أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    11-Feb-2017

تكلم طويلاً ولم يقل شيئاً؟*د. فهد الفانك

الراي-كانت لفتة جيدة من سعادة سفير مصر في الأردن طارق عادل ، أن يهيء لقاء لمجموعة مختارة من الصحفيين الأردنيين مع وزير خارجية مصر سامح شكري مباشرة بعد وصوله إلى عمان ، وقبل أن يلتقي مع المسؤولين الأردنيين في اليوم التالي ويقوم بالمهمة التي جاء من أجلها.
 
بدأ رئيس الدبلوماسية المصرية حديثه بالتساؤل عما إذا كانت هذه الجلسة أون ركورد أي قابلة للنشر أم أوف ركورد أي لمجرد الإطلاع ودون نسبة شيء للوزير. وعلق أحد الزملاء أن ما يصفه المسؤول بأنه ليس للنشر هو الجزء الهام الذي يريد أن يراه منشوراً في اليوم التالي!.
 
كان هذا خطأ مهنياً ، فالصحفي المهني يدرك الفرق بين أن يكون حديث المسؤول للنشر أو ليس للنشر ، ويلتزم بذلك. على العموم لا لزوم لنختلف حول الموضوع لأن الوزير لم يقل شيئاً لا للنشر ولا للإطلاع.
 
إجابات الوزير كانت دبلوماسية أكثر مما توقعنا ، فالإجابات عامة بطريقة لا تأتي بجديد.
 
قلنا للوزير أن بعض الدول العربية تبحث عن دور وتشتريه بالمال ، لا ليخدم مصلحة ، بل لمجرد أن يكون لتلك الدولة قول ، ومن هنا جاء دعم فصائل مختارة في سوريا وليبيا بالمال والسلاح.
 
مصر في المقابل لا تبحث عن دور ، ولكن هناك دوراً عربياً كبيراً لأهم دولة عربية قائدة ، لكن مصر تتردد في تفعيله.
 
كانت هناك تساؤلات حول دور مصر تجاه ما يجري في سوريا ، عن العلاقة مع السعودية ، مع إيران ، مع إثيوبيا ، مع السودان ، عن إمكانية دعم صمود الفلسطينيين في وجه الهجمة الإسرائيلية.
 
في كل حالة كان وزير الخارجية المصري يقوم بإجابة مستفيضة لكنها لا تدل على شيء محدد ، فنحن نعرف أن مصر كغيرها تحب لسوريا الاستقرار والعودة للحياة الطبيعية ، وتتمنى حلاً سياسياً بدلاً من استمرار نزيف الدماء ، وأن العلاقة مع السعودية حيوية ، ومع إيران عادية ، ومع السودان طبيعية ، وأن هناك تطابقاً بين الموقفين المصري والاردني إلى آخره.
 
مصر لها حق على العرب ، والعرب لهم حق على مصر ، هذه الحقوق لا تكفي فيها اللغة الدبلوماسية.
 
طرحنا على الوزير قضايا حيوية عديدة وقد تكلم طويلاً ، ولكنه اختار أن لا يقول شيئاً وهذا فن يتقنه الدبلوماسيون.