أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    07-Feb-2019

في العلاقة مع العراق.. خطوات عملية مهمة للبناء عليها*صدام الخوالده

 الراي

قلت في مقال سابق في التعقيب على أهمية زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الى العراق ان علاقة البلدين وعمقها تشبه الرئة التي لطالما تنفسنا منها مع الأشقاء العراقيين ولسنوات طويلة قبل أن تعصف بالمنطقة أزمات ألقت بظلالها علينا جميعا واسمهت إلى حد كبير في تعطيل مسارات وشكل العلاقة مع الاشقاء في العراق إلى أن وصلنا إلى اللحظة التي ادركنا جميعا في البلدين قيادات وحكومات وشعباً، أنه لا يمكن لنا إلا الانحياز إلى مستقبل جديد لنا ولابنائنا مستندين الى ماضٍ عميق وعريق من علاقة يعرفها ويحن إليها أبناء البلدين في الأردن والعراق.
 
في الكلمات التي ألقاها رئيس الوزراء عمر الرزاز ورئيس الوزراء العراقي وما حملته من معان تتعدى حدود العلاقة المبنية على المصالح المشتركة فقط، وهم يعلنون اولى بوادر ما اتفقوا عليه قبل نحو شهر لا سيما بعد زيارة جلالة الملك ولقاءاته مع كل مكونات الدولة العراقية الشقيقة رئاسة وحكومة وبرلماناً ورجال سياسة وما اعقبته تلك الزيارة من توجيهات سامية من قيادات كلا البلدين لضرورة بلورة هذا التلاقي الأردني العراقي وإعادة توجيه بوصلة العلاقة إلى ما كانت عليه سابقا، وهذا فعلا ما تم حيث اجتمعت الإرادة العليا للبلدين وجاء التطبيق من الحكومات. ففي خطاب مسؤولي البلدين وعلى رأسهم جلالة الملك عبدالله الثاني والقيادات العراقية نتأكد ان العلاقة أبعد من حدود مصالح اقتصادية أو سياسية أو أية مصالح مشتركة سوف يجنيها أبناء الشعبين والدوليتن مع ايماننا بأهمية ودور المصالح المشتركة في ترسيخ العلاقات بين الدول لكن ما بين عمان وبغداد ثمة علاقة أخرى اقوى وأعظم من السياسة والاقتصاد وغيرها من مصالح الدول وهذه العلاقة يمكن لمن يريد التعرف عليها ان يمضي إلى جبال عمان السبعة والى ضفاف نهر الاردن واليرموك وجبال رم والبترا وصولا إلى خليج العقبة ومن هناك يسافر عبر عيون الأردنيين إلى ميناء البصرة ليمر بالكوفة والى بغداد وحدائق بابل قبل أن يستريح بين ضفاف الرافدين دجلة والفرات وصولا إلى الشمال العراقي فالموصل واربيل. كل تلك الأماكن وساكنيها من شعبي البلدين يمكن من خلالهم ان نفسر شكل العلاقة بين الاردن والعراق ويمكن أيضا أن نفسر سر الدفء في مياه نهر الاردن و الرافدين بعد اعادة ترميم طريق المحبة الذي كان على الدوام نابضا بالحب والمودة بين الأردنيين والعراقيين.
 
بقي أن نقول أن العلاقة الأردنية العراقية بجديدها الذي لم يختلف كثيرا عن قديمها لأنها علاقة أرض وانسان قبل السياسة والاقتصاد وقبل المصالح المشتركة مع اهميتها وبالتاكيد ان شعبي البلدين ينظران إلى مزيد من ترجمة قوة العلاقة على الأرض من خلال عمل مماثل لما تم أخيرا، من خطوات عملية نتمنى أن تتلاحق ولا تقف عن حد الخطوة الأولى التي حاولت الحكومات في البلدين منذ سنوات عديده السير باتجاهها غير ان هذه المرة يسجل لهم إنجاز بداية هذا الاتفاق على الأرض بشكل عملي مستندين على الأرضية الداعمة واهم عناصر القوة وهي اهتمام قيادات وشعبي البلدين بالعلاقة ليبقى طريق بغداد عمان دوما ممرا آمنا للقلوب في سبيل تحقيق طموحات الشعبين.