أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    22-Jun-2017

الثورة الصناعية الرابعة و«ثورات العرب»..*خالد الزبيدي

الدستور-يرتبط مفهوم «الثورة الصناعية الرابعة»، بأتمتة الصناعة، وتعظيم فاعلية الذكاء الصناعي والانتاج والتقليل من عدد الأيدي العاملة فيها، بحيث يقتصر الدور البشري في الصناعة على المراقبة والتدقيق، وشرط الوصول إلى ذلك وجود قدرات علمية توظف في امتلاك بنية تقنية ورقمية متطورة، وهذه المرحلة الصناعية هي امتداد للمراحل الصناعية السابقة بدءا من اختراع الالة البخارية وصولا الى نهاية الثورة الصناعية الثالثة التي استخدمت تقنيات حديثة في الاتصالات والتواصل وتوظيفها في الانتاج وتقديم خيارات لاحصر لها للانسان.
 
العالم المتقدم يقتحم التاريخ المعاصر بالثورة الصناعية الرابعة ومجموعة دول الاقتصادات الصاعدة والناشئة تحاول المنافسة ووضع اقدامها في المقدمة للمحافظة على مكتساباتها التي حققتها خلال العقود والسنوات الماضية، ومن المنتظر ان يشهد الاقتصاد العالمي والدول المتقدمة تبدلات جوهرية والارجح ان يشهد العقد القادم افول نجم دولة او اكثر عن راس الهرم العالمي.
 
لكن السؤال الذي يطرح ونحن نتابع العالم يسارع للدخول بكفاءة الى المرحلة الصناعية الرابعة وفي مقدمة هذه الدول المانيا التي تحتفظ بالصدارة في هذا المجال وتضيف سنويا نحو 70 الف اختراع جديد.. والسؤال ماذا اعدت دول المنطقة العربية في هذا المجال، حيث ما زالت تبحث عن الديمقراطية والتعددية والحرية وسبيلها في ذلك حروب عبثية لاهدف لها ولامنفعة من ورائها سوى القتل ودفع شعوب المنطقة واقتصاداتها الى الوراء عقودا بينما العالم يسارع بهمة نحو الامام.
 
الامريكيون والاوروبيون والكنديون وغيرهم من شعوب الارض يهتمون بالرئيس الجديد خلال فترة الانتخابات ويعودون الى حياتهم وفي معظم الدول المتقدمة لا تجد حتى صورة للرئيس او الرئيسة،  فالرئيس تم انتخابه للقيام بدوره في خدمة شعبه لفترة زمنية محددة وفي احسن الاحوال تمتد الى 8 سنوات يذهب بعدها الى حيث يريد.. مزرعته او مكتبه ولا يبحث عن دور سياسي جديد له.
 
لقد سئم العرب من هذا العبث الذي طال قسما كبيرا من المنطقة وشعوبها، وتأثر من نتائجه وانعكاساته القسم الاخر، والسؤال المنطقي والطبيعي هل الشعوب العربية بحاجة لهذا الثمن الكبير من اجل سراب ..فالديمقراطية تنضج مع الوقت رضي الحاكم او رفض، ومن يجرى مقارنة بين واقع شعوب الارض كيف كانت تمارس ديمقراطيا وحرية قبل خمسين سنة والآن يجد ان التطور الطبيعي هو الجواب الناجع للاسئلة التي طرحت وتطورت الى القتل في المنطقة، وسمحت للاموال القذرة لفساد النفوس الضعيفة، والايادي الغادرة التدخل لافتعال القتل واشعال الشرور بين ابناء الوطن الواحد ..
 
مجددا الثورة الحقيقية في الصناعة.. والثورات الداخلية لتحسين الديمقراطية والحرية مضيعة للمال وللشباب وهدرا للمستقبل.