الحياة-اسكندر الديك 
 
ارتفعت البطالة في ألمانيا بشكل ملموس خلال الشهر الماضي، كما هو متوقع في فصل الشتاء من كل سنة، بعدما أقفل الشهر الأخير من العام الماضي على ارتفاع قليل في أعداد العاطلين من العمل.
 
وفيما أظهرت النتائج التي نشرتها «وكالة العمل الاتحادية» في نورنبرغ أن عدد العاطلين من العمل في كانون الأول (ديسمبر) الماضي بلغ 2.568 مليون شخص، بارتفاع مقداره 36 ألف شخص فقط مقارنة بتشرين الثاني (نوفمبر)، ارتفعت البطالة في كانون الثاني (يناير) إلى 2.777 مليون شخص، أي إلى أقل مما كان متوقعاً. وصحيح أن العدد زاد بمقدار 209 آلاف شخص مقارنة بالشهر السابق، إلا أنه أقل بمقدار 143 ألفاً مقارنة بالشهر ذاته العام الماضي. وأعلنت الوكالة أن معدل البطالة ارتفع من 5.8 إلى 6.3 في المئة، وأن سوق العمل بدأت عاماً جديداً جيداً مقارنة بالسنوات الثلاث السابقة. وعلّق رئيس الوكالة فرانك يورغن فايزه على هذه النتائج بالقول إن «تراجع عدد العاطلين من العمل تواصل حتى نهاية العام الماضي، وصحيح أن الانخفاض الكبير في البطالة الذي حصل خلال أشهر الصيف الماضي ضعف الآن، ولكن الطلب على الأيدي العاملة لا يزال يسير بوتيرة عالية جداً». وأشار خبراء اقتصاد إلى أن ارتفاع البطالة الشهر الماضي سببه موسمي ويتكرر سنوياً مع دخول فصل الشتاء، حيث تتوقف أعمال آلاف العاملين في قطاعي البناء والزراعة لمدة شهرين أو ثلاثة. وتوافق خبراء سوق العمل على أن عام 2016 كان الأفضل منذ ربع قرن، خصوصاً في ما يتعلق بحجم البطالة المنخفض في ألمانيا، حيث بقي معدلها تحت 2.70 مليون. وأعلنت «وكالة العمل» أن هذا الوضع الجيد سمح ببقاء فائض في صندوق دعم العاطلين من العمل مقداره 5.4 بليون يورو.
 
وإذا كان صحيحاً أن خبراء السوق في «وكالة العمل الاتحادية» لم يتوقعوا تعديلاً كبيراً في البطالة نهاية كانون الأول الماضي، إلا أنهم انتظروا «أن يُنهي عام 2016 فصلاً مريحاً في مجال البطالة، ليبدأ فصل آخر من الارتفاع خلال العام الحالي، ولو بصورة لن تسبب قلقاً كبيراً للنقابات العمالية وللحكومة».
 
وعلى سبيل المثال، تبدو توقعات «معهد سوق العمل وبحوث المهن الألماني» متفائلة في هذا الصدد، إذ توقع رئيس قسم البحوث فيه إنزو فيبر «ارتفاع عدد العاطلين من العمل وسطياً خلال العام الحالي إلى نحو 2.618 مليون شخص». وأظهر استطلاع أجراه معهد «غالوب» للاستشارات أن ثلثي العاملين في ألمانيا «متأكدون من أن مكان عملهم مضمون بفعل استمرار الاقتصاد في النمو وتأمين فرص العمل». وذكر شخصان من كل ثلاثة ألمان أن العمل مؤمن في كامل فترة العام الحالي، وقال 28 في المئة من المستَفتين إنهم لا ينتظرون صرفهم على الإطلاق. أما عدد المتخوفين من التسريح فلا يتجاوز 1 على 20، بينما أوضح 58 في المئة من المستطلَعين أن الوضع الاقتصادي في البلاد جيد أو ممتاز، وأشار 6 في المئة منهم إلى أن الوضع الاقتصادي سيّئ، فيما توقع كل ثالث مستطلع حدوث تحسّن في الوضع الاقتصادي، إلا أن نصف المستطلَعين ينتظر أن تسوء الحالة الاقتصادية لاحقاً.
 
ويُجري معهد «غالوب» هذا الاستطلاع سنوياً في ألمانيا منذ العام 2001. وقال مدير قسم الدراسات في المعهد ماركو نينك: «بفعل الطلب المرتفع للشركات على القوى العاملة الكفوءة، يسجّل حالياً تحوّل ملموس في سوق العمل لمصلحة العاملين، ما يستفيد منه الساعون فعلاً للحصول على عمل». ولفت إلى أن «الشركات بحاجة اليوم إلى وقت أطول من السابق لملء الأمكنة الفارغة». وكان المعهد استطلع ألف شخص في ألمانيا خلال شهري تشرين الثاني وكانون الأول الماضيين.
 
إلى ذلك أعلنت «منظمة العمل الدولية» الشهر الماضي في دراسة، أن عدد العاطلين من العمل في العالم سيبلغ أكثر من 200 مليون خلال العام الحالي، بزيادة 3.4 مليون مقارنة بعام 2016. ولفتت إلى أن عدداً غير قليل من الأجراء غير قادر على العيش بكرامة بالأجر الذي يحصل عليه لقاء عمله، مشيرة إلى أن معدل البطالة في العالم ارتفع من 5.7 إلى 5.8 في المئة.
 
وبلغ معدل البطالة في دول الاتحاد الأوروبي 8.3 في المئة، وفي دول منطقة اليورو 9.8 في المئة، أما إجمالي العاطلين من العمل فبلغ 20.5 مليون شخص.