الراي-الدخل من السياحة رغم تراجعه بنسبة طفيفة نحو 0.5 % إلا أنه وصل إلى حوالي 4.1 مليار دولار.
 
يحق لوزيرة السياحة لينا عناب أن تنام قريرة العين , فقد ثبت التراجع عند حده , وبالرغم من أنها تجوب البلاد طولا وعرضا بحثا عن منتج سياحي لم يكشف عنه الغطاء الا أن هناك من يعيق طموحها , ربما تلوم القطاع الخاص أحيانا وأحيانا أخرى ترى في وزير المالية مناهضا صلبا لأية إعفاءات , وها هو الصيف على الأبواب ولا تزال الفرصة قائمة لجهود أكثر إنتاجا .
 
ماذا أعدت وزارة السياحة للصيف , بينما يستعد أكثر من 4 ملايين سائح سعودي ومثلهم من أقطار الخليج لقضاء عطلة الصيف , كم نصيب الأردن منهم ؟ هل لدى الحكومة إجابة , والاجابة هنا تعني الترويج والجذب والاستعداد !.
 
هذا يلزم الإستعداد في المعابر الأرضية والبحرية والجوية , والتوقف عن تعقيدات السفر والبدء منذ الآن بالترويج للتسهيلات والتعامل مع القادمين بكل طمأنينة بعيدا عن الشكوك المسبقة.
 
في الجهة الأخرى , لن تتوقف السياحة العربية وفي مقدمتها الأردنية الى تركيا , وقريبا ستملأ الصحف والإذاعات والتلفزيونات إعلانات عروض السياحة الخارجية وستمتلىء معها المقاعد ولن تعيقها الضرائب التي سعت الحكومة الى فرضها على مكاتب السياحة , هذا يعني أن الظروف الإقليمية والتهديدات الأمنية التي يتذرع بها وزراء السياحة وغيرهم كمبرر لتراجع السياحة الى الأردن غير دقيقة , بل الفشل في تسويق الأردن كبلد سياحي هو السبب , وقبل ذلك العجز عن تقديم منتج سياحي يطلبه السائح , فهل الاردن بلد سياحي يوفر منتجات سياحية للأردني قبل العربي والأجنبي وأسعارا تناسب الأردني قبل غيره وخدمات ووسائل ترفيه ؟.
 
تعزو وزارة السياحة التحسن الذي طرأ الى سياح جدد قدموا من دول شرق أسيا , وهو سوق واعد بلا شك , لكن المهم هو المحافظة على التدفق , والسؤال كيف , في مواجهة إرتفاع الكلف وشح النتج من غير المجالات التقليدية مثل الأثار والبتراء وجرش والبحر الميت , حتى هذه ينتهي الترفيه بمجرد إنتهاء الجولة فماذا بعد ؟.
 
لا نقلل من أهمية هذه البرامج والجهد المبذول فيها لكن العقل السياحي لم يتفتح بعد على « أفكار خلاقة « غير تقليدية , فيذهب موسم ويأتي آخر وغاية الطموح وقف التراجع عند حدوده أو زيادة بنسب باهتة.
 
هل سيخسر الأردن موسما سياحيا آخر , نعم , لو استمرت السياسات بذات الوتيرة فإن خسائر الدخل السياحي ستستمر بالتراجع .