أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    22-Sep-2018

ماي تنتقد رفض الاتحاد الأوروبي خطتها حول «بريكسِت» وتلوّح بالانسحاب من المفاوضات

 ا ف ب: انتقدت تريزا ماي، رئيسة الحكومة البريطانية، أمس الجمعة رفض الاتحاد الأوروبي خطتها حول الانسحاب من الاتحاد الأوروبي «بريكست»، وقالت أن ذلك «غير مقبول» ملمحة إلى احتمال الانسحاب من المفاوضات.

وفي بيان متلفز، من مقر الحكومة في 10 داوننغ ستريت، قالت ماي ان المباحثات وصلت إلى «طريق مسدود» قبل ستة أشهر من موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأسابيع فقط من الموعد الأقصى لإبرام اتفاق ينظم عملية الخروج، مُحَمِّلة بروكسل المسؤولية.
وتابعت «طوال هذه العملية، تعاملت مع الاتحاد الأوروبي بكل احترام. لكن المملكة المتحدة تتوقع معاملة بالمثل. والتوصل إلى علاقات جيدة في نهاية هذه العملية يتوقف على ذلك».
وتأتي تصريحات ماي إثر عودتها من قمة للاتحاد الأوروبي، عقدت أمس الأول في سالزبورغ في النمسا، رفض خلالها القادة الأوروبيون مقترحاتها بشأن مستقبل العلاقات الاقتصادية البريطانية والحدود الإيرلندية.
واعتبرت الصحافة البريطانية أمس ان رئيسة الوزراء تعرضت «للإذلال» من قبل القادة الأوروبيين، قبل أيام من اجتماع لحزب المحافظين الحاكم حيث يقود المشككون بالاتحاد الأوروبي حملة من أجل دفع ماي إلى التشدد في مفاوضات «بريكسِت»، حتى لو أدى ذلك إلى الخروج من الاتحاد دون اتفاق.
وقالت ماي «ليس مقبولا أن يتم ببساطة رفض مقترح الطرف الآخر من دون شرح مفصل ومقترحات مقابلة. نحتاج الآن لأن نسمع من الاتحاد الأوروبي ما هي المسائل الحقيقية، وما هي البدائل التي يقترحونها حتى نتمكن من مناقشتها».
وأضافت «فى الانتظار، علينا أن نواصل العمل من أجل إعداد أنفسنا (لاحتمال) عدم التوصل إلى اتفاق».
وسجل الجنيه الإسترليني بعد تصريحات ماي مزيدا من التراجع أمام الدولار واليورو. واعتبر الخبير الاقتصادي كريغ إيرلام تراجع الجنيه مؤشرا إلى «زيادة أرجحية» عدم التوصل إلى اتفاق.
وكان من المفترض ان تشكل قمة سالزبورغ نقطة انطلاق في المفاوضات، لكن القادة الأوروبيين رفضوا خطة ماي وطالبوها بإعداد اقتراح بديل لطرحه في القمة المقبلة للتكتل أواسط الشهرالمقبل.
وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قد اعتبر الاقتراحات البريطانية حول بريكسِت» في الشق الاقتصادي «ليست مقبولة بوضعها الحالي» لانها لا تحترم السوق الموحدة. كذلك اعتبر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أن اقتراح ماي لن ينجح.
ولتعزيز الضغوط على رئيسة الوزراء البريطانية ربطا عقد قمة خاصة أواسط نوفمبر/تشرين الثاني لإبرام الاتفاق بتحقيق تقدم في الشهر أكتوبر/تشرين الأول.
وكانت ماي قد أصرت في مؤتمر صحافي عقدته قبيل مغادرتها سالزبورغ على أن خطتها هي «الاقتراح الوحيد المطروح على الطاولة».
وأمس قالت ان اقتراح الاتحاد الأوروبي بقاء بريطانيا في المنطقة الاقتصادية الأوروبية، أي عمليا السوق الأوروبية المشتركة، مع حرمانها من أي حق في تعديل الأنظمة، سيشكل «استهزاء» بنتيجة الاستفتاء الذي أجري في 2016 للخروج من الاتحاد الأوروبي.
وقالت أيضا ان ربط الاتحاد الأوروبي طرحه إبرام اتفاقية تجارة حرة بإبقاء إيرلندا الشمالية ضمن الاتحاد الأوروبي «أمر لا يمكن لأي رئيس حكومة بريطانية أن يقبله».
وتعترض لندن على خطة «شبكة الأمان (باكستوب)» التي يطالب بها الاتحاد وتقوم على إبقاء إيرلندا الشمالية ضمن الاتحاد الجمركي وفق القواعد الأوروبية طالما المفاوضات مستمرة حول اتفاق تجاري.
وتابعت ماي «إذا اعتقد الاتحاد الأوروبي أنني سأقبل بذلك فهم يرتكبون خطأ جوهريا». وأعلنت انها ستقدم مقترحات بديلة حول الحدود الإيرلندية.
 
