أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    28-Oct-2017

رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر: «رؤية 2030» أسهمت في تجاوزنا للتأثيرات السلبية الأولية للمقاطعة والحصار

 الأناضول: في يوليو/تموز 2008 طرحت دولة قطر وثيقة «رؤية قطر الوطنية 2030» التي وضعت الأسس النظرية والآليات العملية لتحقيق الموازنة بين الموارد الطبيعية والبشرية والنمو الاقتصادي خلال العقود اللاحقة.

ومع أن الرؤية تهدف أولا إلى تنويع الاقتصاد القطري وضمان بيئة مستقرة ومستدامة في قطاع الاستثمارات، إلاّ أنها في ذات الوقت تسعى لتعزيز المنافسة واستقطاب المزيد من الاستثمارات، وتحفيز النمو، خاصة بعد الفوز باستضافة مونديال 2022.
فاحتضان مباريات كأس العالم لكرة القدم تترتب عليه حاجة الدوحة المستمرة للسيولة النقدية، وفق تصريحات أدلى بها وزير المالية القطري علي شريف العمادي، لصحيفة (فايننشال تايمز) البريطانية.
وأكد العمادي على أن «جهاز قطر للاستثمار»، وهو صندوق الثروة السيادية للبلاد، ضخ أكثر من 20 مليار دولار في البنوك لتوفير السيولة، وتعوض ودائع مسحوبة، نتجت عن قطع أربع دول عربية علاقاتها مع الدوحة.
وقال العمادي ان الحكومة القطرية، أولت اهتماما لتوطين الصناعات ودعمها، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي والحفاظ على السيولة محليا، وتعزيزها عبر زيادة نسب التصدير للمنتج الوطني إلى العالم، تحقيقا لمبدأ التنويع الاقتصادي الذي تم إقراره أصلا قبل الأزمة الخليجية الأخيرة.
وأخذت الدوحة على عاتقها، عدم الاعتماد على النفط والغاز، كمصدر رئيسي للدخل، ليكون أحد أبرز ركائز «الرؤية الوطنية 2030» تنويع الاقتصاد، وفق تصريحات الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني، رئيس غرفة قطر للتجارة والصناعة في مقابلة جرت أمس الأول.
وحسب الشيخ جاسم فإن هذا الدعم لم يكن وليد اللحظة أو فترة ما بعد مقاطعة ومحاصرة الدول الأربع لقطر،ذلك لأن سلطاتها دأبت منذ عام 2008 على الاتجاه بخطى مدروسة في دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة والمستثمرين، وهذا ما تواصله حاليا للمساهمة في توطين الصناعات وتغطية جزء من حاجة السوق المحلية الذي تأثر بإجراءات دول المقاطعة والحصار.
وقال ان بلاده قدمت تسهيلات كبيرة لتشجيع الاستثمار في تلك القطاعات، كما تم تنظيم معارض تشجع على طرق أبواب التصنيع واستخدام المنتج الوطني.
ويضطلع «بنك قطر للتنمية» بالدور الريادي في تقديم تسهيلات تتواءم مع توجهات الدولة للنهوض بالقطاع الصناعي، ودعم وتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تشكل 80 في المئة من القطاع الخاص.
وأوضح رئيس غرفة قطر أن محفظة البنك التمويلية للمشاريع تصل إلى 7.5 مليارات ريال قطري (ملياري دولار)، بينما إجمالي التمويلات خلال السنوات الأخيرة للشركات الصغيرة والمتوسطة عبر برنامج تشارك فيه بنوك محلية يبلغ 8 مليارات ريال (2.2 مليار دولار).
ويبلغ عدد الشركات الصغيرة والمتوسطة القطرية، حسب المسؤول القطري، 250 شركة أصبح لها قدم راسخة في عدد كبير من الأسواق، أدخلت فيها صناعات جديدة مبنيّة على المعرفة.
وحسب بيانات متوفرة لدى غرفة قطر، مصدرها إدارة المناطق الصناعية td وزارة الطاقة والصناعة، فإن عدد المصانع العاملة المسجلة لدى الوزارة ارتفع من 334 منشأة في 2000، إلى 707 منشآت بنهاية 2016.
