أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    04-Jul-2015

محمد البشابشة يبحث عن حل!*حسن الشوبكي

الغد-تحت وطأة شمس العقبة في يوم رمضاني، يبدأ السائق -والناطق باسم سواقي الشاحنات- محمد البشابشة، منذ ساعات الصباح الباكر، ماراثونا للبحث عن إجابات لأزمة ميناء الحاويات. يقول الرجل: إنها أزمة كبيرة ومعقدة، تمس سائقي الشاحنات وتشل التجارة، ويدفع ثمنها المستهلكون. ويتساءل، ومثله المئات من أقرانه، عن غياب الرد الحكومي بشأن هذه الأزمة.
ينتظر السائقون، ومن ورائهم جهات اقتصادية عديدة، حلولا لا تأتي. فيما يستمر البشابشة (62 عاما) في طرق أبواب أخرى. هذه المرة لدى شركة تطوير العقبة، فيسمع كلاما عن طول أمد الأزمة، وأنها "شائكة". وعلى باب آخر يتحدث المسؤول باللغة الإنجليزية أمام البشابشة، ليتأكد من سلامة المعلومات وصحتها. وفي محاولات أخرى، يصطدم الرجل بأبواب موصدة، وهواتف مغلقة لمسؤولين كأن الأزمة لا تعنيهم، وهي التي تصيب صميم عملهم وتطال الاقتصاد الوطني الذي يزجون باسمه في كل خطبة يرددونها على مسامع الأردنيين.
يوميات هذا السائق الحريص على مصلحة قطاع واسع من المتضررين من أزمة تكدس الحاويات في الميناء، يعلوها التعب والإحباط من ردات الفعل لمؤسسات مسترخية في الثغر الباسم. فمحاولاته وغيره، مع سلطة المنطقة الاقتصادية وشركتي تطوير العقبة وميناء الحاويات، والجمارك وغرفة التجارة والمحافظة، وسواها من مؤسسات، غير مجدية ولا تضع حدا لأزمة مفتوحة.
عاد البشابشة إلى شاحنته قبيل ساعة الإفطار، والصداع يجول في رأسه وليس في رؤوس المسؤولين. لم يترك وسيلة إعلام في البلاد إلا خاطبها. يتحدث عن الأزمة بلغة الأرقام وبالوثائق، من دون تهويل، مع حرص كبير على مصلحة الاقتصاد، لا يجده المرء لدى كثير من المسؤولين. هو ليس خريج إحدى الجامعات الغربية العريقة، لكنه يتحدث بمنطق، وفق منظور مصلحي يخص كل الأردنيين. غير أن كل هذا التعب منذ الثاني من شهر حزيران  الماضي لم يفض إلى حلول.
أين الحكومة؟ ومتى ستتحرك لحل أزمة تكدس البضائع قبيل عيد الفطر. ولا أعلم كيف تقر الحكومة صرف الرواتب في الرابع عشر من الشهر الحالي لكي تحرك السوق، بينما تتعطل التجارة على بوابات ميناء الحاويات! وفي ظل انسداد المعابر شرقا وشمالا أمام حركة التجارة، من المستفيد من شل الحركة في الميناء الأردني الوحيد؟ والاتهامية التي تتبادلها المؤسسات في العقبة اليوم حيال ما يجري في الميناء ليست مهمة، بل المهم أن لا ينتظر سائق الشاحنة خمسة أو ستة أيام للتحميل والتنزيل، بينما كانت العملية تتم في غضون ساعات قبل شهر. فهناك أكثر من ألف شاحنة تنتظر دورها في انتظار ثقيل وطويل.
بقي سؤال في ذهني لصديقي الدمث البشابشة، يتشابه مع سؤال حكومي يعلو فوق كل أسئلة هذه الأزمة: من فوضك للحديث عن وجع سائقي الشاحنات؟!