أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    15-Jun-2020

التنويع... طريق حماية الاستثمارات ما بعد الجائحة

 «الشرق الأوسط»

قال مسؤول في بنك «يو بي إس» العالمية لإدارة الثروات إن جائحة كورونا المستجد «كوفيد 19» أثبتت أن التنويع سيكون من أهم العوامل لتنمية الاستثمارات وحمايتها، في وقت ذكرت الجائحة بعدم قدرة المستثمرين على توقع الأحداث في المستقبل، وخاصة في ظل أوقات عصيبة مثل الذي تعرض لها العالم خلال الفترة الماضية، وبين علي جانودي المدير الإقليمي لمنطقة وسط وشرق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في «يو بي إس» العالمية لإدارة الثروات أن بعض أفضل الشركات إدارياً لم تسلم من الإفلاس في سوق الأسهم، بينما حققت بعض الأصول ذات التوقعات الأسوأ، عوائد كبيرة، وكان أبرزها السندات الحكومية طويلة الأجل، مبيناً إلى أن الصين والتي تعد الدولة الأولى التي تفشى فيها فيروس كورونا المستجد، سجلت أفضل أداء في سوق الأسهم الرئيسية العالمية خلال هذه الأزمة.
ولفت جانودي إلى أنه لن يكون من السهل أبداً اختيار الحكومات التي ستثبت قدرتها على النجاح في مواجهتها للجائحة وتبعاتها الاقتصادية، حيث أقرت بعض الحكومات والبنوك المركزية سلسلة من الحزم التحفيز الاقتصادية، بهدف منع تحول الفجوة بين الطلب والعرض الناجمة عن عمليات الإغلاق التام والحجر الصحي إلى كساد اقتصادي دائم. وقال «نشهد حالياً بالفعل اختلافات بين الدول من حيث الكفاءة والفاعلية التي يتم فيها توزيع المعونات والمساعدات. ومن المنطقي أن نتوقع وجود مستويات متفاوتة من النجاح في التصدي للأزمة، والذي سيكون له أثر كبير على الأسعار النسبية للأصول».
وأكد أنه في هذه الأثناء، ستواجه الحكومات في مرحلة ما بعد جائحة كورونا تحديات وصعوبات بفعل أعباء الديون المرتفعة، وربما يشهد تراجعاً عن قيم العولمة، موضحاً إلى أنه في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها العالم، يساهم التنويع في تقليل قابلية تعرض المستثمرين لمخاطر الأخطاء الناجمة عن السياسات، لا سيما في بلدانهم الأصلية، وهذا يشكل التحيز الأكثر شيوعاً.
وتطرق إلى أن الاستثمار ينبغي الاستفادة منه خلال هذه الأزمة الراهنة، وقال «على سبيل المثال، ارتفاع قيمة الدولار الأميركي في مرحلة ما بعد جائحة كورونا. لو تم إبلاغ المستثمرين قبل عام بأن الولايات المتحدة ستعلن عن حزمة مالية تبلغ قيمتها نحو 15 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وأن الاحتياطي الفيدرالي سوف يشتري نحو تريليوني دولار من الأصول خلال أسبوعين فقط، لكان معظمهم قد توقعوا منطقياً انخفاض قيمة الدولار. لكن في الواقع، سجل مؤشر الدولار الأميركي أعلى مستوى له منذ ثلاث سنوات».
ولفت جانودي أن المستثمرون غالباً ما يقعون في فخ الثقة الزائدة فيما يتعلق بقدرتهم على معرفة أوقات هبوط السوق وانتعاشه، وتبرز هذه المشكلة في الوقت الحاضر، لا سيما مع حالة التقلب غير المسبوقة الناجمة عن أزمة كورونا المستجد، حيث انخفضت الأسهم في الولايات المتحدة الأميركية بنحو الثلث في الفترة ما بين منتصف شهر فبراير (شباط) و23 مارس (آذار) الماضيين حين بلغت أدنى مستوى لها، قبل أن تستعيد جميع خسائرها بدءاً من 8 يونيو (حزيران) الجاري.
وأوضح أن في عالم تقوده التقلبات الناجمة عن كورونا المستجد، يمكن أن تنقلب الظروف ضد الرابحين بسرعة كبيرة. ففي حين بلغ أكبر تراجع سجله مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في هذه الفترة 33 في المائة، إلا أن أكثر من 100 شركة خسرت أكثر من نصف قيمتها. وقال «لا يمكن لأي شيء أن يعوض ألم الخسارة والمعاناة التي تسببت بها هذه الجائحة المروعة، ولكن يمكن تخفيف بعض التداعيات الثانوية من خلال حماية المدخرات والاستثمارات الشخصية. ولهذا، يمثل التنويع أفضل وسيلة دفاع لتجاوز هذه الجائحة».