بينما بلغ حجم استثماراتها خلال 2016 حوالي 260 مليار ريال قطري (نحو 70 مليار دولار)، وعدد العاملين فيها 88.6 ألف عامل وموظف.
وتوضح البيانات أن عدد المصانع التي بدأت الإنتاج في المناطق الصناعية بلغت 260 مصنعاً حتى نهاية يوليو/تموز 2017، فيما هناك 79 مشروعاً في المراحل النهائية لبدء الإنتاج، و279 مشروعاً على قائمة الانتظار.
ونتيجة لما يتم تقديمه من «حوافز مجزية»، حسب تعبير رئيس غرفة قطر، بلغ عدد المنشآت الصناعية القائمة والمقيدة في السجل الصناعي 728 منشأة حتى نهاية يوليو، بحجم استثمار يصل إلى حوالي 262 مليار ريال قطري (71.8 مليار دولار)، وبعدد عاملين يصل إلى 90.869 ألف عاملا وموظفا. وتعتمد دولة قطر في اقتصادها على إيرادات النفط والغاز الطبيعي، إلا أن المخططين لاقتصاديات ما بعد النفط، وجدوا منذ عشر سنوات ضرورة الشروع بالاهتمام بقطاعات أخرى لتعزيز وتنويع مصادر الدخل.
يقول الشيخ جاسم أنه مع بدايات المقاطعة والحصار في يونيو/حزيران الماضي، باشرت السلطات المعنية بزيادة وتيرة إصدار شهادات المنشأ لصادرات قطرية إلى أكثر من 60 دولة حول العالم في تحدٍ للحصار المفروض عليها. وأضاف ان الحصار الذي كان له تأثير محدود في بداية الأزمة الخليجية على مستوى تراجع قيمة الصادرات، سرعان ما تلاشى بعد ان تضافرت جهود القطاعات الاقتصادية لإعادة وتيرة الصادرات إلى طبيعتها.
ويتحدث رئيس غرفة قطر بلغة الأرقام وقول»إن الصادرات غير النفطية، أو حجم التجارة الخارجية للقطاع الخاص لشهر يوليو/تموز الماضي بلغ 1.3 مليار ريال، وهي نفس قيمة الصادرات في أبريل/ نيسان الماضي، أي ما قبل الحصار. كما أن الصادرات خلال أغسطس/آب وصلت إلى 1.8 مليار ريال مقارنة بـ 1.5 مليار ريال في الفترة المناظرة من 2016.
وخلال الشهر الماضي، بلغت الصادرات غير النفطية 1.6 مليار ريال، مقارنة بنحو 1.1 مليار ريال خلال نفس الشهر من 2016. وقدمت دولة قطر قبل فترة الحصار الكثير من المحفزات التي تشجع تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى السوق القطري، كما يقول الشيخ خليفة، الذي أوضح ان «هذه الحوافز تمثلت في التشريعات والقوانين وتسهيل إجراءات إقامة الأعمال، والإعفاءات الجمركية والضريبية، وغيرها من المزايا والمحفزات»، مضيفا أن قطر أصبحت «من أكثر الواجهات الجاذبة للاستثمار في العالم بفضل السياسات الرائدة للدولة».
وصادقت الدوحة على عديد الإجراءات الاقتصادية بعد الحصار، منها الموافقة على قانون إنشاء المناطق الصناعية وإحالته لمجلس الشورى، إضافة إلى القرارات الهادفة إلى دعم الاستثمار وتشجيع القطاع الخاص ودعم القطاع الصناعي.
وشملت الإجراءات الإضافية، لتقديم المزيد من التسهيلات، خفض إيجارات المناطق اللوجستية بنسبة 50 في المئة خلال عامي 2018، 2019.
أيضا، أعلنت الدوحة عن إعفاء المستثمرين للقيمة الإيجارية خلال 2018 في حال استخراج رخصة البناء قبل نهاية يناير/كانون الثاني المقبل، إضافة إلى تسهيلات القروض لأصحاب المشاريع الصناعية وزيادة نسبة شراء المنتجات المحلية من 30 بالمائة إلى 100 في المئة لكافة الاجهزة والجهات الحكومية.
وأكد الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني في نهاية المقابلة على أن كل هذه التسهيلات تحفز الكثير من المستثمرين، على زيادة استثماراتهم في قطر دون الالتفات إلى الحملات الإعلامية التي تستهدف إعطاء صورة مغلوطة لدفع المستثمرين بعيدا عن القطاع الصناعي لدولة قطر.