رئيسة وزراء محاصرة
 
وكان الاتحاد الأوروبي أبدى سابقا معارضته لاقتراح ماي، إلا أن اللهجة المتشددة في قمة سالزبورغ فاجأت العديد من المراقبين، في حين تحدث بعض الصحف البريطانية عن تعرض ماي لـ»كمين».
وأمس قال رئيس الوزراء الإيرلندي ليو فارادكار «قد تكون أشيعت أجواء بأن ماي ستقدم اقتراحا أكثر إيجابية من الطرح الذي تقدم، لكنني لا أعتقد أن أحدا في الاتحاد الأوروبي أو في إيرلندا يتحمل المسؤولية». وأقر بصعوبة المفاوضات بين بريطانيا وإيرلندا لكنه أكد إصراره على إبرام اتفاق.
كما أقر رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، أمس بصعوبة مفاوضات «بريكسِت»، لكنه قال ان الطرفين يحققان تقاربا. وقال لصحيفة «داي برس» النمسوية «علينا أن نكون حذرين، مثل حيواني قنفذ متحابّين عليهما الحذر عندما يحتضنان بعضهما لئلا يتسببا لبعضهما بخدوش».
وقال سايمون آشروود، استاذ العلوم السياسية في جامعة ساري لوكالة، فرانس برس إن نية الاتحاد الأوروبي «مساعدة ماي للحصول على هامش مناورة أكبر في بلادها قد زالت».
وأشار إلى تراجع هامش المناورة داخليا امامها، ذلك لأن إبرام أي اتفاق حول «بريكسِت» يحتاج إلى موافقة مجلس العموم (البرلمان) حيث لا تحظى ماي سوى بغالبية ضئيلة ستكون مهددة إذا قرر المشككون بالاتحاد الأوروبي المضي قدما بمعارضتهم للاتفاق.
وأضاف أن ماي «مقيّدة داخليا من قبل حزبها بما يجعلها غير قادرة على تقديم تنازلات».
ورحّب المشككون بالاتحاد الأوروبي باللهجة المتشددة التي اعتمدتها ماي أمس، لكنهم أكدوا مجددا معارضتهم خطتها التجارية التي يعتبرون أنها تقوّض استقلال بريطانيا.
ووصف زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن استراتيجية التفاوض التي تعتمدها رئيسة الوزراء بأنها «كارثة». وقال ان «المناورات السياسية للاتحاد الأوروبي وحكومتنا يجب ان تتوقف لأن عدم التوصل لاتفاق ليس خيارا».
 
إذلال
 
من جهة ثانية اعتبرت الصحافة البريطانية ان ماي تعرضت «للاذلال» من قبل القادة الأوروبيين الذين دعوها إلى مراجعة خطتها حول «بريكسِت» فيما تواجه ضغوطا متعارضة قبل أيام من مؤتمر حزبها.
وعنونت صحيفتا «غادريان» و»التايمز»صفحتيمها بعبارة «إذلال تيريزا ماي»، ونشرتا صورا لرئيسة الوزراء تبدو معزولة أمام القادة الأوروبيين الذين رفضوا خطتها.
وكتبت صحيفة «التايمز» ان قمة سالزبورغ «أثارت أزمة في الحكومة»، مضيفة ان الوزراء قد يرغمون ماي على التخلي عن خطتها التي تطلق عليها اسم «تشيكرز» حول العلاقات التجارية المستقبلية بين الطرفين خلال أيام.
وتنص الخطة على الإبقاء على علاقة تجارية وثيقة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بعد «بريكسِت» المقرر في 29 مارس/آذار 2019، وخصوصا إقامة منطقة تبادل حر للمنتجات الصناعية والزراعية مع إنهاء حرية تنقل المواطنين الأوروبيين ورقابة محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي.
وحذرت صحيفة «غارديان» ايضا من ان «سلطة ماي كرئيسة للوزراء» أصبحت تحت تهديد خطير أيضا.
ونشرت صحيفة «دايلي تلغراف» المؤيدة لـ»بريكسِت» صورة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي عرفت عنه على أنه أحد أشد منتقدي ماي على صفحتها الاولى مع تعليق «مفاوضات كارثية تهدد زعامة رئيسة الوزراء قبل مؤتمر المحافظين». وكتبت ان ماي تواصل ابداء «وجه شجاع» رغم نكستها.
وكتبت صحيفة «دايلي مايل» اليمينية المؤيدة أيضا للانفصال عن أوروبا على صفحتها الأولى «ماي الغاضبة: نحن مستعدون للانسحاب».وذهبت صحيفة «ذي صن» الشعبية إلى حد انتقاد قادة الاتحاد الأوروبي وصورت ماكرون ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك على انهما «رجلا عصابات مستعدان لنصب كمين» لرئيسة الوزراء. 
وقال كير ستارمر مسؤول «بريكسِت» في حزب العمال، ابرز حزب معارضة في البلاد، ان ماي «اصبحت في وضع صعب، كانت تظن ان اجتماع (سالزبورغ) سيساعدها قبل انعقاد مؤتمر حزبها لكنه بالواقع تسبب لها بضربة تعيق عملها».
وفي انتظار قمة القادة الأوروبيين في 18 و 19 اكتوبر في بروكسل والتي كانت مقررة أساسا لاغلاق مفاوضات «بريكسِت»، ينتظر رئيسة الوزراء تحد آخر في نهاية الشهر وهو مؤتمر حزبها المحافظ حيث سيكون عليها مواجهة غضب مؤيدي الانسحاب الكامل من أوروبا في معسكرها والذين اعتبروا منذ البداية أن خطتها حول «بريكسِت» متساهلة كثيرا حيال الاتحاد الأوروبي.