوى من أية ضائقة مالية على الرغم من الظروف الاقتصادية للدولة التي لا تخفى على أحد، باعثا برسائل اطمئنان للشعب بأكمله وبجميع قطاعاته بأنهم لن يكونوا ولن يتركوا وحدهم لمواجهة الآثار الاقتصادية التي خلفها فيروس كورونا مما خلق عندي شعورا بأننا أمام رجال دولة يقودون المركب بثقة وحكمة نحو بر الأمان ان شاء الله. 

 

وكأنه يتحدث عن دولة عظمى واقتصاد كبير وموازنة مهولة مطمئنا الجميع بأن الوطن بخير واقتصاده بخير في وقت اهتزت فيه دول عظمى، وقارب اقتصادها على الانهيار لا بل لم نسمع من قادتها الا الرعب والخوف من القادم .

 

 نعم انها الأزمات التي تكشف كل شيء وتظهر معادن الرجال ومواقفهم وقدرتهم على القيادة والتعامل معها باقتدار.

 

لقد كشف لنا كورونا هذا الفيروس اللعين الذي سنهزمه قريبا بعون الله ان لدينا قيادات لم نكن نعرفها سابقا في خضم انعدام الثقة وتداخل الأمور ببعضها بعد أن اختلط الحابل بالنابل وأصبح الصوت العالي او المعارض هو المسموع فقط. وفي الختام ان ما سمعته من الوزير العسعس أكاد ان أجزم بأنني لم أسمعه من اي وزير مالية من قبل. اطمئنوا بلدنا بخير.