الفيديو المتداول لتصريحات حكومية سابقة حول استثمارات بالمليارات يثير الشفقة لما وصلنا اليه من مبالغة فرئيس الوزراء السابق الدكتور عبد الله النسور تحدث عن توقيع مشاريع باربعة مليارات، والوزير عماد فاخوري تحدث عن مشاريع بعشرين مليار دولار، والوزير الدكتور محمد المومني تحدث عن سبعة مليارات، والدكتور منتصر العقلة تحدث ايضا عن مليارات.

 

هذه أحاديث سابقة، واللاحقة بنفس السوية، عن عشرات المليارات التي تختزل حجم الكلام في الاستثمار والتوقيع البروتوكولي، وما اعلن عن حجم استثماري لمشاريع في العقبة والبحر الميت بالتحديد، كفيل بتحويل الاردن لأثرى دول العالم ولكن الواقع..على ماذا يؤشر ؟

 

اما نووي الدكتور خالد طوقان، رئيس هيئة الطاقة الذرية، فقد كانت كل المصدات جاهزة للرد على أي اعتراض، سواء فنيا او ماليا أو بيئيا وصحيا، لنصل الى نتيجة حل شركة «النووي» بقرار من مجلس الوزراء الحالي بعد بحسب طوقان نفسه ان تم انفاق 112 مليون دينار خلال عشر سنوات من الخزينة، عدا المنح والدعم الخارجي سواء خبرة أو دراسات.

 

والأهم–والحديث لطوقان–ان لدينا 40 الف طن من الكعكة الصفراء من اليورانيوم، وأنتهينا من خمسة مشاريع كبرى لها علاقة بالنووي، أبرزها مفاعل للبحوث في جامعة العلوم، وانتاج نظير اليود المستخدم في الطب النووي، وتشغيل مركز السنكوترون، وغيرها من مذكرات التفاهم والتعاون والاتفاقيات مع دول نووية كبرى.

 

طوقان لقي دعما غير محدود، وابُعد أي اجتهاد أمام مشاريعه وأحاديثه النووية، فصال وجال وانفق الملايين، وحاله كحال العديد من المسؤولين وخاصة من تولوا ادارات التخطيط والامور المالية بالتحديد، ينامون ويحلمون بمشاريع بمليارات، واحدهم كان يحوز يوميا على اكثر من صفحة في الجرائد، وجل النشرات الاقتصادية.

 

الفيديو ينتهي بعفوية طفل صغير يقول عبارة «الـ....».

 

وهذا هو حال الاستثمار بالمليارات دون تواضع.