أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    24-Sep-2017

كاميرات على دروب وعرة .. *ابراهيم عبدالمجيد القيسي

 الدستور-تتقلص الذاكرة عن استيعاب بعض المشاهد، وفي الكاميرا الرقمية والذكية وحتى في العبقرية، تضيق مساحة الذاكرة عن تخزين مشاهد الغضب والنزق المقيم.. طفر وقلة زفر وكفر بالأخلاق والانسانيات والوطنيات، ولهاث محموم لحيازة الرغيف، وقائمة من التزامات وجيوب فارغة.. وذاكرة مثقوبة..كيف يقود سيارة من كان دماغه مكتظا بمثل هذه الشحنات السلبية!.

كم تبلغ عائدات الدولة من مخالفات السير؟ وكم عدد الكاميرات والسيارات والاختناقات؟ .. لا أعلم بالضبط لكنها تتزايد بعد الانتهاء من طرح السؤال، وكذلك تفعل مطبات الشوارع وحفرها والاعتداءات عليها، لتتزايد معها أعطال السيارات والحوادث والكوارث، صدقوني انها في ازدياد مع كل ثانية، ثم تأتي «كاميرات» جديدة لتسجل هذا التزايد وتطرحه من جيب المواطن.
إن من أقل وأبسط حقوق المواطن دافع الضريبة، وأن يسير السائر على الطرقات بسيارته او حتى راجلا، أن يسير في طريق آمنة، ولا أعني سوى طرق مناسبة للسير، ومؤثثة بما يليق من اسفلت ومن مواقف ومن مسارب، فكل السائرين لهم وجهة يريدون بلوغها حسب التوقيت المحلي لمسؤولياتهم وحاجاتهم والتزاماتهم، وفي شوارع كشوارع مدينة عمان التي يقال بأن عدد سكانها في تزايد (4 ونص) مليون نسمة في عمان..التي فيها «بوليفارد العبدلي»، وشوارعه لا تختلف عن شوارع البلد ودخلات جبل الحسين والصويفية والقويسمة..وكل الشوارع في العاصمة، فهي بدورها تشهد اختناقات واحتشاد سيارات وغضب من قبل الجالسين في «توابيت» الحديد، غضب يتزايد مع كل دورة من دورات عجلاتها..
لو قمنا بإحصائية لملاحقة ما يدفعه الناس على سياراتهم بسبب مطبات الشوارع وحفرها وسائر مشاكلها الفنية، لوجدناها تزيد أضعافا عما تجنيه الدولة من مخالفات السير، فكل مواطن يملك سيارة يعلم تماما كم يدفع نقودا في العام على سيارته ثمنا للتصليح وتغيير القطع التي تنعطب بسبب الشوارع، وهي حسبة لا تقع في ذهن من يطالب الناس بالسير بأناقة على الشوارع، تلك التي تم تفخيخها في أحرج أجزاء منها بكاميرات تدون حالات الاستفزاز والغضب، ثم يأتي موعد القانون الموسمي، فيدفع المواطن أحيانا غرامات مخالفات سير أضعاف ما يدفعه من أجل الترخيص والتأمين، علاوة على ما دفعه على تصليح سيارته من الأعطال التي تسببت بها الطرقات المهترئة .. أستغرب هنا قيام الأمانة بإعادة مد شوارع في الجبيهة وشارع المدينة وشوارع في خلدا بالخلطة الساخنة، رغم عدم حاجتها لها، مقارنة بشوارع في المناطق نفسها أصبحت مهترئة وصالحة للزراعة فيها وليس لسير السيارات عليها.
دخلت بوليفارد العبدلي أمس الأول، وهي المرة الأولى في حياتي التي أدخل فيها هناك، وكنت على موعد مع أحدهم لم أذهب اليه والسبب:
أوقفت سيارتي على الجهة اليمنى من الشارع الذي يمر أمام مبنى روتانا «او هكذا اعتقد اسمه»، فالشوارع مؤثثة بموقف جانبي فسيح نسبيا، ومن الطبيعي أن توقف سيارتك فيه ما دام لا يحتوي إشارة ممنوع الوقوف أو أية تحديدات أخرى، ولم أغب عن سيارتي أكثر من 10 دقائق لأجد مخالفة «وقوف وتوقف» مدسوسة تحت ماسحة الزجاج، فعلمت بأنني أقف في مصيدة، لا بد سيسقط فيها كل من يزور المكان للمرة الأولى تصبح أخيرة، حتى لو كان الموعد مع أهم شخصية في الدنيا، فلن أذهب اليه في ذلك المكان، لأن شوارعه مستنسخة عن مصائد مغفلين.
لسنا ضد النظام ولا ضد الأخلاق، لكن شوارعنا تحتاج لإعادة تأهيل، وكاميراتنا موضوعة في أسوأ الأماكن على الشوارع وأكثرها حرجا، حيث تجد الشارع يزخر بإشارات عن سرعة مقدارها 80، لتجد في أحد منحدراتها أو بداية «طلوعها» كاميرا وإشارة عن سرعة مقدارها 50 او 40! ، فتشعر بأنك تسير بسيارتك على طريق «مغامرات» واختبار أعصاب، وليس على طريق مستقر بسرعة او بتحديدات منطقية لها..
لا أريد أن أجلد الشوارع والخدمات لا سيما وأن الوضع الاقتصادي صعب على المؤسسات العامة وعلى الحكومة، فهو موضوع ثانوي اذا ما قورن باختلالات الاستراتيجيات في ملفات أخرى، تحتل صدارة الاهتمام..
كلها سالكة بصعوبة..فلا تقوموا بتعقيدها الى درجة الإغلاق في عيون الناس وقلوبهم.